أنهى المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، زيارة سريعة إلى قطاع غزة، أمس، التقى خلالها مسؤولين من حركة حماس، وبحث مسائل متعلقة بالحصار والتهدئة والمصالحة مع السلطة الفلسطينية.
وكان ميلادينوف وصل إلى غزة عبر معبر بيت حانون «إيرز»، في زيارة هي الرابعة للقطاع، خلال نحو 8 أشهر، رافقه فيها 3 مسؤولين.
والتقى مبعوث عملية السلام مسؤولين في الـ«أونروا»، للاطلاع على صورة الأوضاع في غزة، قبل أن يلتقي مسؤولين من «حماس»، لكنه لم يلتق، كما كان مقررا، أيا من وزراء حكومة التوافق الوطني الذين كان غالبيتهم خارج القطاع.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن ميلادينوف عقد لقاءً مع مجموعة من قيادات حماس، منهم خليل الحية وزياد الظاظا وغازي حمد. وقالت إن اللقاء بحث في أفكار كان طرحها ميلادينوف سابقا، حول قضايا تتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وخصوصا الأزمة العالقة بشأن دمج الموظفين وقضية الهدنة مع إسرائيل.
وبحسب المصادر المقربة من قيادة حماس، فإن ميلادينوف طرح الأفكار عينها، التي تتعلق بدمج مجموعة كبيرة من الموظفين، والاستغناء عن آخرين بتوفير مشاريع صغيرة لهم، في مقابل تسليم حركة حماس الحكم بشكل كامل للسلطة الفلسطينية وحكومة التوافق، بما في ذلك المعابر كاملةً.
وأشارت المصادر، إلى أن الحركة ترفض وتصر على أن يتم استيعاب جميع الموظفين، وإيجاد حلول عادلة لدمجهم ضمن السلطة الفلسطينية. مبينةً أن السلطة الفلسطينية هي الأخرى تشترط استيعاب مجموعة قليلة من الموظفين البالغ عددهم نحو 50 ألفا، على أن يتم إيجاد جهة تمول رواتبهم، وأنها غير مستعدة لدفع أي أموال من موازنتها لأولئك الموظفين.
ولفتت إلى أن قيادة حماس أبلغت ميلادينوف، أنه لا يمكن القبول بحلول جزئية في أي من ملفات المصالحة وخصوصا الموظفين، وأنهم مستعدون لبحث أي حلول تضمن حقوق موظفيهم، وأن تكون قائمة على الشراكة وليس على الإقصاء.
وتشير المصادر إلى أن ميلادينوف طرح قضية الهدنة مع إسرائيل وما يمكن أن يتم التوصل إليه من اتفاق بهذا الشأن، مبينةً أن المبعوث الأممي، لا يمتلك أي طرح حقيقي أو أي مبادرة إسرائيلية بهذا الشأن، لكنه حاول استيضاح موقف الحركة حول الهدنة أو التهدئة. مشيرةً إلى أن قيادة حماس أبلغته أنه لا هدنة من دون فتح المعابر بشكل كامل، وإلغاء قوائم الممنوعات على البضائع التي تدخل للفلسطينيين، وإنجاز ملف إعادة الإعمار في القطاع، ومن ثم الشروع بمفاوضات بشأن الميناء وغيره من المطالب الفلسطينية التي تتعلق بحقوقهم الثابتة.
وتُعد هذه الزيارة الرابعة لميلادينوف إلى قطاع غزة، حيث كان زار المنطقة أكثر من قبل، والتقى قيادات في حركة حماس سرًا وعلانية، لبحث الملفات سالفة الذكر. ولم تحدث أي لقاءات أجراها مع حماس أي تقدم في أي من الأفكار المطروحة، في ظل تعنت الحركة من جهة والسلطة من جهة أخرى، بشأن الملف الفلسطيني الداخلي، وعدم التعامل الإسرائيلي بجدية مع أي اتفاق بشأن عقد هدنة مع الحركة التي تسيطر على القطاع.
ويرى مراقبون أن حركة حماس تأمل في تحرك أكثر في ملف الهدنة مع إسرائيل، للخروج من عنق الزجاجة، مشيرين إلى أن الرسائل غير المباشرة التي تحاول إرسالها للإسرائيليين من خلال تصريحات قياداتها، وحتى إثارة ملف الجنود الذين تقول إنها أسرتهم منذ الحرب، يشير إلى أنها بحاجة ماسة لتحريك الملف، وعقد اتفاق مع إسرائيل يخرجها من العزلة التي تعيشها.
ميلادينوف بحث مع «حماس» قضايا الحصار والمصالحة والتهدئة
المبعوث الدولي التقى قادتها ولم يحقق تقدمًا في أي اتجاه
ميلادينوف بحث مع «حماس» قضايا الحصار والمصالحة والتهدئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة