استثمر نادي مانشستر يونايتد 250 مليون جنيه إسترليني في شراء لاعبين تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان غال، لكن الفريق فشل في الاستمرار في دوري الأبطال وسيتحول للمشاركة في المسابقة الأدنى (الدوري الأوروبي)، كما أنه أظهر عجزا كبيرا عن تحقيق أي فوز خلال المواجهات الخمس الأخيرة بالدوري، ما يؤكد أن هناك خللا كبيرا سواء في الصفقات التي عقدها المدرب أو إدارته للاعبين.
ورغم مرور يونايتد بفترة صعبة على صعيد النتائج والعروض، اعترف فان غال، الواثق في نفسه دائما، أنه من غير المعتاد بالنسبة إليه الخسارة في مباراتين متتاليتين بعدما سقط الفريق بنتيجة 2 - 1 في ضيافة بورنموث بعد أربعة أيام من التعثر أمام فولفسبورغ الألماني والخروج من دوري أبطال أوروبا.
وفشل يونايتد بذلك في تحقيق أي فوز في خمس مباريات متتالية بكل المسابقات، وهو ما يزيد بمباراتين عما حدث مع سلفه ديفيد مويز الذي أقيل من منصبه في نهاية الأمر.
الحقيقة الناصعة لفان غال هي أنه كان يتعين على مانشستر يونايتد شق طريقه في بطولة دوري أبطال أوروبا من خلال مجموعة تضم فرق أيندهوفن وسسكا موسكو وفولفسبرغ. وجهة النظر هذه ليست انحيازا لفريق يمثل الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنها نتيجة طبيعية لتباهي المدرب بالصفقات التي أبرمها بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني لشراء اثني عشر لاعبا خلال مواسم الانتقال الثلاث الأخيرة.
فان غال حصل بالفعل على كل الإمكانات التي تمكنه وفريقه من المنافسة بقوة في دوري أبطال أوروبا واجتياز مجموعة التي تبدو أقل قوة من نظيرتها بالمسابقة، لكن بدلا من ذلك سقط أمام فولفسبورغ 3 - 2، وسقط بدوره يونايتد إلى الدوري الأوروبي. كان من المفترض أن يسهم مبلغ ربع مليار جنيه إسترليني التي أنفقها فان غال في تحقيق يونايتد الفوز على أيندهوفن في ملعب أولد ترافورد في المباراة قبل الأخيرة بالمجموعة، لكن فريق فان غال خرج بالتعادل دون أهداف، ليصل الفريق إلى المحطة الأخيرة وهو في موقف صعب.
العامل المهم هنا هو استخدام فان غال لأسلوب البندقية، فهو أشبه بخليط من المنهجية والانحراف عن المركز، ففريق يونايتد قد يكون نمطيا بسبب الصدع الذي يجري وسط الفريق بسبب صفقات الانتقالات على مدى الـ64 عاما الماضية، وإدارة اللاعبين، واختيار الفريق.
وفي اللقاء الخطر الذي جرى مساء الثلاثاء الماضي أمام فولفسبورغ، قدم فان غال اللاعب غولميرو فاريلا، 22 عاما، من الأوروغواي في أول ظهور له، وكان قرارا غريبا من المدرب، كذلك كان قرار إشراك نيك باول كبدليل لا يقل عنه غرابه، إذ إن اللاعب صاحب الـ21 عاما كان قد ظهر للمرة الأخيرة في المباراة التي هزم فيها يونايتد أمام «إم كي دونز» بنتيجة 4 - صفر في أغسطس (آب) الماضي. غير أنه في مباراة الثلاثاء وبعد 69 دقيقة، أصبحت النتيجة أمام فولفسبرغ 2 - 1، وحينها قرر المدرب الهولندي التضحية بخبرات خوان ماتا الفائز بدوري أبطال أوروبا (مع تشيلسي) وقرر أن يكون باول، الذي لم يشترك في مباراة لثانية واحدة هذا الموسم، المنقذ ليونايتد.
وعندما أصيب المدافع الأيسر ماثيو دارميان قبل نهاية الشوط الأول، استعان المدرب باللاعب كاميرون جاكسون البالغ من العمر 18 عاما، وكان هذا يعني تجاهل اللاعب أشلي يونغ مرة أخرى، رغم أن الأخير صاحب الـ30 عاما كان أحد نجاحات عهد المدرب فان غال حيث استطاع شق طريقه، ولذلك كان من الواجب أن يبدأ يونغ المباراة بدلا من فاريلي ليريح زملاءه أكثر مما فعل جاكسون.
كان الأرجنتيني دي ماريا أفضل صفقة من الطراز العالمي، بغت قيمتها 59.7 مليون جنيه إسترليني، يبرمها فان غال بعدما تولى تدريب الفريق في يوليو (تموز) عام 2014، لكن لم يستمر اللاعب سوى لموسم واحد وبعدها استبعده مدرب الفريق. وتشكك المدرب في إمكانات المهاجم الذي ساعدته مهارات الركض بالكرة وقدرته على تغيير نتيجة المباراة التي فاز فيها ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا قبل شهرين من انضمامه إلى مانشستر يونايتد. إذن لماذا اشتراه مانشستر من الأساس؟
كان دي ماريا سببا في القائمة الطويلة من حالات الرفض التي قررها فان غال، وربما كان النجم الأرجنتيني سببا في عمليات تبادل مع هؤلاء اللاعبين الذين اشتراهم فان غال بعد ذلك، وهو ما يثير التساؤل ما إذا كانت صفقات النادي البالغة 250 مليون جنيه إسترليني استثمارا مجديا.
ومن بوابة الراحلين عن يونايتد شينغي كاجاوا، وداني ويلباك ورفائيل دا سيلفا، ودارين فليتشر، وخافيير هيرنانديز، وجوني أيفانز، وتوم كليفرلي، وروبن فان بيرسي، إضافة إلى المعارين عدنان يانوزاي، وجيمس ويلسون، وتيلور بلاكيت.
وتعاقد يونايتد مع ممفيس ديباي، وباستيان شفاينشتايجر، ودالي بليند، ومورغان شنايدرلين، ولوك شو، وماركوس روخو، ودارمين، وأنطوني مارسيال، وأندير هييرا، بالإضافة إلى المعار رادميل فالكاو الذي لم يكن في كامل لياقته أو في المستوى المطلوب وانتقل إلى تشيلسي.
بعض هذه القرارات كان صحيحا، ففان بيرسي وفليتشر وكلفيرلي كان من بين المفترض رحيلهم بالفعل، وتقييم مواهب اللاعبين يعتبر جزءا هاما من عمل أي مدرب. غير أن هناك خلطا في أمر ما: ماذا يتعين على سريع التفكير هيريرا أن يفعل كي يكون مقنعا؟ وهو اللاعب الذي جرى شراؤه بالخطأ لكنه أثبت كفاءته. هل كان فان غال في حاجة إلى لاعب آخر في وسط الملعب فوق سن الـ30 (شفاينشتايجر) ليكمل العقد مع مايكل كاريك، كما ثبت ديباي وروخو ليسا بأفضل حال من ناني وكاجاوا المستغنى عنهما.
رغم كل ما جلبه من لاعبين فهناك اثنان فقط نالا إعجاب فان غال، لوك شو ومارسيال، وهما اثنان من إجمالي 12 لاعبا، وعليه يعود السؤال: لماذا لم ينجح النادي في التعاقد مع توماس مولر مهاجم بايرن ميونيخ، أو نيمار من برشلونة أو غاريث بيل وكريستيانو رونالدو من ريال مدريد؟.. وهل بالفعل هم قادرون على جلب أي من هؤلاء؟
وسيزيد ذلك من الضغوط المفروضة أساسا على فان غال بسبب عدم شعور المشجعين بالرضا عن أداء الفريق لكن المدرب الهولندي أكد أنه اعتاد على هذا الأمر.
ووسط توالي المباريات خلال الأيام القادمة وحتى نهاية العام الحالي سيعاني يونايتد كثيرا بسبب ارتفاع قائمة مصابيه التي تضم واين روني وفيل جونز ولوك شوو كريس سمولينغ ودارميان وفالنسيا وهم يمثلون قائمة خط الدفاع الأساسية والاحتياطية بأكملها، ويضاف إلى ذلك المهاجم واين روني ولاعب الوسط هيريرا وأخيرا المهاجم الشاب لينغارد.
بالنسبة إلى مانشستر يونايتد الذي أنفق 250 مليون جنيه إسترليني كي يصل للدوري الأوروبي فقط، فالحقيقة الكئيبة هي أن الفريق في ظل قيادة فان غال يبدو بعيد بملايين الأميال عن الفوز بأي كؤوس جديدة.
رغم إنفاق الملايين.. يونايتد يتخبط
فان غال يواجه الفشل مع الشياطين الحمر
رغم إنفاق الملايين.. يونايتد يتخبط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة