مصادر عراقية: هروب عكسي لقيادات ومسلحي «داعش» من سوريا إلى العراق

القوات الأمنية تنصح سكان الرمادي بمغادرتها قبل هجوم وشيك لتحريرها

عنصران أمنيان خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» على أطراف الرمادي أول من أمس (أ.ب)
عنصران أمنيان خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» على أطراف الرمادي أول من أمس (أ.ب)
TT

مصادر عراقية: هروب عكسي لقيادات ومسلحي «داعش» من سوريا إلى العراق

عنصران أمنيان خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» على أطراف الرمادي أول من أمس (أ.ب)
عنصران أمنيان خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» على أطراف الرمادي أول من أمس (أ.ب)

تشهد مدينة القائم (450 كلم إلى الغرب من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار) دخول المئات من العجلات التابعة لتنظيم داعش الذي بدأ بالهروب من مدينة الرقّة السورية باتجاه الأراضي العراقية بفعل الضربات الجوية التي يشنها الطيران الروسي وطائرات التحالف الدولي، خصوصًا بعد تكثيف الضربات العسكرية على معاقل التنظيم في الأراضي السورية، الأمر الذي تسبب في حالة رعب وإرباك لدى قادة التنظيم المتطرف، مما دفع بقادته إلى نقل أسرهم في حملة هروب عكسي إلى الأراضي العراقية عبر مدينة القائم وصولاً إلى مدينة الموصل الذي يعتبرها التنظيم عاصمة «دولته» في العراق.
وأكد المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة والناطق الرسمي بلسان وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول الزبيدي أن القوات الأمنية العراقية رصدت تحركات مكثفة لتنظيم داعش قادمة من الأراضي السورية باتجاه مدينة الموصل، مما يؤكد هروب قيادات التنظيم من مناطق الرقة والحسكة باتجاه الأراضي العراقية وصولاً إلى مدينة الموصل. وقال الزبيدي إن «الأجهزة الاستخبارية لقيادة العمليات المشتركة ومن خلال عملها اليومي في رصد تحركات تنظيم داعش الإرهابي على طول الحدود بين العراق وسوريا، لاحظت في الآونة الأخيرة وخصوصًا في اليومين الماضيين تحركًا واسعًا لقوافل من العجلات المسلحة وغير المسلحة قادمة من مدن الرقة والحسكة وغيرها من المناطق السورية باتجاه الأراضي العراقية». وأضاف الزبيدي أن «طائرات التحالف الدولي وطائرات سلاح الجو العراقي شنت كثيرا من الضربات الجوية على تلك المجاميع، التي تتخذ في تحركاتها طرقًا وعرة غير معروفة بديلاً عن الطريق الذي كان يسلكه في السابق من أجل إيصال الإمدادات لمسلحيه بين العراق وسوريا وقطع بعد تحرير سنجار».
من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار أركان خلف الطرموز أن تنظيم داعش نقل قياداته ومسلحيه وعائلاتهم إلى مناطق في غرب الأنبار بعد تكثيف الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على معاقل المسلحين في الأراضي السورية. وقال الطرموز: «لقد تأكدنا من مصادرنا الخاصة أن التنظيم يعيش حالة خوف وقلق وارتباك شديد في قياداته الكبرى نتيجة الهزائم التي يتلقاها على الأرض والضربات الموجعة التي تستهدفهم بشكل يومي سواء في العراق وسوريا، الأمر الذي دفع بمسلحيه ومن يرافقهم من المدنيين والمناصرين إلى الهروب من المدن السورية باتجاه مدن الأنبار، ومن ثم الوصول إلى مدينة الموصل التي يعتبرونها المكان الأكثر أمنًا لهم ولعائلاتهم».
وفي سياق متصل أعلن محمود سورجي، المتحدث باسم قوات الحشد الوطني في محافظة نينوى، أن تنظيم داعش نقل المئات من عائلات المسلحين إلى الموصل بشكل سري، على الرغم من قطع قوات البيشمركة الكردية الطريق الرئيسي بين الموصل والأراضي السورية في سنجار. وأضاف: «الموجة أصبحت الآن في الاتجاه المعاكس، فهناك الآن هروب من المدن السورية باتجاه الموصل».
ميدانيًا، دعت قيادة العمليات المشتركة العراقية المدنيين المحاصرين من قبل تنظيم داعش إلى الخروج من مدينة الرمادي بأي طريقة ممكنة، مع تصاعد العمليات العسكرية الرامية لاستعادة السيطرة على المدينة وطرد عناصر التنظيم منها. وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن «قيادة العمليات طلبت من السكان إخلاء المدينة عبر منطقة الحميرة جنوبي مدينة الرمادي، كما خصصت ممرات في تلك المنطقة لإجلاء العائلات المتبقية، ونقلها إلى مناطق آمنة». وأضاف النعمان أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب وبالتعاون مع العمليات المشتركة، أنهت المرحلة الثانية من عملية تحرير الرمادي ضمن المحور الغربي، بعد أن استعادت جميع الأحياء السكنية والمناطق الواقعة في المحور الجنوبي للمدينة وأهمها أحياء التأميم والخمسة كيلو، فيما وصلت القوات إلى ناظم الورار الذي تمت السيطرة عليه بالكامل، ولم يتبق أمامنا سوى الدخول إلى عمق المدينة وتحرير المربع الحكومي».
من جانب آخر، أعلنت خلية الإعلام الحربي مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش مسؤول عن نقل الانتحاريين إلى العاصمة بغداد، وآخر مسؤول عن شؤون العشائر في الأنبار، وذلك باستهدافهما من قبل سلاح الجو العراقي في مدينة القائم.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.