إيفرتون يخوض منافسة ساخنة لتحقيق حلم الوصول إلى دوري الأبطال

هل بإمكان النادي اقتناص أحد المراكز الأربعة الأولى بالدوري الإنجليزي؟

باركلي نجم إيفرتون يتقدم زملاءه محتفلا بأحد أهدافه (أ.ف.ب)
باركلي نجم إيفرتون يتقدم زملاءه محتفلا بأحد أهدافه (أ.ف.ب)
TT

إيفرتون يخوض منافسة ساخنة لتحقيق حلم الوصول إلى دوري الأبطال

باركلي نجم إيفرتون يتقدم زملاءه محتفلا بأحد أهدافه (أ.ف.ب)
باركلي نجم إيفرتون يتقدم زملاءه محتفلا بأحد أهدافه (أ.ف.ب)

يسعى كل من ليفربول وتشيلسي وتوتنهام وليستر سيتي لضمان مكان لهم داخل بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لكن يبقى إيفرتون هو الحصان الأسود.
منافسات الأسبوع الماضي في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز شهدت كثيرا من الأهداف وبعضا من الأداء الهجومي المتألق. ونجح ليفربول في الاستحواذ على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام، بفوزه الساحق على خصمه الساعي لاقتناص البطولة مانشستر سيتي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. في الوقت ذاته، تلقى توتنهام هوتسبر إشادة مستحقة لفوزه الكبير على وستهام بالنتيجة ذاتها 41.
واشتعلت التوقعات التي رشحت الناديين للتنافس بقوة على الأماكن الأربعة الأولى بالدوري الممتاز، خصوصا في أعقاب البداية الواهنة التي ظهر عليها تشيلسي بطل الموسم الماضي، إلا أنه بحلول نهاية الأسبوع الماضي، كان إيفرتون صاحب الهامش الأكبر من الربح. ورغم أن الفوز على النادي القابع في قاع الدوري قد لا يكون بالإنجاز الباهر، تبقى الحقيقة أن أستون فيلا لم تسبق له خسارة مباراة بأكثر من هدفين قبل لقائه بإيفرتون الذي انتهى بفوز الأخير بأربعة أهداف مقابل لا شيء.
ورغم أن ليستر سيتي دخل بالتأكيد دائرة المنافسة، بالنظر إلى كونه ينافس على قمة الدوري، فإن إيفرتون قد يكون أكثر واقعية في طموحه للالتحاق ببطولة دوري أبطال أوروبا، لكنه لم يحصل حتى الآن على المكانة التي يستحقها.
الملاحظ أن إيفرتون وليستر سيتي لا يشاركان حاليًا في بطولات أوروبية، وبينما يوجد الأول بقيادة المدرب روبرتو مارتينيز على بعد ثماني نقاط عن ليستر بقيادة المدرب كلاوديو رانيري، فإنه تنتظرهم مجموعة لقاءات أخف وطأة على امتداد الفترة المحمومة التي قد يواجه خلالها متصدرو الدوري تحديات كبيرة. وجاءت الهزائم الوحيدة التي مني بها إيفرتون هذا الموسم على أيدي مانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد. ورغم أن عجز إيفرتون عن هزيمة الأندية القريبة منه قد تكلفه ثمنًا باهظًا، فإن هذا لا ينفي أن أداء الفريق يعد من بين الأكثر إمتاعًا على مستوى الدوري.
وقد تجلى الأسبوع الماضي، عندما بدا أستون فيلا لا حول له ولا قوة أمام الكرة الهجومية المعتمدة على اللمسة الواحدة التي انتهجها إيفرتون خلال اللقاء. واللافت كذلك أن الأهداف الأول والثالث والرابع لإيفرتون تضمنت تمرير الكرة بصورة ممتازة في الثلث الأخير من الملعب، ما يعد مؤشرًا على امتلاك النادي لقدرات فنية رفيعة المستوى، علاوة على ثقة اللاعبين الكبيرة بأنفسهم.
ومرة أخرى، اضطلع كل من روس باركلي وغيرارد دولوفيو وروميلو لوكاكو بأدوار محورية في الفوز، مع فوز باركلي ولوكاكو بأعلى تقييمات لدينا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع حصول الأول على 9.16 والثاني على 9.29. وقد شارك اللاعبون الثلاثة في الهدف الأول لإيفرتون الذي افتتح أهداف المباراة الأربعة. وبفضل هذا التناغم الفاعل بين اللاعبين الثلاثة تصدر إيفرتون أندية الدوري الممتاز من حيث عدد الأهداف التي سجلها بعد ليستر سيتي ومانشستر سيتي فقط خلال هذا الموسم. اللافت حقًا أن جميع أهداف إيفرتون جاءت من لعب مفتوح - ليزيد بذلك عن أي نادٍ آخر بثلاثة أهداف.
وتكشف الأرقام أن 15 من أهدافهم جاءت من نقاط محددة داخل الملعب الموسم الماضي (مثل الضربات الحرة والضربات الركنية)، ما يؤكد وجود مؤشرات مشجعة توحي بتقدم أداء الفريق. ومن بين إجمالي 33 هدفًا سجلها إيفرتون في موسم 2014 / 2015، جاء تسعة فقط منها من لعب مفتوح، الأمر الذي يشير إلى تحسن كبير في قدرة إيفرتون على الاستحواذ على الكرة، خصوصا بالمناطق الأمامية المتقدمة. ورغم الانتقادات التي تعرض لها الفريق بسبب بطء وتيرة زيادة الضغط على الخصم في ظل قيادة المدرب الحالي، فإن الحقيقة تبقى أن مارتينيز نجح في تحقيق قدر أكبر من التنوع وحرية الحركة داخل الفريق هذا الموسم، وساعده في ذلك اللياقة البدنية العالية لباركلي (حصل على تقدير 7.63 خلال الموسم) ولوكاكو (تقدير 7.52)، وذلك رغم أن اللاعبين نفسيهما قدما أداء مخيبًا للآمال نسبيًا الموسم الماضي، مع حصولهما على تقديرات 6.80 و6.77 على الترتيب الموسم السابق.
علاوة على ذلك، فإن السبب وراء غياب الأهداف من نقاط محددة بالملعب عن إيفرتون قد يكمن في غياب ليتون بينز، الذي قد يعود إلى الملاعب خلال الأسابيع القادمة. توضح الأرقام أن بينز، الظهير الكامل، ساعد في تسجيل 9 أهداف الموسم الماضي - بزيادة 4 أهداف عن أي من أقرانه بالفريق - وشكل عنصرًا محوريًا في تشكيل إيفرتون لسنوات. وفي الوقت الذي نجح بريندان غالواي في تحسين أدائه على نحو ملحوظ، فإن عودة بانز ستوفر أمام مارتينيز خيارات أكثر في الثلث الأخير من الملعب. ومع ذلك، فإن العنصر الحاسم في قدرة الفريق على الاستمرار في المنافسة لضمان موضع قدم داخل دوري أبطال أوروبا سيتركز في اللياقة البدنية للوكاكو.
جدير بالذكر أن مهاجم إيفرتون دخل التاريخ باعتباره خامس لاعب فقط في تاريخ الدوري الممتاز يسجل 50 هدفًا قبل عيد ميلاد الـ23، الذي يحل في نهاية الأسبوع. وتسلط هذه الحقيقة الضوء على نجاح اللاعب البلجيكي في تجنب التعرض لإصابات خطيرة منذ انتقاله إلى إنجلترا. كما سجل رقمًا قياسيًا في عدد الأهداف التي عاون على إحرازها (13)، ولا يسبقه على هذا الصعيد سوى جامي فاردي (15). كما يقترب اللاعب من كسر حاجز الـ20 هدفا للمرة الأولى في مسيرته الكروية، ومضاعفة الأهداف الـ10 التي سجلها الموسم الماضي. إذا تمكن لوكاكو من الحفاظ لياقته البدنية الحالية، فإن إيفرتون ستبقى أمامه فرصة كبيرة للبقاء داخل دائرة المنافسة في دوري أبطال أوروبا.
وتبقى أمام إيفرتون خلال النصف الأول من الموسم مواجهات مع كريستال بالاس ونورويتش سيتي وليستر سيتي ونيوكاسل وستوك، وهي مواجهات يرى إيفرتون نفسه الجانب الأقوى بها. وحال حصد إيفرتون للنقاط المتوقعة له منذ الآن وحتى نهاية البطولة، فعلى الجميع التأكد من أن حسابات المراكز الأربعة الأولى بالدوري ستختلف كلية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».