مدينة سنجار تعاني من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش»

اشتباكات بين التنظيم وقوات البيشمركة

مدينة سنجار تعاني من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش»
TT

مدينة سنجار تعاني من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش»

مدينة سنجار تعاني من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش»

بعد مرور أكثر من شهر على تحرير قوات البيشمركة لمدينة سنجار الاستراتيجية من تنظيم داعش، ما زالت المدينة تعاني من العبوات الناسفة التي زرعها «داعش» في كل مكان منها.
وتواصل فرق الهندسة العسكرية في قوات البيشمركة عملها لتطهير المدينة من هذه المتفجرات التي تقدر بمئات الأطنان، بينما تؤكد إدارة المدينة أن التدمير الذي طال سنجار على مدى 15 شهرا من سيطرة التنظيم عليها يحول دون عودة سكانها في القريب العاجل.
وقال محما خليل قائمقام سنجار لـ«الشرق الأوسط»: «فرق الهندسة العسكرية التابعة لقوات البيشمركة تواصل عملية تطهير مدينة سنجار من العبوات الناسفة التي زرعها مسلحو (داعش)، وحتى الآن طُهر نحو 50 في المائة من المدينة من العبوات الناسفة والألغام، التي تُقدر بنحو ألف طن من المتفجرات، وما زال هناك نحو ألف طن آخر في المناطق التي لم تطهر بعد».
وكشف خليل عن نسبة السكان العائدين إلى مركز قضاء سنجار: «لم يعد السكان إلى مركز مدينة سنجار حتى الآن لأنها منطقة عسكرية، التدمير الذي لحق بمدينة سنجار وبُناها التحتية على يد تنظيم داعش خلال 15 شهرا من سيطرته عليها، يحول دون عودة الأهالي إليها في القريب العاجل». وتابع: «نحو 80 في المائة من المدينة مدمرة، ونهب مسلحو (داعش) أموال وممتلكات سكانها. وهناك نقص حاد في الخدمات من مياه الشرب والكهرباء والمستشفيات والمدارس، إضافة إلى الخطورة العبوات الناسفة على المواطنين لأن المدينة لم تُطهر منها بالكامل».
وأضاف: «لا يوجد أي اهتمام لمدينة سنجار من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد ومن قبل المجتمع الدولي»، مستبعدا في الوقت ذاته عودة قريبة لسكان مدينة سنجار إليها، مستدركا بالقول: «ناحية سنونة التابعة لقضاء سنجار شهدت عودة نحو أربعة آلاف عائلة إليها».
وفي سياق متصل، تصدت قوات البيشمركة مساء أول من أمس لهجوم شنه مسلحو «داعش» على مواقعها في جنوب شرقي قضاء سنجار، وقال الفريق جمال محمد، رئيس أركان قوات البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: «حاول مسلحو (داعش) مساء أول من أمس، شن هجوم على قوات البيشمركة من تقاطع بليج باتجاه منطقة تل القصب جنوب شرقي سنجار، لكن البيشمركة كانت لهم بالمرصاد، وبعد نحو نصف ساعة من الاشتباكات تمكنت البيشمركة من التصدي لهم وإلحاق الهزيمة بهم وأجبرتهم على الفرار»، مضيفا أن «قوات البيشمركة أمنت مدينة سنجار بالكامل، وأنها على أهب الاستعداد دائما للتصدي لكافة هجمات (داعش) والقضاء عليه».
ومن جهته، قال العقيد دلشاد مولود، الناطق الرسمي لقوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة) لـ«الشرق الأوسط»: «دمرت طائرات التحالف الدولي مساء أمس عجلة تابعة لتنظيم داعش كانت تحمل على متنها سلاحا ثقيلا من نوع (هاون) في قرية الأبطيشة التي تقع مقابل تقاطع آسكي الموصل (غرب نهر دجلة)»، وبحسب المعلومات التي حصل عليها القادة الميدانيين في قوات بيشمركة الزيرفاني، قُتل خلال الغارة عدد من مسلحي التنظيم.
وبدوره، قال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، لـ«الشرق الأوسط»: «تسلمت دائرة الطب العدلي في مدينة الموصل أمس أكثر من ثلاثين جثة من جثث مسلحي (داعش)، الذين قتلوا خلال المعارك، وغالبيتهم كانوا من المسلحين الأجانب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».