كشف مرصد الأزهر في مصر أن ما يقرب من 4000 مقاتل أوروبي في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا في تقرير له عن أن التنظيم يمتلك 90 ألف حساب لمؤيديه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وأن متوسط عدد التدوينات اليومية لكل حساب على «تويتر» يبلغ 7.3 تغريدة.
وقال المرصد إن التنظيم يسعى لاستقطاب المزيد من الأشخاص من جميع الجنسيات، ويستخدم في سبيل ذلك كل ما أوتي من قوة، وخاصة الوسائل الإلكترونية في التواصل مع المسلمين في بقاع الأرض لإقناعهم بفكرة الانضمام إليه، بدعوى أنه «جيش الخلافة» الذي يحمل رسالة الإسلام الصحيحة للبشرية.
ويستهدف التنظيم تجنيد أكبر عدد ممكن من المسلمين في الدول الأوروبية ربما لأهداف استراتيجية، مستغلا في ذلك حالة التخبط التي يعانيها الشباب؛ نظرا لغياب الوعي الديني الصحيح، وقد ارتفعت أعداد المنضمين للتنظيم من الدول الأوروبية في عامي 2014 و2015 ارتفاعا ملحوظا وخاصة من فرنسا وإنجلترا. ورصد التقرير أن أسباب انضمام الشباب للتنظيم، تتمثل في غياب الوعي بالمعرفة الصحيحة للإسلام، والإغراءات المادية التي يقدمها التنظيم الإرهابي، فمثلا «داعش» منح كل أسرة في إسبانيا تتكون من أربعة أشخاص مكافآت تصل إلى 20 ألف يورو وذلك بعد انضمام 14 أسرة للتنظيم هناك، فضلا عن الدعاية «الجهادية» المؤثرة والمركزة التي تروج إلى أن «داعش» يسعى لتكوين «خلافة إسلامية» على منهاج النبوة، وهو ما يغري الكثير من الشباب بالانضمام إليه أو حتى مجرد الرغبة في العيش تحت سلطته.
وذكر تقرير الأزهر عن أن 4000 مقاتل أوروبي في صفوف الجماعة الإرهابية، وأنه فيما يتعلق بعدد حسابات مؤيدي «داعش» على «تويتر» قدرت بنحو 90 ألف حساب معظمها بسوريا والعراق؛ لكنها توضح أن هذه الحسابات تشمل «مؤيدين مخفيين» و«عملاء استخباراتيين» تابعين للتنظيم المتشدد، بالإضافة إلى حسابات لعملاء استخباراتيين مناهضين له بهدف مراقبة نشاطاته الإلكترونية، مضيفا أن بعض تلك الحسابات كانت ناشطة؛ لكن تم تعليقها فيما بعد، وأن معظم هذه الحسابات تم إنشاؤها عام 2014 وتحديدًا في سبتمبر (أيلول)، وأن متوسط عدد التدوينات اليومية لكل حساب 7.3 تغريدة، وأن معدل المتابعين لكل حساب بلغ 1004 متابعين. ولفت تقرير الأزهر الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إلى أن قضية تجنيد النساء تبرز كأحد أهم نشاطات التنظيم، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة وجود فتيات يقمن بجذب وتجنيد مثيلاتهن عن طريق الإنترنت؛ وذلك بغرض إقناعهن بالسفر إلى مناطق القتال الخاضعة لهذا التنظيم، حيث يتم استغلالهن جنسيا هناك، وأن التنظيم ذكر أن هناك 13 فتاة من إسبانيا انضممن للتنظيم وسعين لتكوين شبكات لجذب مقاتلين لـ«داعش» أو لكونهن مجندات لهذا التنظيم في إسبانيا، بغرض إرسالهن إلى مناطق القتال بسوريا والعراق.
وعن أكثر الأماكن التي يتركز فيها المنضمون للتنظيم وجنسياتهم في إسبانيا، ذكر تقرير مرصد الأزهر أن إقليم قطلونية يعد أكثر الأقاليم كثافة في تواجدهم حيث يعد مركزا للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين من الدول العربية والإسلامية، فضلا عن جزر الكناريا وسبتة ومليلية، وأن إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية التي أجهضت الكثير من المحاولات للقيام بعمليات إرهابية، وأن 80 في المائة من المشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية من الأجانب غالبيتهم من المغاربة والجزائريين والباكستانيين. وقال تقرير مرصد الأزهر إن «داعش» بدأ يرسم صورة جديدة له في أذهان العالم بعيدا عن الصورة النمطية للتنظيم من عنف وتفجير وقطع للرؤوس، فيقوم ببث فيديو يتبنى فيه طريقة جديدة في الدعاية عبر الإنترنت، حيث يدعو الراغبين في قضاء إجازة ممتعة والخلود إلى الاسترخاء والراحة أن يقضوا عطلة فيما يسمى «دولة الخلافة» بالعراق، حيث تتوفر لهم حمامات السباحة وملاعب الأطفال ووسائل الترفيه، إضافة إلى الاستمتاع بالصيد وتربية النحل وجني العسل، مما يعكس مدى مرونة العقليات التي تخطط لهذا التنظيم، فمن لا يمكن تجنيده من خلال القوة والترهيب ربما يتأثر بالصورة الحالمة التي يعكسها مثل هذا الفيديو، والذي يدل على أن الحياة في ظل هذا التنظيم ليست هي الصورة القاسية والفجة المتداولة في الإعلام.
وتابع التقرير: من المؤكد أن المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل «يوتيوب» و«تويتر» و«فيسبوك» و«واتسآب» و«إنستغرام» أصبحت الأداة الأهم في يد الجماعات الإرهابية، لنشر أفكارها ومعتقداتها ووضع خططها وتنفيذ أهدافها وتجنيد أعضائها، لافتا إلى أن 80 في المائة من عمليات التجنيد الآن تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بينما 20 في المائة فقط تتم داخل السجون أو المساجد، عكس عام 2012 حيث كان يتم تجنيد المتطرفين في السجون ودور العبادة بنسبة ثمانية أشخاص من كل عشرة، بينما 20 في المائة فقط كان يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكشف تقرير الأزهر عن أن التنظيم يستخدم تطبيق Ask.fm للإجابة على بعض الأسئلة عن الحياة اليومية وعن أمور عادية، كما يتجاوز مستخدمو الشبكة هذه التطبيقات إلى استخدام برامج ذات سرية أعلى مثل برنامج KIK وهو تطبيق للرسائل عبر الهواتف الذكية، وهناك أيضا المنتديات المتطرفة على الشبكة حيث يتم تبادل المعلومات باستخدام برامج التشفير المتقدمة، لافتا إلى أن هذه البرامج والتطبيقات ذات التغطية العالية تسمح لمؤيدي التنظيم بالتواصل مباشرة مع المجندين وتسهيل عبورهم للحدود.
وقال تقرير مرصد الأزهر إن تنظيم داعش يطلق تطبيقا خاصا به على نظام «الأندرويد» يمكن متابعيه من الاطلاع على آخر أخبار التنظيم أولا بأول، يضم صورا وفيديوهات ونشرات إخبارية لراديو «البيان».. وقد أنشأ التنظيم هذا التطبيق بعد التضييق والحصار الذي يتعرض له على شبكات التواصل الاجتماعية مؤخرا، رغم أن هذا التطبيق لا يمكن تحميله عبر Play store إلا أنه من السهل الوصول إليه عبر روابط أخرى.
الأزهر: 4 آلاف أوروبي في «داعش».. و80 % من عمليات التجنيد تتم عبر الإنترنت
قال إن التنظيم يمنح كل أسرة مكافآت تصل إلى 20 ألف يورو شهريًا
الأزهر: 4 آلاف أوروبي في «داعش».. و80 % من عمليات التجنيد تتم عبر الإنترنت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة