بوعيدة: قرار تعليق الاتفاقية الفلاحية مع الرباط سياسي وليس قضائيًا

الوزيرة في الخارجية المغربية عدته حكمًا مطعونًا في شرعيته

بوعيدة: قرار تعليق الاتفاقية الفلاحية مع الرباط سياسي وليس قضائيًا
TT

بوعيدة: قرار تعليق الاتفاقية الفلاحية مع الرباط سياسي وليس قضائيًا

بوعيدة: قرار تعليق الاتفاقية الفلاحية مع الرباط سياسي وليس قضائيًا

اتهمت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الخارجية المغربية، مساء أمس خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، حكم المحكمة الأوروبية القاضي بتعليق الاتفاقية الفلاحية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وباستغلال حالة الخلل في المواقف الأوروبية من أجل الانحياز للطرف الآخر، في إشارة لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وعدت بوعيدة حكم المحكمة قرارا سياسيا، وليس قرارا تقنيا أو قضائيا، مضيفة أن الحكم تجاهل تطورات القضية الوطنية (ملف الصحراء) والمبادرة الدبلوماسية، التي تقدم بها المغرب لإنهاء النزاع المتمثل في الحكم الذاتي. كما اعتبرت بوعيدة قرار المحكمة الأوروبية مطعونا في شرعيته لأنه أعطى لنفسه حق التدخل في قضية سياسية توجد تحت إشراف الأمم المتحدة.
وطالبت الوزيرة المغربية أعضاء الاتحاد الأوروبي بتوضيح المواقف بشأن الشراكة المتميزة التي عقدها المغرب مع أوروبا منذ عام 1976، مشيدة بمواقف الدول الأوروبية باستئناف قرار المحكمة، الذي تم اتخاذه أول من أمس خلال اجتماع لجنة الشراكة الأوروبية - المغربية، مشيرة إلى أن هذا الموقف سيزيد كثيرا من الوضوح الدبلوماسي في الموقف الأوروبي.
واعترفت بوعيدة بأن المغرب فوجئ بموقف المحكمة الأوروبية، مضيفة أن الدبلوماسية المغربية كانت تتوقع كثيرا من السيناريوهات، لكنها لم تكن تتوقع أن تتجاوز المحكمة الأوروبية كل الخطوط الحمراء.
وفي السياق ذاته، كشفت بوعيدة أن الدبلوماسية المغربية ردت بقوة على القرار، مضيفة أن وزير الخارجية صلاح الدين مزوار عقد اجتماعا عاجلا مع فيديريكا موغيريني، المفوضة الأوروبية للأمن والسياسة، التي عبرت بدورها عن اندهاشها من القرار، داعية إلى استمرار العمل بالاتفاقيات التي تربط بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
من جهته، قال محمد يتيم، نائب رئيس مجلس النواب المغربي، إن المغرب يعول على حكماء الاتحاد الأوروبي حتى لا ينجروا وراء المتهورين. وأضاف يتيم، وهو قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية متزعم التحالف الحكومي ذي المرجعية الإسلامية، أن المغاربة لن يسمحوا بالمس بمصالحهم الاستراتيجية.
من جهته، نوه النائب عبد الله البقالي، نقيب الصحافيين المغاربة (حزب الاستقلال المعارض)، بموقف دول الاتحاد الأوروبي من استئناف قرار المحكمة الأوروبية، داعيا الأحزاب السياسية إلى التعبئة الشاملة للدفاع عن قضية الوحدة الترابية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».