ستوريدج.. لاعب مصنوع من «رقائق البطاطس» أم من المال؟

تساؤلات لمعرفة ان كان المهاجم سيتغلب على نحس الإصابة ليحقق حلم جماهير ليفربول

ستوريدج أطلق على سواريز لقب «الرجل الحديدي»، لعنة الإصابات تلاحق دانييل ستوريدج
ستوريدج أطلق على سواريز لقب «الرجل الحديدي»، لعنة الإصابات تلاحق دانييل ستوريدج
TT

ستوريدج.. لاعب مصنوع من «رقائق البطاطس» أم من المال؟

ستوريدج أطلق على سواريز لقب «الرجل الحديدي»، لعنة الإصابات تلاحق دانييل ستوريدج
ستوريدج أطلق على سواريز لقب «الرجل الحديدي»، لعنة الإصابات تلاحق دانييل ستوريدج

لعنة الإصابة تطارد مهاجم ليفربول دانيال ستوريدج، لكنها هذه المرة ألقت الضوء على إمكانية استمراره في الملاعب، وعلى تساؤل الجماهير عن جدوى الاحتفاظ به على المدى البعيد.
يبلغ دانيال ستوريدج (26 عاما) من العمر، ولعب حتى الآن 150 مباراة رسمية فقط، لكن ما يشفع له هو تسجيله لأكثر من 60 هدفًا في تلك المباريات. ولهذا السبب لا يزال اللاعب يُنظر إليه كموهبة تتمتع بقدرة استثنائية على إنهاء الهجمات، غير أنه لن يتمكن من استكمال الجزء المتبقي المهم من مباريات هذا الموسم بسبب إصابته الأخيرة. وتُعتبر الإصابة التي تعرض لها ستوريدج في عضلات الفخذ الخلفية عقب مباراة فريقه أمام نيوكاسل هي ثالث إصابة تبعده عن المباريات منذ تعيين مدرب فريق ليفربول يورغن كلوب منذ شهرين فقط. ونظرًا لقلة مشاركة اللاعب في المواسم الماضية، يتشكك الكثيرون في قدرته على تحقيق الآمال التي عُلقت عليه في الماضي. فلتعذروني على استخدام الزمن الماضي هنا، فلا تزال الجماهير تنتظر منه الكثير في المستقبل. المفارقة في مسيرة ستوريدج هي أنه لم يلعب عددا كافيا من المباريات في بداية مسيرته مع مانشستر سيتي وتشيلسي، رغم أنه لا لائمة عليه في ذلك، وانتهى به المطاف في ليفربول الذي أراد منه الانتظام ليكون عنصرا أساسيا في الفريق، والآن لا يشارك اللاعب سوى في القليل من المباريات بسبب الإصابة.
مما لا شك فيه أن ستوريدج بدأ يتأقلم على الجلوس في المدرجات، وهو الشيء الذي داوم عليه طوال العامين الماضيين في ضوء وجوده شبه الدائم في غرف العلاج، وبحسب بعض منتقديه بملعب أنفيلد، فاللاعب معروف عنه طلبه للرعاية الطبية لأقل الأسباب، وأنه يبدو وكأنه مصنوع من رقائق البطاطس. وحتى كلمات المدير الفني كلوب لم تختلف كثيرا عندما حاول أن يبدي بعض التعاطف مع اللاعب الأسبوع الماضي، حيث قال إن ستوريدج في حاجة لأن يفرق بين الألم والألم القوي. وحتى لا يبدو الأمر وكأنه شخصية في روايات المؤلفة إي إل جيمس، دعا مدرب ليفربول إلى افتراض أن مشكلة ستوريدج أغلبها نفسية يمكن التغلب عليها بتغير طريقة التفكير والتصميم على أن يقوي من أدائه لمصلحة الفريق.
وبلغة أكثر دبلوماسية، فإن هذا ما ردده الجمهور بالفعل، وربما كان هناك شيء ما في هذا، فستوريدج كان يتعجب من قوة تحمل لاعب برشلونة الحالي لويس سواريز خلال الموسم الذي تسبب فيه اللاعبان في الكثير من الجدل في ظل قيادة برندان رودجرز، إذ إن غياب سواريز عن مباراة كان نادرًا ما يحدث على الرغم مما يتعرض له من ركل وضرب من المدافعين في أغلب المباريات، مما حدا بستوريدج أن يطلق عليه وصف «الرجل الحديدي» إعجابًا بقوته. غير أن ستوريدج لم يستطع أن يرى نفسه يتلقى الركلات نفسها من المدافعين والاستمرار في اللعب كل أسبوع، وهذا على ما يبدو هو ما أثر على مسيرته كما يحدث الآن.
تتحدث الصحافة الإسبانية الآن عن سواريز الذي لا يمكن إيقافه، احتفالا بأهدافه الـ12عشر التي سجلها في ثماني مباريات متتالية وجعلت منه هدافًا للفريق على غرار أداء نظيره المهاجم ستوريدج في موسم 2013 - 2014 قبل أن يتراجع أداء الأخير بعدها بدرجة كبيرة، ليصبح بعدها لقب اللاعب «الذي يمكن إيقافه» أكثر ملاءمة له. الشيء الوحيد الذي نجح في إيقاف سواريز هو عقوبة الإيقاف، وهو أمر نادر الحدوث، لكن عندما يوجد في الملعب يصبح ظاهرة بتسجيله الأهداف بمعدلات عالية بواقع هدف كل مباراتين سواء لفريق أياكس أمستردام، أو ليفربول، أو برشلونة أو منتخب بلاده أوروغواي. لا يحتاج، أو ربما لا يستحق ستوريدج هذه المقارنة، ولا يستطيع سوى قلة قليلة من اللاعبين من أصحاب اللياقة العالية مجاراة معدلات تهديف سواريز ونكهة لعبة.
ولنأخذ مثالاً حيًا من نادي ليفربول الحالي، فقد شارك اللاعب جيمس ميلنر في 150 مباراة قبل أن يغادر ناديه القديم نيوكاسل منذ سبع سنوات. وكان أداء اللاعب مميزًا في أستون فيلا، ومانشستر سيتي، وليفربول منذ ذلك الحين، ورغم أنه يفوق ستوريدج في العمر بثلاث سنوات فقط إلا أنه شارك في أكثر من 400 مباراة خلال مسيرته حتى الآن. وبهذا المعدل، فلن يقترب ستوريدج من هذا العدد الوافر من المشاركات، وكما يعرف الجميع في مدينة ليفربول - بفضل مفاوضات صفقة اللاعب رحيم ستريلنغ الموسم الماضي - يعتبر ستوريدج أحد أعلى اللاعبين أجرًا في الفريق.
ربما أن معرفة المشجعين بأجر ستورديج هو ما يجعلهم يعارضون اعتباره «بريئا حتى تثبت إدانته»، فقبل وصف ستورديج بكونه مصنوعا من «رقائق البطاطس»، فقد وُصف بأنه مصنوع من المال، نظرا للمقابل المادي الضخم الذي يتقاضاه، وهى جريمة مزدوجة في عرف كرة القدم وضعت اللاعب في وضع صعب. فالمشجعون لا يتضايقون من ضخامة المقابل الذي يتقاضاه اللاعبون ما داموا يستحقون ما يُدفع لهم وما داموا قادرين على إظهار إمكانياتهم على أرض الملعب. غير أن الفشل في ذلك، ناهيك بالسمعة التي تطال اللاعب بأنه كثير الإصابات وغير مستعد للتضحية في سبيل الفريق، وغير قادر على التغيير كلها أمور في غير صالح اللاعب. والأسوأ من اللاعب الذي يفشل في وضع فريقه في المقدمة هو اللاعب الذي يتقاضى أجرا باهظا مقابل ذلك ثم يفشل في الملعب.
هل يستحق ستروديج كل هذا الكمّ من اللوم الذي يلقى عليه؟ أم أنه يستحق بعض التعاطف؟ الموضوع هو باختصار أن إصابة عضلات الفخذ الخلفية هي إصابة شائعة في كرة القدم، ولا تحتاج سوى إلى أسابيع قليلة حتى تُشفى، وهى ليست معضلة يعجز عن فهمها الجميع بحيث تحتاج إلى علاج في الولايات المتحدة مثلاً، ولا هي حتى إصابة انتفاخ الركبة التي تحتاج لمدة طويلة للعودة لوضعها الطبيعي. ونظرا لأن ستوريدج قد نال نصيبه من الإصابات كاملا، فإن هذه الإصابة تعتبر أمرًا روتينيًا بالنسبة له، ولذلك دعونا نعتبره بريئًا حتى تثبت إدانته، ونتمنى له الشفاء العاجل. دعونا نتمنَّ عودته للملاعب بحلول الكريسماس، ودعونا نتمنَّ له عاما جديدا سعيدا لأنه في مثل حالته التي عانى فيها من الكثير من الإحباط، لم ينعم اللاعب سوى بموسم استثنائي واحد فقط صادف فيه التوفيق حتى الآن. فإن استطاع ستروديج العودة في الوقت المحدد، فسوف يكون هذا الموسم استثنائيا أيضًا بالنسبة له.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».