انتحاري يفجر نفسه ووالدته أثناء مداهمته في شمال لبنان

مصدر أمني يشير إلى انتمائه لـ«داعش» واستهدافه مراكز الجيش

صبي على درج المبنى الملطخة جدرانه بالدماء، حيث فجر الانتحاري محمد حمزة نفسه في بلدة دير عمار، القريبة من مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان  (رويترز)
صبي على درج المبنى الملطخة جدرانه بالدماء، حيث فجر الانتحاري محمد حمزة نفسه في بلدة دير عمار، القريبة من مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان (رويترز)
TT

انتحاري يفجر نفسه ووالدته أثناء مداهمته في شمال لبنان

صبي على درج المبنى الملطخة جدرانه بالدماء، حيث فجر الانتحاري محمد حمزة نفسه في بلدة دير عمار، القريبة من مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان  (رويترز)
صبي على درج المبنى الملطخة جدرانه بالدماء، حيث فجر الانتحاري محمد حمزة نفسه في بلدة دير عمار، القريبة من مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان (رويترز)

فجّر انتحاري نفسه فجر أمس السبت أثناء مداهمته من قبل دورية من الجيش اللبناني، في بلدة دير عمار (بشمال لبنان) مما أدى إلى مقتله ومقتل والدته وابنة شقيقته وهي طفلة، وإصابة ضابطين وخمسة عسكريين من عناصر الدورية بجروح غير خطرة.
مصدر أمني كشف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الانتحاري محمد حمزة، هو لبناني ينتمي إلى تنظيم داعش، ومطلوب بمذكرات قضائية في ملفات مرتبطة بتنفيذه اعتداءات على مراكز وحواجز الجيش اللبناني داخل مدينة طرابلس وفي محيطها». وأضاف المصدر أن «الانتحاري كان موضع متابعة ورصد منذ أشهر، وقد توافرت ليلاً معلومات تفيد بأنه يبيت في منزل شقيقته صفاء حمزة في بلدة دير عمار، فجرت مداهمته وجرى إنذاره بتسليم نفسه، إلا أنه بادر إلى فتح قنبلة يدوية ورميها على القوة المداهمة مما أدى إلى جرح سبعة من أفرادها بينهم ضابطان».
بعدها أوضح المصدر الأمني أن دورية الجيش «لم تبادر إلى إطلاق النار عليه، إنما فاوضته ودعته إلى الاستسلام مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يزنّر نفسه دائمًا بحزام ناسف، لكنه بدلا من أن ينصاع للأوامر اتخذ من ابنة شقيقته إسراء محمد السيد وهي طفلة في السنة السابعة من العمر رهينة، مهددًا بتفجير نفسه بمن في المنزل، ولما شعر بأن هناك محاولة التفاف لدخول المنزل من بوابة خلفية أقدم على تفجير نفسه، مما أدى إلى تهشمه مع الطفلة إلى أشلاء، ووفاة والدته حسنة حمزة على الفور وإصابة شقيقته صفا بجروح خطيرة».
عملية المداهمة «نفذت بطريقة محترفة» بحسب المصدر، إذ إن الدورية «اتخذت كل الاحتياطات وتحسبت لاحتمال أن يفجّر نفسه، بدليل أن عناصر الجيش أصيبوا بجروح طفيفة». وأردف أن «التحقيق يتتبع علاقات هذا الشخص واتصالاته والأشخاص الذين يشغلونه في لبنان، ومن موله وزوّده بالحزام الناسف، ولذلك تم توقيف عدد ممن يشتبه بعلاقتهم به». ونفى المصدر «أي علاقة بينه وبين المجموعة التي نفذت تفجيري برج البراجنة الانتحاريين في الضاحية الجنوبية» في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
إلى ذلك، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني، أنه «أثناء دهم قوة من الجيش منزل المطلوب محمد مصطفى حمزة في محلة دير عمار - الشمال، بادر الأخير إلى رمي رمانتين (قنبلتين) يدويتين في اتجاه عناصر الجيش، انفجرت إحداهما، مما أدى إلى إصابة سبعة عسكريين بينهم ضابطان بجروح غير خطرة، ثم أقدم على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف مما أدى إلى مقتله ومقتل مواطنين اثنين من أقربائه وإصابة عدد آخر بجروح».
وأضاف بيان قيادة الجيش: «المدعو حمزة مطلوب للعدالة لإقدامه خلال عام 2014 على إطلاق النار في اتجاه دوريتين تابعتين للجيش في محلة المنكوبين - طرابلس، ومشاركته ضمن مجموعة مسلحة بتاريخ في 23 سبتمبر (أيلول) 2014 في إطلاق النار على نقطة مراقبة تابعة للجيش في محلة البداوي - طرابلس، مما أدى إلى «استشهاد» أحد العسكريين، إضافة إلى إطلاق النار أيضًا في اتجاه مواطنين مما تسبب في إصابة أحدهم».
كذلك أشارت قيادة الجيش إلى أنه «بنتيجة عملية الدهم جرى توقيف عدد من الأشخاص اللبنانيين والسوريين على صلة بالانتحاري القتيل، تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص». وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش بإجراء تحقيقات في الحادث، كما كلف «الأدلة الجنائية» والأطباء الشرعيين بالكشف على جثث القتلى ووضع تقارير بنتيجة هذه المعاينة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.