الأزهر: 4 آلاف أوروبي في «داعش».. و80 % من عمليات التجنيد تتم عبر الإنترنت

قال إن التنظيم يمنح كل أسرة مكافآت تصل إلى 20 ألف يورو شهريًا

مقاتلون أجانب من داعش في شريط دعائي للتنظيم المتطرف («الشرق الأوسط»)
مقاتلون أجانب من داعش في شريط دعائي للتنظيم المتطرف («الشرق الأوسط»)
TT

الأزهر: 4 آلاف أوروبي في «داعش».. و80 % من عمليات التجنيد تتم عبر الإنترنت

مقاتلون أجانب من داعش في شريط دعائي للتنظيم المتطرف («الشرق الأوسط»)
مقاتلون أجانب من داعش في شريط دعائي للتنظيم المتطرف («الشرق الأوسط»)

كشف مرصد الأزهر في مصر أن ما يقرب من 4000 مقاتل أوروبي في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا في تقرير له عن أن التنظيم يمتلك 90 ألف حساب لمؤيديه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وأن متوسط عدد التدوينات اليومية لكل حساب على «تويتر» يبلغ 7.3 تغريدة.
وقال المرصد إن التنظيم يسعى لاستقطاب المزيد من الأشخاص من جميع الجنسيات، ويستخدم في سبيل ذلك كل ما أوتي من قوة، وخاصة الوسائل الإلكترونية في التواصل مع المسلمين في بقاع الأرض لإقناعهم بفكرة الانضمام إليه، بدعوى أنه «جيش الخلافة» الذي يحمل رسالة الإسلام الصحيحة للبشرية.
ويستهدف التنظيم تجنيد أكبر عدد ممكن من المسلمين في الدول الأوروبية ربما لأهداف استراتيجية، مستغلا في ذلك حالة التخبط التي يعانيها الشباب؛ نظرا لغياب الوعي الديني الصحيح، وقد ارتفعت أعداد المنضمين للتنظيم من الدول الأوروبية في عامي 2014 و2015 ارتفاعا ملحوظا وخاصة من فرنسا وإنجلترا. ورصد التقرير أن أسباب انضمام الشباب للتنظيم، تتمثل في غياب الوعي بالمعرفة الصحيحة للإسلام، والإغراءات المادية التي يقدمها التنظيم الإرهابي، فمثلا «داعش» منح كل أسرة في إسبانيا تتكون من أربعة أشخاص مكافآت تصل إلى 20 ألف يورو وذلك بعد انضمام 14 أسرة للتنظيم هناك، فضلا عن الدعاية «الجهادية» المؤثرة والمركزة التي تروج إلى أن «داعش» يسعى لتكوين «خلافة إسلامية» على منهاج النبوة، وهو ما يغري الكثير من الشباب بالانضمام إليه أو حتى مجرد الرغبة في العيش تحت سلطته.
وذكر تقرير الأزهر عن أن 4000 مقاتل أوروبي في صفوف الجماعة الإرهابية، وأنه فيما يتعلق بعدد حسابات مؤيدي «داعش» على «تويتر» قدرت بنحو 90 ألف حساب معظمها بسوريا والعراق؛ لكنها توضح أن هذه الحسابات تشمل «مؤيدين مخفيين» و«عملاء استخباراتيين» تابعين للتنظيم المتشدد، بالإضافة إلى حسابات لعملاء استخباراتيين مناهضين له بهدف مراقبة نشاطاته الإلكترونية، مضيفا أن بعض تلك الحسابات كانت ناشطة؛ لكن تم تعليقها فيما بعد، وأن معظم هذه الحسابات تم إنشاؤها عام 2014 وتحديدًا في سبتمبر (أيلول)، وأن متوسط عدد التدوينات اليومية لكل حساب 7.3 تغريدة، وأن معدل المتابعين لكل حساب بلغ 1004 متابعين. ولفت تقرير الأزهر الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إلى أن قضية تجنيد النساء تبرز كأحد أهم نشاطات التنظيم، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة وجود فتيات يقمن بجذب وتجنيد مثيلاتهن عن طريق الإنترنت؛ وذلك بغرض إقناعهن بالسفر إلى مناطق القتال الخاضعة لهذا التنظيم، حيث يتم استغلالهن جنسيا هناك، وأن التنظيم ذكر أن هناك 13 فتاة من إسبانيا انضممن للتنظيم وسعين لتكوين شبكات لجذب مقاتلين لـ«داعش» أو لكونهن مجندات لهذا التنظيم في إسبانيا، بغرض إرسالهن إلى مناطق القتال بسوريا والعراق.
وعن أكثر الأماكن التي يتركز فيها المنضمون للتنظيم وجنسياتهم في إسبانيا، ذكر تقرير مرصد الأزهر أن إقليم قطلونية يعد أكثر الأقاليم كثافة في تواجدهم حيث يعد مركزا للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين من الدول العربية والإسلامية، فضلا عن جزر الكناريا وسبتة ومليلية، وأن إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية التي أجهضت الكثير من المحاولات للقيام بعمليات إرهابية، وأن 80 في المائة من المشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية من الأجانب غالبيتهم من المغاربة والجزائريين والباكستانيين. وقال تقرير مرصد الأزهر إن «داعش» بدأ يرسم صورة جديدة له في أذهان العالم بعيدا عن الصورة النمطية للتنظيم من عنف وتفجير وقطع للرؤوس، فيقوم ببث فيديو يتبنى فيه طريقة جديدة في الدعاية عبر الإنترنت، حيث يدعو الراغبين في قضاء إجازة ممتعة والخلود إلى الاسترخاء والراحة أن يقضوا عطلة فيما يسمى «دولة الخلافة» بالعراق، حيث تتوفر لهم حمامات السباحة وملاعب الأطفال ووسائل الترفيه، إضافة إلى الاستمتاع بالصيد وتربية النحل وجني العسل، مما يعكس مدى مرونة العقليات التي تخطط لهذا التنظيم، فمن لا يمكن تجنيده من خلال القوة والترهيب ربما يتأثر بالصورة الحالمة التي يعكسها مثل هذا الفيديو، والذي يدل على أن الحياة في ظل هذا التنظيم ليست هي الصورة القاسية والفجة المتداولة في الإعلام.
وتابع التقرير: من المؤكد أن المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل «يوتيوب» و«تويتر» و«فيسبوك» و«واتسآب» و«إنستغرام» أصبحت الأداة الأهم في يد الجماعات الإرهابية، لنشر أفكارها ومعتقداتها ووضع خططها وتنفيذ أهدافها وتجنيد أعضائها، لافتا إلى أن 80 في المائة من عمليات التجنيد الآن تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بينما 20 في المائة فقط تتم داخل السجون أو المساجد، عكس عام 2012 حيث كان يتم تجنيد المتطرفين في السجون ودور العبادة بنسبة ثمانية أشخاص من كل عشرة، بينما 20 في المائة فقط كان يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكشف تقرير الأزهر عن أن التنظيم يستخدم تطبيق Ask.fm للإجابة على بعض الأسئلة عن الحياة اليومية وعن أمور عادية، كما يتجاوز مستخدمو الشبكة هذه التطبيقات إلى استخدام برامج ذات سرية أعلى مثل برنامج KIK وهو تطبيق للرسائل عبر الهواتف الذكية، وهناك أيضا المنتديات المتطرفة على الشبكة حيث يتم تبادل المعلومات باستخدام برامج التشفير المتقدمة، لافتا إلى أن هذه البرامج والتطبيقات ذات التغطية العالية تسمح لمؤيدي التنظيم بالتواصل مباشرة مع المجندين وتسهيل عبورهم للحدود.
وقال تقرير مرصد الأزهر إن تنظيم داعش يطلق تطبيقا خاصا به على نظام «الأندرويد» يمكن متابعيه من الاطلاع على آخر أخبار التنظيم أولا بأول، يضم صورا وفيديوهات ونشرات إخبارية لراديو «البيان».. وقد أنشأ التنظيم هذا التطبيق بعد التضييق والحصار الذي يتعرض له على شبكات التواصل الاجتماعية مؤخرا، رغم أن هذا التطبيق لا يمكن تحميله عبر Play store إلا أنه من السهل الوصول إليه عبر روابط أخرى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.