زعمت ميليشيات مسلحة تابعة للحكومة غير المعترف بها دوليا في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، مسؤوليتها عن مقتل أحد قادة تنظيم داعش في المدينة. فيما قال مسؤول عسكري بارز في الحكومة إن «العد التنازلي لانهيار تحالف ميليشيات طرابلس بدأ».
وقالت قوة الردع الخاصة التي يقودها عبد الرؤوف كاره، إن مراد القماطي آمر سرية التوحيد وأحد المسؤولين عن الهجوم الذي تعرض له مؤخرا سجن امعيتيقة (مؤسسة الإصلاح والتأهيل) الذي تبناه تنظيم داعش بطرابلس، لقي حتفه إثر محاولة اعتقاله.
وأوضحت في بيان نشرته صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعد صدور أمر قبض على القماطي ذهبت عناصر قوة الردع الخاصة للقبض عليه في منطقة الفرناج حيث قام بالمقاومة والرماية على عناصر القوة وحدث تبادل لإطلاق النار مما أدى إلى إصابته ومن ثم موته في المستشفى.
وادعت قوة الردع الخاصة التي تزعم أنها تندرج تحت غطاء شرعي هي وزارة الداخلية التابعة لحكومة طرابلس، أن مراد هو أحد قادة تنظيم داعش بطرابلس والمسؤول عن عدة عمليات إرهابية وتفجيرات وهو من قام بالتنسيق مع الإرهابيين الذين هجموا على امعيتيقة وذلك بعد استقباله لهم قبل اقتحام السجن، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية في هذا الموضوع وستتم ملاحقة باقي المجرمين والمتورطين في هذه العمليات الإرهابية.
كما نشرت القوة الخاصة فيديو مصورا يتضمن ما وصفته باعترافات شخص تونسي الجنسية قالت: إنه أحد أعضاء تنظيم داعش، وتم اعتقاله داخل مقر سرية التوحيد بمنطقة الفرناج وهو أحد المقربين من القماطي والشاهد على عمليات التنسيق بالتفجيرات داخل مدينة طرابلس.
وكشفت هذه التطورات بالإضافة إلى عملية اختطاف مدير مكتب أوقاف طرابلس الشيخ محمد تكيتك واعتقاله، عن خلافات عميقة بدأت تطفو على السطح بين الميليشيات المتحالفة ضمن ما يسمى بعملية فجر ليبيا التي تضم بضعة آلاف من المسلحين المتطرفين المتحالفين.
واتهمت مصادر ليبية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» ميليشيات مسلحة تابعة لعبد الغني كاره مسؤول ما يسمى بقوة الردع والتدخل الخاصة بطرابلس، بالمسؤولية عن أحداث الاعتداء على المسؤول فيما سمي بحكومة الإنقاذ الوطني الموازية وغير المعترف بها دوليا.
ويدير كاره سجن امعيتيقة وهو المسؤول عن مكافحة المخدرات والجرائم المنظمة في القوات التابعة لرئاسة الأركان في طرابلس، علما بأنه يترأس كتيبة النواصي وهي إحدى الكتائب المتطرفة التي تتاجر بالشعارات الإسلامية في العاصمة الليبية وتعتبر نفسها خرج سيطرة السلطة والدولة في ليبيا.
ووفقا لمصادر أمنية وعسكرية، كان كاره، الذي يلقبه أتباعه الشيخ الملازم، عاطلا عن العمل خلال فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي، ولم يشارك في أي عمل للإطاحة به خلال الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) عام 2011. لكنه عمل لاحقا تحت قيادة عبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وأصبح عضوا فيما يسمى بالمجلس العسكري لطرابلس، بينما تتهمه منظمات حقوقية محلية ودولية بالمسؤولية عن مقتل عشرات المدنيين واقتحام منازلهم وسرقتها.
واعتبرت دار الإفتاء الليبية الموالية للسلطات غير الشرعية في طرابلس أن عملية خطف واعتقال مدير مكتب أوقاف طرابلس مؤخرا، هي بمثابة أمر مشين، وعدوان آثم خاطئ.
يشار إلى أن قتالا عنيفا اندلع مؤخرا بين صفوف الميليشيات المسلحة في طرابلس، حيث كانت ميليشيات كاره طرفا فيها وسط اتهامات لها من ميليشيات مصراتة بالقيام بأعمال غير قانونية مشبوهة واعتقالات على الهوية.
وقال مسؤول عسكري بارز في حكومة، مشترطا عدم الكشف عن هويته لحساسية موقفه، إن العد التنازلي لتحالف ميليشيات طرابلس على ما يبدو قد بدأ، معتبرا أن تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية بالإضافة إلى الخلافات السياسية التي تظهر عبر وسائل الإعلام المحلية وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، تشير إلى بداية محتملة لانهيار هذا التحالف.
ويسيطر تحالف ميليشيات فجر ليبيا حاليا على طرابلس ويقودها رجال ميليشيات من مدينة مصراتة الغربية منذ العام الماضي.
إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في طرابلس الدكتور عوض عبد الصادق عقب أداء أعضاء ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني لليمين الدستورية أمام نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر، إن «الظروف التي تمر بها ليبيا هي التي اقتضت هذا التعديل وهذا التوقيت».
وادعى عوض أن مشاركة البرلمان غير المعترف به دوليا في الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، قد أدى إلى تأخير تمرير الحكومة الجديدة والمصغرة التي تتكون من 12 حقيبة وزارية فقط برئاسة خليفة الغويل.
وتابع في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس، في حالة توصلنا إلى اتفاق سياسي من خلال الحوار الذي ترعاه البعثة أو الحوار الليبي أو أي مسعى آخر تسعى به أي دولة كانت لرأب الصدع وحل هذه الأزمة السياسية، هذه الحكومة ستكون على أتم الاستعداد وفي أسرع وقت للتسليم لحكومة التوافق الوطني.
وأضاف أنه «إذا ما تم التوافق خلال أسبوعين أو شهر أو شهرين، نحن سوف نكون جاهزين كمؤتمر وطني وحكومة إنقاذ منبثقة عنه لاتباع ما اتفق عليه الليبيون من حل سياسي سيكون لخدمة ليبيا والليبيين».
من جهته، قال الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا مارتن كوبلر إنه عقد اجتماعا جيدا جدًا ومثمرا مع ممثلي المجتمع الدولي والأطراف الليبية، وأضاف من دون الخوض في تفاصيل الاجتماع ولا مكانه: «القطار يسير بسرعة نحو التوقيع، أحث الجميع على الانضمام».
وقال خبراء من الأمم المتحدة في تقرير نشر يوم الثلاثاء إن لتنظيم داعش في ليبيا ما بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل وإنه التنظيم الوحيد المعروف أنه يتلقى دعما وتوجيها من معقل الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
من جهة أخرى، قات مصادر طبية إن 31 جنديا بقوات الجيش الليبي لقوا مصرعهم، وأصيب 188 آخرون جراء الاشتباكات بمحاور القتال المختلفة بمدينة بنغازي خلال الشهر الماضي.
وتعيش ليبيا حالة من الفوضى في ظل وجود حكومتين متنافستين تحصل كل منهما على دعم فصائل مسلحة وتماطلان في توقيع اتفاق سبق التفاوض عليه لتشكيل حكومة وحدة.
ميليشيات مسلحة تتبنى قتل قيادي في تنظيم داعش بالعاصمة الليبية
مسؤول عسكري بارز: العد التنازلي لانهيار تحالف ميليشيات طرابلس بدأ
ميليشيات مسلحة تتبنى قتل قيادي في تنظيم داعش بالعاصمة الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة