القوات العراقية تستعيد منطقة التأميم في مدينة الرمادي

تبلغ مساحتها 14 كيلومترا وتضم ستة أحياء ومجمعا للشقق السكنية

القوات العراقية تستعيد منطقة التأميم في مدينة الرمادي
TT

القوات العراقية تستعيد منطقة التأميم في مدينة الرمادي

القوات العراقية تستعيد منطقة التأميم في مدينة الرمادي

تمكنت قوات عراقية، اليوم (الثلاثاء)، من استعادة السيطرة على منطقة التأميم، احدى أكبر مناطق مدينة الرمادي (غرب بغداد) في عملية تعد الاكبر منذ سيطرة تنظيم طداعش" على المدينة منتصف شهر مايو(ايار) الماضي.
ونفذت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي خلال الاسابيع الماضية هجمات متلاحقة بعد انتشارها وفرض سيطرتها على قسم كبير من المناطق المحيطة بالرمادي (كبرى مدن محافظة الانبار).
وقال صباح النعمان المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الارهاب لوكالة الصحافة الفرنسية ان "قواتنا طهرت بالكامل اليوم (الثلاثاء) منطقة التأميم بعد معركة شرسة ضد مسلحي داعش". واضاف "لم يكن امام الدواعش خيار سوى الاستسلام او القتال (...) تم القضاء عليهم بالكامل". واكد ان "التأميم اصبحت خالية من فلول داعش" وتابع "الآن بدأنا تنظيف المنطقة التي كانت تنتشر فيها السواتر ومنازل مفخخة، لتأمين عودة الاهالي بسلام".
ويقع حي التأميم في جنوب غربي الرمادي التي تبعد نحو 100 كلم غرب بغداد وتبلغ مساحته حوالى 14 كيلومترا مربعا ويضم ستة أحياء ومجمعا للشقق السكنية، حيث يوجد اكثر من خمسة آلاف منزل، وفقا للمصدر.
واكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للوكالة "تحرير منطقة التأميم بالكامل اليوم". واضاف ان "التأميم جزء من مركز الرمادي وكانت المعقل الرئيسي لهم ومركزا لانطلاق هجماتهم". واشار الى مقتل "عشرات من المتطرفين والاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة والعثور على مركبات مفخخة"، خلال العملية.
وقدر عدد مقاتلي تنظيم التنظيم في الرمادي ما بين 600 وألف مقاتل.
بدوره، أكد قائد شرطة الانبار اللواء هادي ارزيج لوكالة الصحافة الفرنسية ان "القوات العراقية، من الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب، اكملت اليوم تحرير منطقة التأميم". موضحا ان "عملية تحرير التأميم استمرت على مدى اربعة ايام وكانت مقاومة تنظيم داعش ضعيفة بتأثير الضربات المدفعية والصاروخية البرية والجوية والاسلحة الاخرى".
ونفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، سلسلة ضربات جوية خلال الايام الماضية استهدفت معاقل المتطرفين في الرمادي، كما نفذ الطيران العراقي ضربات مماثلة، خلال الايام الماضية.
وشدد قائد الشرطة على ان "التأميم اصبحت مؤمنة بالكامل، وبدأت عملية رفع العبوات الناسفة من المنازل والطرق"، وتابع "القوات العراقية أصبحت جاهزة وقريبة من الدخول الى مركز مدينة الرمادي".
وتزامن التقدم لاستعادة الرمادي، مع تنفيذ قوات أخرى عمليات للسيطرة على مناطق في محافظة صلاح الدين بعد استعادة مدينة بيجي ومناطق مهمة بينها مصفاة بيجي (أهم مراكز التكرير في البلاد).
واعتبر العميد رسول ان "تحرير التأميم سيساهم بشكل كبير في الاسراع بتحرير مدينة الرمادي". وذكر ان "القوات العراقية تتقدم بشكل حذر لتحرير الرمادي للحفاظ على ارواح وممتلكات المواطنين والبنى التحتية".
وتمكن تنظيم "داعش" بعد هجوم شرس نفذه في يونيو (حزيران) 2014، من السيطرة على الموصل ثاني مدن العراق، وتوسيع سيطرته بعدها لتشمل مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.
وكان المتطرفون سيطروا منتصف مايو (ايار) الماضي على مدينة الرمادي، خلال هجوم استمر ثلاثة ايام استخدمت فيه شاحنات مفخخة ضد تجمعات القوات العراقية.
ومحافظة الانبار احد اهم معاقل التنظيم في العراق وتجاور سوريا والأردن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.