الأردن يفضل تبني الأمم المتحدة قوائم الإرهاب

عمان ستقدم قوائم أولية ليصار إلى اتخاذ قرار بشأنها

الأردن يفضل تبني الأمم المتحدة قوائم الإرهاب
TT

الأردن يفضل تبني الأمم المتحدة قوائم الإرهاب

الأردن يفضل تبني الأمم المتحدة قوائم الإرهاب

قالت مصادر أردنية مطلعة إن الأردن يفضل إعلان قوائم تصنيف الفصائل العسكرية المقاتلة في سوريا في الاجتماع المزمع عقده في الثامن عشر من الشهر الحالي في نيويورك، وأن تتبنى الأمم المتحدة إعلان هذه القوائم كي تكتسب القرارات صبغة دولية بعد مناقشتها مع الدول الكبرى في مجلس الأمن.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الأردن أنجز كثيرا من الاجتماعات التنسيقية مع أجهزة الاستخبارات التابعة للدول المعنية بالأزمة السورية، موضحة أن الأجهزة الأمنية الأردنية اطلعت على تصنيفات الدول المحيطة والمتابعة للأزمة السورية، وظهر تباين كبير بالرأي بين الدول، خصوصا بعد اجتماع فصائل المعارضة السورية في الرياض وضم فصائل غير مرغوب فيها لدى بعض الأطراف إلى الاجتماع.
وسيضع الأردن على طاولة الاجتماع في نيويورك القوائم التي توصل إليها، كي يتوافق الجميع على قاسم مشترك للفصائل التي ينطبق عليها وقف إطلاق النار والفصائل التي يجب محاربتها.
وتابعت المصادر أن هناك شبه إجماع على فصيلي تنظيم داعش وجبهة النصرة، وقد يضم إليهما بعض الفصائل التي لن تلتزم بالعملية السياسية التي سيتم إطلاقها.
على صعيد متصل، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن مصادر دبلوماسية أوروبية تأكيدها أن الأردن خطا خطوات متقدّمة في إعداد قوائم تصنيف القوى العسكرية المقاتلة في سوريا، وفق ما طُلب منه في مؤتمر فيينا الشهر الماضي، لكنه لم ينتهِ منها حتى الآن. وأشارت إلى أن الأردن تواصل مع جهات كثيرة بما فيها روسيا وسوريا. وقالت إن الأردن «خطا خطوات متقدمة في إعداد قوائم تصنيف القوى العسكرية الموجودة في سوريا بين معتدلة وإرهابية، لكنه لم يُنجزها حتى الآن، وقد تواصل مع أجهزة استخبارات كثيرة للوصول إلى أدق دلالات في التصنيف».
وأكدت المصادر للوكالة أنه كان لا بد أن تتواصل هذه الأجهزة مع روسيا وسوريا أيضًا، حيث تمتلك السلطات السورية بنك معلومات لا بد من الاطلاع عليه، وتابعت: «لكن التواصل مع السوريين لا يعني أن الأردن سيقبل كل المعلومات التي تقدّمها الاستخبارات السورية، فسيؤخذ بعين الاعتبار رغبة النظام السوري بوضع كل القوى والكتائب العسكرية المقاتلة في لوائح الإرهاب، وهو ما لن يحصل»، على حد تأكيدها.
وتابعت: «القوائم التي سيقدمها الأردن قوائم أولية، ستخضع لدراسة دقيقة من الدول الكبرى، وبالتأكيد سيجري مراجعة وتعديل لها قبل أن يتم تقديمها للأمم المتحدة والأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية ليُصار لاتخاذ قرار بحقها»، حسب قولها.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى في باريس أول من أمس مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وفق ما أعلنه الموقع الإلكتروني السفارة الأميركية في دمشق. وبحسب المعلومات فقد بحث الجانبان مجموعة من القضايا مع التركيز بشكل خاص على ‏سوريا.
وقد تم اطلاع الوزير كيري على مستجدات الجهود التي يبذلها ‏الأردن لتنسيق جهود أعضاء «المجموعة الدولية لدعم سوريا»، لتحديد الجماعات التي لن تشارك في عملية سياسية ولن تكون جزءًا من وقف إطلاق النار.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».