جو كول.. من نجم ساطع مع الكبار إلى لاعب في فريق بالدرجة الثانية

هجر الممتاز لعدم تكيفه مع خطط تكتيكية لمدربين يهمهم تحقيق الانتصارات فقط

كول انتهى به المطاف مع كوفنتري سيتي
كول انتهى به المطاف مع كوفنتري سيتي
TT

جو كول.. من نجم ساطع مع الكبار إلى لاعب في فريق بالدرجة الثانية

كول انتهى به المطاف مع كوفنتري سيتي
كول انتهى به المطاف مع كوفنتري سيتي

نما لمسامع معظمنا اسم جو كول قبل أن تبدأ انطلاقته مع وستهام بفترة طويلة. وكان بمثابة الطفل المعجزة الذي كان من المنتظر أن يضيء لقاءات الدوري الإنجليزي الممتاز ويحقق أرقاما قياسية جديدة لصالح إنجلترا. والتساؤل الذي يفرض نفسه الآن: كيف انتهى به الحال في كوفنتري سيتي على سبيل الإعارة؟
خرج نادي كوفنتري سيتي على متابعيه عبر موقع «تويتر» بالرسالة التالية للإعلان عن ضم جو كول: «نعم جو كول الحقيقي. إنه جو كول حقًا. جو كول بشحمه ولحمه». كان جو كول الذي فاز بثلاثة بطولات للدوري الممتاز لكرة القد وبطولتين لكأس الاتحاد الإنجليزي وشارك في 56 مباراة مع المنتخب الوطني قد وقع اتفاقا للعب على سبيل الإعارة في دوري الدرجة الثانية مع نادي كوفنتري سيتي الذي حتى وقت قريب لم يكن باستطاعته إجراء مبارياته المقررة على أرضه داخل الاستاد الخاص به. ظاهريًا، قد يبدو الأمر مجرد قصة نجم آخر هوى من سماء التألق والنجومية، إلا أن كول وكوفنتري سيتي لا تزال أمامهما فرصة للقيام بأمر لم يحدث كثيرًا من قبل خلال رحلته بالملاعب - استغلال قدراته بصورة مناسبة. في الواقع أكثر ما يتسم به الإعلام البريطاني المبالغة، فليس هناك ما نعشقه نحن البريطانيين كأمة أكثر من صناعة نجوم كرة القدم الذين نمارس على أكتافهم الهشة النحيفة قدرًا هائلاً من الضغوط ونفرض عليهم جبالاً من التوقعات. ومن الخطأ الاعتقاد بأن تلك ظاهرة جديدة، ذلك أن السيرك الإعلامي المحموم الذي نصب حول كول كان قائمًا وبكامل نشاطه حتى من قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية عام 1999.
وللتعرف على سبب افتتان وسائل الإعلام به، يكفي فقط متابعة أدائه مع وستهام خلال مباراتي الذهاب والإياب في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب أمام كوفنتري سيتي، حيث قدم أداء رائعًا نجح في شد الأنظار إلى جميع مزاياه كلاعب، من إبداع وقدرة فنية ورؤية وثقة بالنفس. في هذا النهائي كان كول بالفعل أهم لاعب في وستهام وأحد أسباب الفوز الساحق على كوفنتري سيتي. باختصار، كان يملك جميع المواهب التي تمكنه من اللعب في خط الهجوم وارتداء القميص رقم 10. ومن العار أن المدربين الذين تعاون معهم نادرًا ما استعانوا به في هذا المركز.
هناك مقولة حول أن بعض اللاعبين يولدون في العصر الخطأ، وغالبًا ما يجري استخدامها لدى الحديث عن لاعبي خط الوسط الذين يتميزون ببنيان جسماني كان سيجعلهم أكثر ملاءمة لحقبة سابقة عندما كان بإمكانك مهاجمة الخصوم بدنيًا والإفلات بذلك من دون عقوبة تتجاوز مجرد نظرة عابسة من الحكم. بيد أن المقولة الأقرب لحالة كول أنه كان ضحية للظروف التكتيكية، ذلك أن إمكاناته كلاعب تعرضت للتقييد والإعاقة بسبب مولده في عصر وبلد يبديان اهتمامًا بالغًا بالالتزام بطرق لعب تكتيكية لا مكان فيها للاعب خط الوسط المهاجم المحض من نوعيته.
عندما ظهر كول على الساحة الرياضية الوطنية للمرة الأولى في موسم 1998 - 1999 في فريق وستهام، كان من الواضح المواهب الكبيرة التي يمتلكها. وقد أظهر باستمرار قدرة كبيرة على الإبداع والثقة في الاستحواذ على الكرة تفوق سنوات عمره، وبدا اللاعب أشبه بنسخة صغيرة من كرويف. وبعد مشاركته في بضع مباريات خلال ذلك الموسم، أصبح عضوًا أساسيًا في الفريق الأول. وبالفعل نجح في إبراز قدرة رائعة على القيادة داخل وستهام، حيث بدا دومًا مستعدًا لاستقبال الكرة من زملائه وتحمل مسؤولية الاستحواذ عليها في أوقات كان فريقه يناضل للسيطرة عليها.
وقد دفعت هذه الدرجة من النضج التي أظهرها مدرب وستهام في ذلك الوقت غلين رويدر لمنحه شارة قائد الفريق في سن الـ21 فقط. ومع ذلك، فإن اللعب مع وجود لاعب خط وسط مهاجم منصرف تمامًا لهذا الدور فحسب يعد بمثابة رفاهية نادرًا ما تملكها الأندية التي تناضل لضمان البقاء بالدوري الممتاز. وعليه، فإن بإمكاننا القول إن هناك ظروفا دفعت كول للتضحية بأدائه في سبيل خدمة الفريق ككل. وقد كانت مهاراته كافية لأن يحصد جائزة أفضل لاعب في وستهام عام 2003، لكنها لم تكن كافية للحيلولة دون هبوط الفريق الذي انضم إليه في مراهقته.
وجاء أداء كول، رغم محنة فريقه، باهرًا بما يكفي لجذب أنظار كلاوديو رانييري. وبالفعل وقع مدرب تشيلسي الإيطالي عقدًا مع كول، واصفًا إياه بـ«جيانفرانكو زولا الجديد لدينا»، ومشيرًا إلى قدرة كول على المناورة بالكرة باعتبارها سمة بالغة الأهمية للفريق. ومع ذلك، نادرًا ما تلقى اللاعب إشادة بهذا الحجم منذ ذلك الحين، حيث وجد كول نفسه مضطرًا إلى سد ثغرات بمختلف أرجاء الملعب. ولم يفلح في اللعب على نحو يليق بخليفة زولا. ومع ذلك خاض موسمًا مثمرًا مع تشيلسي مع تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا. وبعد ذلك، أتى جوزيه مورينهو لتولي زمام الفريق. الملاحظ أن انتقال كول إلى تشيلسي أكسبه نجاحًا كبيرًا، وتحسن أداؤه كثيرًا بفضل جهود مورينهو لصقل مواهبه كي يصبح لاعبًا أفضل، حيث بث في نفس اللاعب روح الولاء والالتزام، بجانب تعزيز مهاراته الدفاعية. ورغم ذلك، وجد كول نفسه مجددًا مقيدًا جراء الظروف التكتيكية في ظل التزام مورينهو الصارم بتشكيل 4 - 5 - 1، ما يعني أن الفرصة الوحيدة الحقيقية كانت متوافرة كلاعب جناح. وخلال الفترة التي قضاها مع تشيلسي تحول من لاعب قادر على تحقيق الفوز بنفسه إلى مجرد ترس آخر في آلة مورينهو.
وقد أظهر فاعلية كبيرة في القيام بهذا الدور باستغلاله الفرص التي منحه إياها زملاؤه لاعبو الجناحين الذين كانوا عرضة للإصابات. ونتيجة قدرة كول على خداع الخصوم والتغلب عليهم في المواجهات القائمة على فرد مقابل فرد، تألق كول لفترات وأصبح مصدرا جديرا بالاعتماد عليه لإحراز الأهداف والمساعدة في إحرازها. ومع ذلك، بدا أحيانا كشخص وحيد، وتضاءل تأثيره داخل الملعب مع اضطراره إلى اللعب على أطراف الملعب، بدلاً من القلب. ورغم أن تأثير مورينهو جعل كول لاعبا قادرا على تحقيق الفوز بدرجة أكبر، يبقى التساؤل: هل نجح في جعله لاعب كرة أفضل؟
يبدو أن إرهاق كول بعبء مهام اللاعب الظهير المتعقب للخصوم قيده، وبات أشبه بفنان يرسم وبيديه قفازات الملاكمة. في الواقع، لقد كان اللعب دومًا تحت إمرة مورينهو أشبه بالعمل مع الشخصية الأدبية الشهيرة دكتور فاوستس، فهو يطلب روحك مقابل الميداليات - وهو مدرب واقع بشدة تحت تأثير قوة شخصيته لدرجة تدفعه إلى سحق شخصيات لاعبيه. وعلى ما يبدو، فإن القاعدة التي اعتمدت عليها مسيرة تطور كول داخل تشيلسي هي: تعلم الدفاع أولاً وإلا لا مكان لك هنا.
ومع ذلك، كانت تلك الفترة الأكثر نجاحًا في مسيرة كول الكروية، وخلالها عزز كول مكانته كلاعب أساسي مع المنتخب الإنجليزي. إلا أن الدور الواسع الذي اضطلع به داخل تشيلسي وإصرار مدرب إنجلترا سفين غوران إريكسون على اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 والنقص الحاد داخل منتخب إنجلترا للاعبي الجناح الذين يلعبون بالقدم اليسرى. كل هذا اضطر كول للتحول إلى يسار خط الوسط.
ويعد كول واحدًا من قائمة طويلة من اللاعبين الإنجليز الذين أهدرت مواهبهم، مثل غلين هودل ومات لو تيسيير وبول سكولز - والذين تعرضت مواهبهم جميعًا للتحجيم جراء عدم إشراكهم في أفضل المراكز بالنسبة إليهم أو مشاركتهم في المباريات بالكاد من الأساس. ويعد هذا مؤشرا على بلد يضغط على اللاعبين كي يتوافقوا مع منظومة بعينها، بدلاً من محاولة ابتكار منظومة تستوعب مواهب اللاعبين وإمكاناتهم. ورغم الأداء الجيد الذي قدمه كول في مهمة نادرًا ما يتلقى أحد الشكر عنها، فإن هذا الوضع كان بعيدًا تمامًا عن استغلال مواهبه. ومع ذلك، ظهرت حقيقة إمكاناته خلال ومضات خاطفة - مثلما حدث في مباراة أمام السويد عام 2006 عندما قدم لمحة عن حقيقة مواهبه.
بعد ذلك، تعرض اللاعب لسلسلة من الإصابات زادت القيود على مسيرته الكروية وكتبت نهايته مع تشيلسي. وبحلول نهاية التعاقد، انتقل بصورة حرة إلى ليفربول، ما جاء بمثابة بداية جديدة له. ومع ذلك، يبقى من العسير التخلص من الانطباعات الأولى، ومن بين أسوأ الانطباعات الأولى التي يمكن للمرء تخيلها أول مشاركة لكول مع ليفربول في الدوري الممتاز والتي دامت لمدة 45 دقيقة فحسب بعد أن وجهت إليه بطاقة حمراء لخشونته مع أحد اللاعبين، ثم أعقب إهداره لركلة جزاء في المباراة التالية، والمؤسف أنه لم يتعافَ قط من هاتين النكستين اللتين مني بهما في بداية مشواره مع ليفربول.
وعليه، جرى إرساله في الموسم على سبيل الإعارة إلى فريق ليل الفرنسي، حيث اكتسب شعبية كبيرة ووصل إلى النقطة الأقرب للاستفادة من كامل إمكاناته كصانع لعب. ومع خروج النادي من موسم فاز خلاله بالدوري وتطلعه لتجهيز نفسه لخوض دوري أبطال أوروبا، بدا كول خيارًا يمكن أن يكون دائما. واتضح أن هذا النادي أكثر ملاءمة له بكثير عن ليفربول. الواضح أن رودي غارسيا مدرب ليل في ذلك الوقت حمل بداخله تقديرًا كبيرًا للمزايا المحتملة للسماح لأكثر لاعبيه إبداعًا باللعب أحرارًا من دون قيود، الأمر الذي انعكس في تعامله مع لاعبين آخرين أيضًا مثل إيدن هازارد وديميتري بايت. وبالفعل، استعان الفريق الفرنسي بكول في أفضل المراكز بالنسبة إليه، ومنحه رخصة إظهار مواهبه الإبداعية من دون قيد وتبادل التمريرات مع زملائه والسماح لزملائه بالجري بدلاً منه.
الملاحظ أن هناك دعوات متكررة للسماح لمزيد من اللاعبين البريطانيين باللعب في الخارج، إلا أنه في الوقت الذي يستحق كول الإشادة لاستعداده للعب في بلاد مختلفة، فإن هذه الإشادة لا تصدر فعليًا سوى من القليلين. في البداية، اعتاد كول استخدام المواصلات في التنقل ما بين منزله في لندن وناديه في شمال فرنسا، وبعد ذلك لم يكن من المفاجئ أن يختار الاستقرار بالوطن. وانتقل كول إلى أبتون بارك معقل فريق وستهام. وتبقى شهادة كبيرة بحق كول أن الجماهير لم تستقبله بصيحات الغضب لدى عودته كلاعب خصم إلى أبتون بارك. وللتعرف على حقيقة ما يعنيه ذلك، ليس علينا سوى مراجعة ما تعرض له كل من فرانك لامبارد وجيرمين دوفو وبول إنس لدى رجوعهم كخصوم بعد رحيلهم عن النادي. ومع ذلك، كان واضحًا للعيان أن كول هذا مختلف تمامًا عن كول الذي ألفته الجماهير منذ عقد من قبل. وبدا واضحًا أن علاقة تعاونه مع سام ألارديس مدرب وستهام في ذلك الوقت محكوم عليها بالفشل.
وتراجعت مشاركة كول في المباريات وأصبحت تقتصر على جلوسه على مقعد البدلاء. ومع تقدمه في العمر، أصبح يناضل خلال مشاركاته بالمباريات لاستعادة بعض من حدته وقوته السابقة. وعانى كول من المصير ذاته داخل استون فيلا الذي لم يكن يملك رفاهية إشراك لاعب في مركز خط وسط مهاجم محض بسبب تعرضه لتهديد الهبوط. وداخل استون فيلا، شارك كول في عدد أقل من المباريات عن عودته الثانية في وستهام. وهنا، بدا من المحتوم الدخول في اتفاق انتقال على سبيل الإعارة، لكن من الشيء المثير للدهشة أنه تراجع من الدوري الممتاز إلى الدرجة الثانية، أي تراجع درجتين. في الحقيقة، تحمل هذه الخطوة فرصة حقيقية لكول وكوفنتري سيتي، حيث بإمكان النادي استغلال إمكانات كول والسماح له باللعب في الوسط مع تحمل مسؤولية وحيدة هي إيجاد مساحة واستغلال الفرص ومنحها لأقرانه. وللأسف فإن كول يعاني من مشكلة أنه نادرًا ما يلعب تحت قيادة مدربين يتمكنون من تقدير حجمه الحقيقي كلاعب. وحال حصوله على الفرصة المناسبة، فإننا قد نعاين من جديد كول في صورة اللاعب الحر صانع الألعاب. وكل ما نأمله هو حصوله على ذات القدر من الحرية الإبداعية التي يتمتع بها الفريق الإعلامي التابع لكوفنتري سيتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».