المغرب: «العدالة والتنمية» المغربي يؤجل عقد مؤتمره العام إلى ما بعد الانتخابات التشريعية

حتى لا يؤثر سلبًا على استعدادات الحزب للاستحقاقات الانتخابية

المغرب: «العدالة والتنمية» المغربي يؤجل عقد مؤتمره العام إلى ما بعد الانتخابات التشريعية
TT

المغرب: «العدالة والتنمية» المغربي يؤجل عقد مؤتمره العام إلى ما بعد الانتخابات التشريعية

المغرب: «العدالة والتنمية» المغربي يؤجل عقد مؤتمره العام إلى ما بعد الانتخابات التشريعية

حسمت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، في وقت متأخر من مساء أول من أمس مسألة إرجاء عقد المؤتمر الوطني الثامن للحزب، إلى ما بعد الانتخابات التشريعية، المزمع عقدها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وتنظيمه في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، كأقصى حد.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، بالإضافة إلى 10 من وزراء الحزب، وافقوا على عدم طرح مسألة عقد المؤتمر خلال المجلس الوطني للحزب، الذي سيعقد في 10 و11 من يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الإجماع على إرجاء موعد المؤتمر تم على أساس أن عقده قبل إجراء الانتخابات التشريعية سيؤثر سلبا على استعدادات الحزب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث يراهن حزب العدالة والتنمية على تصدرها، وضمان الاستمرار في قيادة الائتلاف الحكومي. وأضافت المصادر ذاتها أن احترام الحزب لموعد يوليو (تموز) المقبل سيربك بشكل كبير توازن الحزب، خصوصا أنه مطالب بتغيير جميع هياكله الجهوية والمحلية، وهو ما ستكون له انعكاسات على الترشيحات الانتخابية.
ويرى المتتبعون في تأجيل مؤتمر حزب العدالة والتنمية إلى ما بعد الانتخابات بأنه لا يتعلق فقط بالإكراهات التنظيمية، بل بالأساس لضمان استمرار عبد الإله ابن كيران على رأس الحكومة في حالة فوز حزبه في الانتخابات المقبلة، حيث ينص الفصل 47 على إلزامية تعيين الملك لرئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر الانتخابات التشريعية.
ومن شأن هذا السيناريو أن يشكل مخرجا سياسيا لمستقبل ابن كيران في الحزب، بعدما قضى الولايتين المسموح بهما وفق النظام الداخلي للحزب، حيث يتطلب التمديد للأمين العام المنتهية تعديل النظام الداخلي، وهو ما يتجنب قادة «العدالة والتنمية» الدخول فيه.
في سياق ذلك، يبقى خيار تمديد ولاية ابن كيران لأربع سنوات مقبلة عبر تعديل النظام الداخلي واردا، حيث لم يستبعد الأمين العام الحالي في آخر حوار صحافي له اللجوء إلى ذلك بقوله إن «ولاية ثالثة لا يسمح بها قانون الحزب، والقرار يرجع لأعضائه. فإذا أرادوا تغيير القانون فذلك شأنهم»، مضيفا: «أنا معني، وقواعدنا ترى أنه لا أحد يترشح من تلقاء نفسه، وعندما يطلب منا الترشح لا نتراجع عن المهام».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».