عبّرت ألمانيا عن رغبتها في انضمام قوات تابعة للنظام السوري إلى التحالف الدولي في محاربة تنظيم داعش، بينما اشترطت فرنسا هذا الأمر برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت كشفت صحيفة «الإكسبريس» البريطانية عن «وصول وحدات خاصة من قوات التدخل السريع البريطانية إلى سوريا، مهمتها تعقّب 20 من كبار قادة تنظيم داعش وتصفيتهم على الأراضي السورية، نصفهم بريطانيون». غير أن الجيش الحرّ جدد موقفه الرافض لأي «دور لقوات الأسد في الحرب على الإرهاب، ما دامت المعضلة الأساسية لتوليد الإرهاب قائمة وتتمثّل في استمرار نظام بشار الأسد»، فقد أعربت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليان عن انفتاحها على «مشاركة قوات حكومية سورية في محاربة تنظيم داعش». وقالت الوزيرة المحافظة في حديث تلفزيوني مساء الأحد: «ثمة أطراف من القوات في سوريا يمكن تماما التعاون معها، كما حصل في العراق حيث تم تدريب قوات محلية بنجاح»، لكنها شددت على أن «لا مستقبل مع الأسد وهذا واضح». وأعلنت ألمانيا الأحد أنها تنوي نشر نحو 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال «داعش» في سوريا، في أكبر مهمة لألمانيا في الخارج. ومن المقرر أن يصادق مجلس الوزراء الألماني رسميا اليوم الثلاثاء على الخطوط العريضة لهذا التدخل العسكري قبل طرحه لتصويت النواب، وقد وعدت برلين بالتحرك سريعا.
من جهته، أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «التعاون مع الجيش السوري لمحاربة تنظيم داعش ممكن فقط بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد». وقال فابيوس في تصريح له من باريس أمس على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الـ21 حول المناخ: «إذا توصلنا إلى عملية انتقال سياسي ولم يعد بشار (الأسد) قائدا للجيش السوري، عندها يمكن القيام بأعمال مشتركة لمكافحة الإرهاب، لكن ذلك غير ممكن في ظل حكمه».
الموقف الفرنسي أيّده رامي الدالاتي عضو المجلس العسكري في قيادة الجيش الحرّ، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا يمكن أن نكون في خندق واحد مع قوات النظام في محاربة (داعش)»، مؤكدًا أن الجيش الحر «مستعد لقتال (داعش) وحده بعد زوال نظام الأسد».
وأضاف الدالاتي: «قد نكون في المستقبل من ضمن جيش سوري وطني موحد، لكن الأكيد أن النظام بتركيبته الحالية لن يكون جزءًا من منظومة محاربة الإرهاب، لأن هذا النظام هو المسبب الأول لتغذية الإرهاب في سوريا». وشدد على أن «أي تحالف إقليمي أو دولي لن يكتب له النجاح في القضاء على الإرهاب، قبل أن يصبح بشار الأسد وزمرته الحاكمة خارج المشهد السوري».
وليس بعيدًا عن سيناريوهات الحرب على «داعش»، نقلت صحيفة «الإكسبريس» البريطانية أمس معلومات عن مصادر في الجيش البريطاني، تفيد بأن «وحدات خاصة من قوات التدخل السريع تسلمت قائمة من 20 اسمًا لكبار قادة تنظيم داعش لتعقبهم وتصفيتهم على الأراضي السورية». وقالت: «إن تلك القوات وصلت إلى سوريا بالفعل، وستكون أولوياتها القادة البريطانيين في التنظيم، والبالغ عددهم عشرة، حيث يشكلون نصف القائمة التي تضم أخطر قادة التنظيم وأكبرهم نفوذًا، وتهدف هذه العمليات إلى إرباك التنظيم وخلق فجوة في مراكز القيادة»، مشيرة إلى أن هذا التنظيم «يعاني من أزمة ثقة في المناصب الحساسة، حيث قام بتصفية كثير من قياداته مؤخرًا بداعي عدم الولاء». ويبرز في القائمة اسم سالي جونز، وهي بريطانية اعتنقت الدين الإسلامي وغيرت اسمها إلى سكنية حسين، وتعد من أهم قادة التنظيم في تجنيد المقاتلين الأجانب على شبكات التواصل الاجتماعي، ويعتقد أن زوجها جنيد حسين، كبير مجندي التنظيم على الإنترنت سابقًا، قتل في غارة أميركية في أغسطس (آب) الماضي.
وحدات خاصة إنجليزية في سوريا لتصفية أكبر 20 قياديًا في التنظيم.. نصفهم بريطانيون
ألمانيا لا تمانع مشاركة قوات النظام في الحرب على «داعش».. وفرنسا تربطها برحيل الأسد
وحدات خاصة إنجليزية في سوريا لتصفية أكبر 20 قياديًا في التنظيم.. نصفهم بريطانيون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة