إيدي هاو: مغامرتي مع بورنموث مستمرة.. وتدريب إنجلترا حلم بعيد

الشاب الذي استطاع أن ينتشل فريقه المتعثر من فترة ضياع ليصعد به إلى الممتاز

إيدي هاو مدرب بورنموث (رويترز)، لاعبو بورنموث حققوا انتفاضة بالفوز على تشيلسي ويونايتد (أ.ب)
إيدي هاو مدرب بورنموث (رويترز)، لاعبو بورنموث حققوا انتفاضة بالفوز على تشيلسي ويونايتد (أ.ب)
TT

إيدي هاو: مغامرتي مع بورنموث مستمرة.. وتدريب إنجلترا حلم بعيد

إيدي هاو مدرب بورنموث (رويترز)، لاعبو بورنموث حققوا انتفاضة بالفوز على تشيلسي ويونايتد (أ.ب)
إيدي هاو مدرب بورنموث (رويترز)، لاعبو بورنموث حققوا انتفاضة بالفوز على تشيلسي ويونايتد (أ.ب)

عندما اختير إيدي هاو مدرب الشهر من قبل رابطة المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي في مايو (أيار) الماضي، طلب منه وكيل أعماله في تلك الأمسية أن يصطحب الجائزة معه إلى المراحيض، معللاً طلبه بأنها على الأرجح المرة الوحيدة التي سينالها هذا الرجل، الذي استطاع الصعود مع بورنموث إلى الدرجة الممتازة، وينظر إلى جائزته المرموقة ويفكر في عظم ما أنجزه.
وبعد مرور 6 شهور سارت الأمور كما كان متوقعًا لها بالضبط. ويقول هاو ضاحكًا: «أتذكره يقول لي شيئًا من هذا القبيل في ذلك الوقت.. تلك الجائزة، على ما أظن، هي أفضل شيء حدث لي على الإطلاق. إنها أمر سأسترجعه ذات يوم وأفكر: يا للهول، هل ربحت فعلاً تلك الجائزة، لكنني لم أنظر إليها منذ ذلك الحين. المستقبل هو الشيء الوحيد المهم».
لكن هاو لم يكن ليجد الوقت، ناهيك بالرغبة، لكي يستغرق في التفكير بنجاحاته. ويستيقظ المدرب، الذي يعترف بأنه مدمن على العمل، كل يوم مع بزوغ الفجر ويشعر بأنه محظوظ عندما يعود إلى المنزل في الموعد لكي يقرأ قصة قبل النوم لابنه هاري البالغ من العمر 4 سنوات.
وبينما يستهلك العمل جل وقته، لا يوجد مكان في نفسه للشعور بالغرور والارتكان إلى السمعة التي اكتسبها كواحد من ألمع المديرين الفنيين الواعدين في لعبة كرة القدم. هاو الذي يتميز بالتواضع وحسن المعشر تضم سيرته الذاتية 3 ترقيات إلى الدرجة الأعلى من الدوري الإنجليزي، عبر ولايتين في بورنموث، كما أنه جدير بالذكر أن مواجهة يوم السبت أمام وست بروميتش ستكون مباراته رقم 351 كمدير فني، بعد أيام قليلة من احتفاله بعيد ميلاده الـ38. لقد انتفض بورنموث بقيادة هاو بشكل لافت في آخر 6 مراحل لينتقل إلى المركز الرابع عشر برصيد 16 نقطة بعد أن كان حصد نقطة واحدة من أصل 15 نقطة في مبارياته الأولى بالدوري.
الثناء لا يصعب الحصول عليه، لكن هاو لا يبحث عنه قط، وحول ذلك يقول: «لست من هؤلاء الذين يحاولون معرفة كيف ينظر إليه الآخرون»، لقد كان غافلاً تمامًا عن حقيقة أن غاري لينكر وصفه بأنه «الإنجليزي المميز» حتى نوهت زوجته فيكي إلى المقولة في شهر أبريل (نيسان).
ويقول هاو مبتسمًا: «ليس لي حساب على (تويتر)، لا أعرف حتى كيف أصل إليه.. ردة فعلي كانت أنه أمر لطيف أنه يعرفني، لأنني شاهدت غاري لينكر في كؤوس العالم، وكان معشوقي، ولا أقول ذلك الآن لكي أبدو لطيفًا فحسب. وأعتقد أنك عندما تعيش المسيرة التي مررت بها، في ظل غياب أي تاريخ لي كلاعب، بالفعل، وتحاول أن تصنع لنفسك حياة مهنية في عالم التدريب، يتملكك شعور طيب حين يعترف بوجودك بعض من كبار العاملين في مهنتك».
وبعد كل الاستحسان والثناء في الموسم الماضي، كان السؤال الذي طرحه كثيرون عشية انطلاق هذه المشاركة هو ما إذا كان هاو بكل ما يقدمه من كرة قدم هجومية ممتعة ومتدفقة، سيتمكن من شق طريقه في الدوري الممتاز مع فريق بحجم بورنموث. وتبدو المهمة أشد صعوبة أيضًا في ظل سلسلة من الإصابات الخطيرة المتوالية التي لحقت بلاعبين مهمين في الفريق.
في بداية شهر سبتمبر (أيلول)، فقد بورنموث تيرون مينغز وماكس غراديل، المنضمين الأغلى سعرًا للفريق، بعدما لحقت بهما إصابات في الرباط الصليبي في ذات المباراة، لتبعدهما عن الملاعب لمدة 12 و6 شهور بالترتيب. وبعد أقل من 3 أسابيع، وفي وقت كان يسير نحو الانضمام إلى منتخب إنجلترا بعد تسجيله 5 أهداف في أول 6 مباريات يلعبها في الدوري، أصيب كالوم ويسلون بتمزق في الرباط الصليبي. وبعد أيام قليلة، خضع تومي إيفيك، قائد الفريق، لجراحة في الكاحل ستبعده عن المشاركة في المباريات حتى الموسم الجديد. وتمتد قائمة الإصابات - كريستيان أتسو، المعار من تشيلسي، والعائد إلى ستامفورد بريدج ليتعافى من كسر نتيجة الإجهاد وما زال لم يظهر بعد في مباريات الدوري.
ويقول هاو: «حظ سيئ قاس.. كنا نظن أن تايرون إصابته خطيرة، لكن ماكس كنا نأمل أنه سيعود في غضون أسابيع. لكن عندما يبلغونك في ذات اليوم أن تايرون سيغيب عامًا كاملاً وماكس 6 شهور، يصبح يومًا أسود. لكن أن تخسر كالوم بعد أسابيع قليلة، على النحو الذي حدث، كان أمرا قاسيًا بالفعل».
وأضاف: «لقد كان محلقًا وعنصرًا أساسيًا في فريقنا. إنك لا تعتمد قط على لاعب واحد، لكن سماته، بادئ ذي بدء، كانت مهمة لطريقة لعبنا، سواء عند امتلاك الكرة أو فقدانها. لذا فإنك لا تضطر إلى أن تغير بالكامل عنصرًا واحًدا في طريقة اللعب فقط، ولكن عنصرين. وهما العنصران الوحيدان المهمان في كرة القدم - عندما تمتلك الكرة وعندما لا تمتلكها، لذا كنا مضطرين تقريبًا إلى العودة إلى المربع رقم واحد».
وفي حالات مينغز وغراديل وويلسون، اضطر بورنموث إلى التعمق في المسألة. ويقول هاو: «عرضنا اللقطات على بعض الخبراء في إصابات الركبة كما فحصنا الملاعب وأرضياتها لنعرف ما إذا كانت سبب لذلك.. النتائج التي تلقيناها من الجميع، بعدما حللنا الالتحامات وحصلنا على صور مقربة، كشفت أنه لم يكن بوسعنا أن نفعل أي شيء لمنع ذلك وأن الأمر برمته عائد لسوء الحظ».
ويضيف: «قد تكون الأرضيات عاملاً مساهمًا بسبب صلابتها وتعلق مسامير الأحذية فيها ولا تعطيك المردود الذي تحتاجه. لكن حتى مع ذلك، يتعين علينا أن نسلم بما حدث ونمضي قدمًا».
لكن الكلام سهل، بينما تنفيذه على أرض الواقع صعب. الكثير من المديرين الفنيين يضربون على وتر الإصابات، ومن المغري أن تتساءل كيف ستتعامل أندية أخرى، سواء كانت في مقدمة أو مؤخرة الجدول، مع موقف غير مواتٍ مثل الموقف الراهن. وعلى الرغم من أن بورنموث الآن ما زال بعيدًا بمركز بنقطتين عن دائرة الهبوط، ودعمته استعادة هاري أرتر للياقته البدينة، فإن الفريق يواجه وقتًا عصيبًا ولا يستطيع أن يلوم أحد المدرب هاو إذا ما أشار إلى الإصابات كحجة مشروعة لتحول الموسم سريعًا إلى صراع على الهبوط.
ويقول المدير الفني الشاب: «يمكنك الاحتفاظ بذلك لو كنت ترى الأمور من ذلك المنظور. لو كنت تريد الحجج والأعذار، فإنها موجودة. لكنني أميل إلى النظر إلى الأمر من زاوية مختلفة.. أولا، إنني لا أتحدث في الواقع عن الإصابات مع وسائل الإعلام، من الواضح أنني أفعل ذلك الآن لأنه موضوع تحليلي. وبالتأكيد لا أتحدث عن الإصابات مع اللاعبين، وبالنسبة إلي، فإنها كأن لم تحدث بالأساس».
ويضيف: «إنني أحكم على الفريق من منطلق إدراكي لما يستطيع إنجازه، وليس لأننا نفتقد بعض اللاعبين. لذا بالنسبة إلي، هي ليست حجة، يمكن أن تتحول إلى حالة ذهنية تقودك إلى مسار سلبي لا يسعك الفرار منه، إذ تلقي باللائمة في كل شيء عليها. الواقع هو أننا في الوضع الذي نحن عليه الآن بسبب أنفسنا، وليس بسبب لاعبين فقدناهم نتيجة الإصابة. لم نقدم أداء طيبًا كفاية وارتكبنا بعض الأخطاء الفردية».
البعض سوف ينظرون إلى الأمر على أنه الاختبار الأول الكبير لهاو، لكن الواقع مختلف عن ذلك.
إنه يتحدث عن مواجهة وقت عصيب في تدريب بيرنلي، حيث أمضى 21 شهرًا قبل أن يعود إلى بورنموث بعدما وجد من الصعب أن يظل بعيدًا عن عائلته عقب وفاة والدته.
ثم جاء موسم 2102 - 2013 والذي يتذكر هاو أن الجميع «كانوا يقولون إن المسيرة توقفت» بعدما خسر بورنموث 5 مباريات متتالية. لكن فريقه فاز في المباريات الثمانية التالية وضمن الترقي إلى دوري الدرجة الأولى.
بيد أنه لا يوجد موقف يشبه ما وجد هاو نفسه فيه نهاية عام 2008، عندما تولى تدريب بورنموث في سن الـ31. كان بورنموث على بعد 7 نقاط من الهبوط في دوري الدرجة الثانية، كان مندوبو المحكمة يمضون شأنهم شأن المشجعين أوقات طويلة في النادي، حيث لم يكن اللاعبون يتلقون رواتبهم وكان هناك تهديد دائم بتصفيته. لكن هاو تمكن على نحو ما من قيادة الفريق إلى بر الأمان.
ويقول هاو: «أتذكر أن مشاعري بعد تلك المباريات كانت متطرفة.. لو فزنا، كنت أشعر أننا نستطيع فعلها. لو خسرنا، كان الأمر يبدو لي وكأنها نهاية العالم. كنا ندرك أننا ينبغي أن نواصل المشوار لكي يظل النادي قائمًا، لذا كان الضغط في المباريات القليلة الأخيرة.. لم أشعر بمثله منذ ذلك الحين».
ورغم أن إخلاصه لمهنته لم يتغير، يقول هاو إن زيادة ساعات عمله سوف تترك «آثارا عكسية على سعادتي الشخصية»، فالحياة تمضي في مناح أخرى أيضًا. ولدى هاو ابنان صغيران، هما هاري وروكي، الذي يبلغ من العمر 14 شهرًا، وإحدى أكبر التحديات التي تواجهه هي محاولة إيجاد توازن بين العمل وحياته الشخصية لكي يراهم يكبرون.
ويقول هاو: «إنه أصعب جزء من المهنة. تحتاج حقًا إلى زوجة داعمة، تتفهم مدى الجد الذي ينبغي أن أعمل به، ومدى تطلعي إلى إدراك النجاح، ثم يتعين عليها أن تقدم تضحيات لكي أستطيع أن أؤدي عملي على النحو اللائق. لذا أنا ممتن للغاية لها لتمكيني من القيام بذلك. ثم أنني اعتقد أنه من المهم عندما ترى الأطفال، ينبغي أن تكون معهم بكل مشاعرك، وللأمانة أقول إنني لا أفعل ذلك، لأنه تظل أمور أخرى تشغلني، لذا فإن مهمتي في هذا الإطار بلا أدنى فائدة».
بل إن إيجاد الوقت اللازم لممارسة القراءة، والتي لطالما كانت مصدر متعة لهاو، بات صعبًا هذه الأيام.. «هناك 4 كتب بجوار سريري. لدي كتاب السير أليكس فيرغسون الجديد، الذي أتوق إلى قراءته. لقد أنتجنا كتابًا عن بورنموث لم أتمكن من فتحه بعد، لكنني حريص على قراءته، وهناك كتابان آخران نفسيان».
ويعتبر هاو من أشد المعجبين بجون وودن لاعب ومدرب السلة الأميركي الذي له كتابات مشهورة عن هرم النجاح، وحول ذلك يقول: «كتابه دائما بجوار سريري. إنه واحد من مصادر إلهامي الرئيسية. كان مدربًا لكرة السلة وفاز باللقب تلو الآخر مع فرق جامعته. أجد أسلوبه في الحديث ورؤيته للحياة - ليس الرياضة فحسب - طيبة للغاية. لقد أنتج سلسلة من الكتب، ليست فقط للبالغين، ولكنّ هناك واحدًا منها أقرأه في الواقع على ابني في المساء، وهو أمر طيب بحق. إنه يتحدث عن هرم النجاح وما الذي يصنع الأشخاص الناجحين، لذا فهو يتربى على ذلك».
من ناحية أخرى، أثبت هاو أنه يتعلم بسرعة وهو مقياس لمدى ارتفاع أسهمه في الشهور الـ12 الماضية حتى أن اسمه بات يتردد مرارًا كمدير فني محتمل للمنتخب الإنجليزي في مرحلة ما. إلا أنه لا يمتلك أي وقت لمثل ذلك الكلام في الوقت الراهن.
ويقول هاو بينما تغطي وجهه ابتسامة ونظرة من التشكك «لقد فزت بأربع مباريات وتعادلت في 4 من 16 مباراة بالدوري.. لذا من منظوري، لا بد أن أستبعد ذلك. بالطبع أن تدريب منتخب بلادي يعد تشريفًا عظيمًا لي، إن الأمر فحسب يتعلق بإدراكي المبني على الواقع بالمرحلة التي أقف فيها الآن من مسيرتي المهنية. لدي الكثير لأثبته، لدي الكثير لأفعله. ولدي الكثير لكي أتعلمه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».