بعد الكثير من المسلسلات الكوميدية والشامية التي قدّمها ممثلاً ومخرجًا في المواسم الماضية وكان آخرها مسلسل (رجال الحارة) و(مآسي على قياسي) و(ابن الوزير) و(أبو دزينة) وقبلها (كل شي ماشي) و(فذلكة) و(شاميات) يستعد الفنان السوري فادي غازي لتصوير مسلسلات جديدة للموسم القادم تحمل نفس الأسلوب في تقديم اللقطات السريعة المعبرة وبشكل كوميدي ساخر وخفيف، وفي حوار معه يتحدث لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: هناك من يقول: إنك ركبت موجة الاستفادة من شهرة باب الحارة من خلال تقديمك لمسلسلك الأخير (رجال الحارة)!.. يضحك فادي: يحق للشاعر ما لا يحق لغيره؟!.. فلا ضير أن أقلد عملاً مشهورًا بقالب كوميدي وهذا حصل مع مسلسلات وأفلام عالمية ومع ذلك يختلف رجال الحارة كليا عن باب الحارة قد يكون هناك تشابه بالاسم فقط ولكن نختلف معه وننتقد كل مسلسلات البيئة الشامية ونحن عندما نقدم الكوميديا الشامية فكأننا نعود لزمن دريد لحام ونهاد قلعي اللذين قدما هذه الكوميديا في مسلسلاتهما الشهيرة كصح النوم وحمام الهنا وغيرهما ولذلك أعدنا إحياء هذا النوع من الكوميديا لنغير روتين المسلسلات الشامية التي تقدّم لنا الواقع وكأنه مدينة أفلاطونية حيث لا يوجد البخيل أو الشخص المستهتر كما أننا نعتمد كوميديا الموقف والكلمة وليس كوميديا التهريج.
ويرى الفنان غازي أن مسلسلات البيئة الشامية اقتربت من فخ الرتابة والتكرار... أنا لست مع التكرار في هذه المسلسلات ونمط الأجزاء، خاصة أننا نشاهد نفس الفكرة ونفس الاجترار وأتساءل لماذا هذا التكرار والمحافظة على نفس الشخصيات وحسب رأيي كمتابع أن هذه الأعمال صارت مملة. ولذلك في مسلسلاتي الشامية ومنذ أن بدأت بها إن كان بأسلوب الاسكتش أو الحكاية انتقدنا المسلسلات الشامية بطريقة كوميدية في الموسم الماضي انتقدناها بطريقة مختلفة وهي أنه في حال نريد التحدث عن قصة فيجب أن يرافقها خط كوميدي وذلك لكي نخرج عن النمط المألوف والروتيني في الأعمال الشامية التي تقدّم فقدّمنا خلطة سحرية جمعت القصة الدرامية مع المشهد الكوميدي في مسلسل رجال الحارة.
وعن العروض التي قدّمت له للتمثيل خارج سوريا يوضح فادي: عرض علي العمل في مصر وهو فيلم مع محمد هنيدي ولكنني كنت أصور مسلسلا هنا في دمشق فاعتذرت وعرض علي العمل في مسلسل بلبنان واعتذرت لأنني كنت أصور مسلسل رجال الحارة.
وحول ما يقال عن أنّ الكوميديا السورية تعاني من النصوص ولذلك اتهمت بأنها اتجهت نحو التهريج، يجيب فادي: في الواقع نحن نعاني من قلة النوع وزيادة بالكم وهذا يعود بالفعل لأزمة النص الذي هو الأساس فأساس أي بناء إذا لم يكن سليمًا فسيؤدي لمشكلة وفي الكوميديا لم أجد أحدًا يكتب النص بشكل صحيح ونحن نعاني في الكوميديا من عدم وجود كتاب كوميديا في الوقت الراهن يكتبون كوميديا بالشكل الصحيح كوميديا الموقف وليس التهريج رغم أن التهريج فن قائم بذاته ولكن هناك شعرة ما بين الكوميديا والغلاظة.
وعن عدم تعاونه مع الآخرين واعتماده على مجموعة فنية خاصة به يوضح غازي: أرغب في التعاون مع الجميع وأنا بالعكس أبحث دائما عن المواهب الجديدة لتشارك معي أما النجوم المتعاونون معنا فهم متفهمون للمسألة الإنتاجية أما النجوم الآخرون فنرغب في العمل معهم ولكن الأجور التي يطلبونها ليس بمقدورنا دفعها لهم فنضطر للابتعاد عنهم ولذلك قد يعتقد البعض أننا نمارس الشللية والأمر ليس كذلك والسبب الظروف الإنتاجية التي نعاني منها.
وحول دراما السيرة الذاتية يقول فادي: المصداقية ضرورية في الكتابة عن أي شخصية من التاريخ البعيد أو القريب لأن أي معلومة غير صحيحة عنها فنكون ظلمناها إن كانت سلبية أو إيجابية فنحن نقدم معلومات خاطئة عن الشخصية للأجيال وهذا يعود للنص الصحيح حتى لا تقع دراما السيرة الذاتية بمطب وهذا يحتاج لأناس مطلعين ومؤرخين وموثوقين بمعلوماتهم، وبالنسبة لي أتمنى تجسيد شخصية نابليون بونابرت وعربيا شخصية جبران خليل جبران حيث أشعر روحيا أنني قريب منه.
أخيرًا لماذا لا نشاهدك بفن المنولوج مع أن صوتك مقبول وتغني شارات مسلسلاتك؟ يبتسم فادي: خامة صوتي مقبولة ويمكنني أن أؤدي الأغنية التي أرغب وبالشكل المطلوب وفن المونولوج جميل ولكننا نحن في عصر السرعة عصر التلفزيون حيث المنولوج يحتاج لتأليف ويتحدث في اتجاه نقدي معين وبطريقة كوميدية ساخرة وهذا يحتاج لوقت وله قصص وأنا لا أرى مبررًا لتقديم المونولوج في مسلسلاتي أو بشكل مستقل ولكن في المستقبل ممكن أن أقدمه.
فادي غازي : مسلسلات البيئة الشامية اقتربت من فخ الرتابة والتكرار
الفنان السوري اشتكى من عدم وجود كُتاب للكوميديا حاليا
فادي غازي : مسلسلات البيئة الشامية اقتربت من فخ الرتابة والتكرار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة