أعطى زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن أمس لنواب حزبه حرية التصويت بشأن مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية في سوريا، لكنه طلب من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مزيدا من الوقت.
وأعلن كوربن هذا القرار خلال اجتماع عقد في البرلمان أمس مع «حكومة الظل»، ومن المحتمل أن يوافق كثير من أعضاء هذه الحكومة على مشاركة بريطانيا في الضربات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة داخل سوريا.
ومن المتوقع أن يطرح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على التصويت في مجلس العموم هذا الأسبوع قرارا بتوسيع نطاق الغارات البريطانية ضمن الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق ليشمل سوريا، لكنه يريد التوصل إلى توافق لتفادي أي فشل كما حصل في نهاية أغسطس (آب) 2013 حول العراق.
كما قال كاميرون إنه سيدعو لإجراء تصويت في مجلس العموم فقط عندما يكون واثقا في الفوز به. ولا يزال كاميرون يحتاج إلى تأييد عدد كافٍ من نواب حزب العمال لاقتراحه، بما يعوضه عن رفض متمردي حزب المحافظين الحاكم عليه. وأكدت المتحدثة باسم 10 دوانغ ستريت (مقر رئيس الوزراء) إيفيت هوجنز لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد جدول زمني للتصويت على هذا القرار، ولكن رئيس الوزراء قال إنه سيعود إلى المجلس فقط إذا شعر بأن لديه غالبية واضحة».
ويأمل كاميرون في كسب موافقة عدد من نواب حزب العمال حتى يضمن موافقة البرلمان على الانضمام إلى الغارات ضد تنظيم داعش في سوريا، وقال كاميرون إن «بريطانيا لا يمكنها الاعتماد على دول أخرى في ضمان أمنها».
وأفاد مدير مععد «كابو» البريطاني، كريس دويل، لـ«الشرق الأوسط» خلال مكالمة هاتفية، بأنه «لن يحدث أي تغيير في سوريا إذا شنت بريطانيا ضربات جوية على تنظيم داعش، ولكن ترسل هذه الخطة رسالة مضمونها أنه توجد جبهة موحدة لمكافحة تنظيم داعش. ونحن نشارك بالفعل في مكافحة الإرهاب من خلال الائتلاف الدولي ضد (داعش) في العراق وفرضنا العقوبات المالية على التنظيم».
من جانبه، أعلن مكتب كوربين في بيان صحافي أن ثلاثة أرباع أعضائه يعارضون قصف تنظيم داعش في سوريا، وذلك وفقا لعينة من الردود التي تلقاها في مطلع الأسبوع، وأشار المكتب إلى أن «عينة تضم 1900 شخص من أصل 108 آلاف رد أظهرت أن 75 في المائة من أعضاء الحزب يعارضون انضمام بريطانيا إلى الغارات على سوريا مقارنة مع تأييد 13 في المائة لها».
وفي الأيام الماضية لمح عشرات النواب العماليين الذين صدموا بعد اعتداءات باريس إلى أنهم يريدون التصويت لدعم هذه الضربات، لكن كوربن أكد معارضته لهذا التدخل بسبب سقوط ضحايا بين المدنيين. وقرر أن يترك لنوابه حرية التصويت، معلنا أن الموقف الرسمي للحزب يعارض الضربات الجوية. ويريد أن يطلب أيضًا من كاميرون تأخير التصويت حتى يحصل على الأجوبة لتبرير مثل هذا التدخل.
وهذا الموقف يجنبه تشتت «حكومة الظل» المنقسمة حول هذا الملف، وتمردا مفتوحا للبرلمانيين بينهم نائب الرئيس توم واتسون. وقال خبراء إن «كوربن كان سيواجه معارضة عشرات من نواب الحزب المؤيدين للضربات الجوية لو أمرهم بمعارضة القرار».
كوربن يعرض حرية التصويت لنوابه على توسيع الضربات البريطانية في سوريا
75 % من أعضاء الحزب يعارضون موقف كاميرون
كوربن يعرض حرية التصويت لنوابه على توسيع الضربات البريطانية في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة