فجّر انتحاري نفسه فجر أمس السبت أثناء مداهمته من قبل دورية من الجيش اللبناني، في بلدة دير عمار (بشمال لبنان) مما أدى إلى مقتله ومقتل والدته وابنة شقيقته وهي طفلة، وإصابة ضابطين وخمسة عسكريين من عناصر الدورية بجروح غير خطرة.
مصدر أمني كشف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الانتحاري محمد حمزة، هو لبناني ينتمي إلى تنظيم داعش، ومطلوب بمذكرات قضائية في ملفات مرتبطة بتنفيذه اعتداءات على مراكز وحواجز الجيش اللبناني داخل مدينة طرابلس وفي محيطها». وأضاف المصدر أن «الانتحاري كان موضع متابعة ورصد منذ أشهر، وقد توافرت ليلاً معلومات تفيد بأنه يبيت في منزل شقيقته صفاء حمزة في بلدة دير عمار، فجرت مداهمته وجرى إنذاره بتسليم نفسه، إلا أنه بادر إلى فتح قنبلة يدوية ورميها على القوة المداهمة مما أدى إلى جرح سبعة من أفرادها بينهم ضابطان».
بعدها أوضح المصدر الأمني أن دورية الجيش «لم تبادر إلى إطلاق النار عليه، إنما فاوضته ودعته إلى الاستسلام مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يزنّر نفسه دائمًا بحزام ناسف، لكنه بدلا من أن ينصاع للأوامر اتخذ من ابنة شقيقته إسراء محمد السيد وهي طفلة في السنة السابعة من العمر رهينة، مهددًا بتفجير نفسه بمن في المنزل، ولما شعر بأن هناك محاولة التفاف لدخول المنزل من بوابة خلفية أقدم على تفجير نفسه، مما أدى إلى تهشمه مع الطفلة إلى أشلاء، ووفاة والدته حسنة حمزة على الفور وإصابة شقيقته صفا بجروح خطيرة».
عملية المداهمة «نفذت بطريقة محترفة» بحسب المصدر، إذ إن الدورية «اتخذت كل الاحتياطات وتحسبت لاحتمال أن يفجّر نفسه، بدليل أن عناصر الجيش أصيبوا بجروح طفيفة». وأردف أن «التحقيق يتتبع علاقات هذا الشخص واتصالاته والأشخاص الذين يشغلونه في لبنان، ومن موله وزوّده بالحزام الناسف، ولذلك تم توقيف عدد ممن يشتبه بعلاقتهم به». ونفى المصدر «أي علاقة بينه وبين المجموعة التي نفذت تفجيري برج البراجنة الانتحاريين في الضاحية الجنوبية» في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
إلى ذلك، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني، أنه «أثناء دهم قوة من الجيش منزل المطلوب محمد مصطفى حمزة في محلة دير عمار - الشمال، بادر الأخير إلى رمي رمانتين (قنبلتين) يدويتين في اتجاه عناصر الجيش، انفجرت إحداهما، مما أدى إلى إصابة سبعة عسكريين بينهم ضابطان بجروح غير خطرة، ثم أقدم على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف مما أدى إلى مقتله ومقتل مواطنين اثنين من أقربائه وإصابة عدد آخر بجروح».
وأضاف بيان قيادة الجيش: «المدعو حمزة مطلوب للعدالة لإقدامه خلال عام 2014 على إطلاق النار في اتجاه دوريتين تابعتين للجيش في محلة المنكوبين - طرابلس، ومشاركته ضمن مجموعة مسلحة بتاريخ في 23 سبتمبر (أيلول) 2014 في إطلاق النار على نقطة مراقبة تابعة للجيش في محلة البداوي - طرابلس، مما أدى إلى «استشهاد» أحد العسكريين، إضافة إلى إطلاق النار أيضًا في اتجاه مواطنين مما تسبب في إصابة أحدهم».
كذلك أشارت قيادة الجيش إلى أنه «بنتيجة عملية الدهم جرى توقيف عدد من الأشخاص اللبنانيين والسوريين على صلة بالانتحاري القتيل، تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص». وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش بإجراء تحقيقات في الحادث، كما كلف «الأدلة الجنائية» والأطباء الشرعيين بالكشف على جثث القتلى ووضع تقارير بنتيجة هذه المعاينة.
انتحاري يفجر نفسه ووالدته أثناء مداهمته في شمال لبنان
مصدر أمني يشير إلى انتمائه لـ«داعش» واستهدافه مراكز الجيش
انتحاري يفجر نفسه ووالدته أثناء مداهمته في شمال لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة