برلمان طرابلس يرفض حكومة الأمم المتحدة وسط تكهنات بلقاء مع برلمان طبرق

الجيش واصل قصف المتطرفين بنغازي وأجدابيا

برلمان طرابلس يرفض حكومة الأمم المتحدة وسط تكهنات بلقاء مع برلمان طبرق
TT

برلمان طرابلس يرفض حكومة الأمم المتحدة وسط تكهنات بلقاء مع برلمان طبرق

برلمان طرابلس يرفض حكومة الأمم المتحدة وسط تكهنات بلقاء مع برلمان طبرق

وسط مخاوف من سيطرة تنظيم داعش على مدينة سرت الساحلية في ليبيا، واقترابه من منطقة الهلال النفطي الاستراتيجية، استضافت الجزائر أمس اجتماعا لدول الجوار الليبي، بينما رد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته على تكهنات باحتمال عقد أول لقاء مباشر من نوعه، بين رئيسه نوري أبو سهمين وخصمه عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، بإعلان رفضه لحكومة الوفاق التي اقترحتها بعثة الأمم المتحدة وتجري مشاورات بشأنها.
وقالت مصادر في مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس البرلمان الشرعي والذي يحظى بالاعتراف الدولي أبلغ وسطاء محليين وإقليميين بأنه لا يمانع في لقاء غريمه السياسي أبو سهمين في أي مكان داخل أو خارج البلاد.
وأوضحت المصادر أن صالح لم يعترض على الاجتماع غير المسبوق الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي وضم أعضاء من برلماني طبرق وطرابلس، في محاولة لحلحلة الجمود الراهن في مفاوضات السلام التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة منذ مطلع العام الحالي.
واضطر مجلس النواب إلى تأجيل جلسة كان مقررا أن يعقدها أمس إلى الأسبوع المقبل، لعدم اكتمال النصاب القانوني، علما بأن المجلس لم يحسم بعد موقفه النهائي من مقترحات بعثة الأمم المتحدة بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج لإنهاء الصراع على السلطة في البلاد.
لكن برلمان طرابلس أعلن في بيان رسمي أن الحكومة التي اقترحها المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون «لا تعبر عن إرادة الشعب الليبي، لأنها لم تنبثق عن اتفاق الأطراف الليبية ذات الاختصاص (المؤتمر الوطني ومجلس النواب)».
ورأى البرلمان الذي لا يحظى بالاعتراف الدولي أن «صيغة مسودة الاتفاق السياسي الحالية نشأت في ظروف مشبوهة بإشراف ليون، خاصة بعد اتهامه من عديد النخب السياسية والمجتمع المدني، والتسريبات التي نشرتها الصحف العالمية والتي تثبت إخلال المبعوث الأممي بمبدأ الشفافية والحياد، مما يجعل هذه المسودة لا ترقى إلى مستوى إيجاد حل للأزمة القائمة».
وطالب في المقابل بعودة الحوار إلى الطرفين الأصليين (المؤتمر الوطني ومجلس النواب) «للوصول لحلول فعلية لانتشال الوطن مما هو فيه، ومن ثم التوصل لحكومة تحظى بالتوافق الوطني الحقيقي قادرة على قيادة البلاد»، مشددا على أن «دور الأمم المتحدة وبعثتها لا ينبغي أن يتعدى دور الوسيط».
من جهتها، حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا من اتجاه تنظيم داعش المتطرف في نسخته المحلية إلى إعلان مدينة سرت الساحلية بوسط البلاد عاصمة له، مشيرة إلى أن هذا سيؤدي إلى تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات البشعة والجسيمة لحقوق الإنسان.
ورأت اللجنة أن طبيعة جرائم تنظيمات داعش وأنصار الشريعة والقاعدة في ليبيا ترتقي لجرائم الحرب في ظل فشل واضح للسلطات الليبية، وحثت المجتمع الدولي على ألاّ يظل مكتوف الأيدي أمام جرائم تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، والحد من تمدد وتوسع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدة مدن ليبية أخرى. عسكريا، أعلن الجيش الليبي أمس أنه نفذ غارة جوية استهدفت اجتماعا سريا لقيادات الجماعات الإرهابية في إحدى المزارع على طريق جالو في مدينة أجدابيا، فيما قال مسؤول بغرفة عمليات الكرامة إن الطيران شن غارات أيضا على مواقع وآليات تابعة للميلشيات المتطرفة في بنغازي.
ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية قوله إن الضربات كانت مباشرة وحققت الهدف المرجو منها، مشيرا إلى أن الجيش حصل على معلومات استخباراتية من داخل صفوف الميلشيات، تؤكد سعيها لترتيب صفوفها، تمهيدا لشن هجمات على قوات الجيش والقوات المساندة له في محاور القتال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.