أعلنت السلطات التونسية، أمس، عن اتخاذها قرارًا عاجلاً بتحويل الرحلات الجوية القادمة من المطارات الليبية إلى مطار صفاقس وسط شرق تونس، وذلك بعد سنوات من استقبال مطار تونس قرطاج الدولي، أكبر المطارات التونسية للقادمين من المطارات الليبية، وذلك بداية من منتصف ليلة السبت (اليوم).
وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا القرار اتخذته تونس لأسباب أمنية في المقام الأول، ولم تحدد طبيعة المخاطر الإرهابية التي تهدد امن مطار قرطاج. وأشارت في نفس الوقت إلى أن تواتر عمليات القبض على قيادات ليبية في السابق في مطار قرطاج على غرار وليد القليب وأحمد الذوادي، وما رافقها من توتر مع التنظيمات الليبية المتناحرة يقف وراء هذا القرار. هذا بالإضافة إلى التهديدات الأمنية المتكررة التي تستهدف مطار تونس قرطاج الدولي وإمكانية وصول عناصر إرهابية إلى المطار بوثائق شخصية مزورة.
وبشأن هذا القرار قال ثابت سامي مدير الاتصال والعلاقات العامة في الديوان التونسي للطيران المدني والمطارات في تصريح إعلامي، إن إدارة الطيران المدني في تونس قررت تحويل كل الرحلات القادمة من ليبيا في اتجاه تونس من مطار قرطاج الدولي إلى مطار صفاقس - طينة (350 كلم جنوب العاصمة التونسية). وأكد المصدر ذاته أن الطرف التونسي أعلم الشركات الليبية المختصة بهذا القرار.
وكانت تونس قد ألغت كل الرحلات الجوية القادمة من ليبيا خلال شهر مارس (آذار) الماضي، قبل أن تتراجع عن قرارها وتبدأ شركات الطيران الليبية تسيير رحلاتها نحو المطارات التونسية منذ يوم الجمعة 21 أغسطس (آب) الماضي، حيث وصلت أولى رحلات الطيران الليبية إلى تونس، قادمة من مطار معيتيقة باتجاه مطار تونس قرطاج الدولي. ويستقبل مطارا تونس قرطاج وصفاقس - طينة رحلات جوية مباشرة قادمة من مطارات مصراتة ومعيتيقة والأبرق في مدينة البيضاء الليبية. وفي ما يتعلق بشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية، فإنها تسير وحدها معدل ست رحلات من مطار معيتيقة الدولي، وثلاث رحلات انطلاقًا من مطار مصراتة الدولي، باتجاه العاصمة التونسية، إضافة إلى رحلتين إلى مطار صفاقس الدولي انطلاقًا من مطاري معيتيقة، ومصراتة.
وتتخوف تونس من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا المجاورة من جديد وانعكاس ذلك على وضعها الداخلي، خاصة بعد سيطرة تنظيمات إرهابية على مدن ليبية وتهديدها بين الفينة والأخرى بتنفيذ أعمال إرهابية في تونس.
من ناحية أخرى، أعلنت أمس وزارة الداخلية التونسية، أن الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب تمكنت بعد تحريات وصفتها بالدقيقة والمعمقة من كشف وإيقاف عنصرين تكفيريين جرى استقطابهما من قبل العنصر الإرهابي «وليد اليوسفي» لتنفيذ عمليتين انتحاريتين، إحداهما كان مخططًا لها في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. وتابعت موضحة أن الأبحاث الأمنية أسفرت عن الكشف عن تنفيذ شقيق أحد الانتحاريين المذكورين، عملية انتحارية خلال شهر يناير (كانون الثاني) من السنة الحالية 2015 في القطر الليبي.
على صعيد غير متصل، استؤنفت أمس إقامة صلاة الجمعة في جامع اللخمي بصفاقس (وسط شرقي تونس) بعد تعطّلها لمدّة سبعة أسابيع متتالية وتولى الشيخ عمر الملولي إمامة المصلين. وكان هذا الجامع قد عرف إبطال صلاة الجمعة بعد احتجاجات متواصلة إثر عزل الإمام رضا الجوادي من قبل وزارة الشؤون الدينية التونسية.
تونس تحوّل الرحلات الجوية القادمة من ليبيا من مطار قرطاج إلى «صفاقس» لأسباب أمنية
إيقاف متشددَين كانا يعدّان لعمل إرهابي وسط العاصمة
تونس تحوّل الرحلات الجوية القادمة من ليبيا من مطار قرطاج إلى «صفاقس» لأسباب أمنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة