المقاومة توقف زحف الميليشيات نحو الضالع.. وطيران التحالف يدمر آليات عسكرية

المحافظ يزور جبهة القتال ويتبرع بمليون ريال للمقاتلين

المقاومة توقف زحف الميليشيات نحو الضالع.. وطيران التحالف يدمر آليات عسكرية
TT

المقاومة توقف زحف الميليشيات نحو الضالع.. وطيران التحالف يدمر آليات عسكرية

المقاومة توقف زحف الميليشيات نحو الضالع.. وطيران التحالف يدمر آليات عسكرية

يحتدم القتال في جبهة مريس، بمحافظة الضالع الجنوبية، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وذلك بعد أن تمكنت المقاومة من وقف زحف المتمردين نحو مدينة الضالع، وذكرت مصادر ميدانية أن طيران التحالف أغار، أمس، على تجمعات لقوات ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في موقعي يعيس وعرفاف جنوب مدينة دمت، وتمكن خلالها الطيران من تدمير دبابة وآليات أخرى.
وقال قائد المقاومة وقوات الجيش في الجبهة، العقيد عبد الله مزاحم، لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات مستمرة مع الميليشيات الانقلابية، وإن غارات التحالف دمرت عددا من الآليات العسكرية التابعة للمتمردين، بينها دبابة كانت تطلق قذائفها تجاه مواقع المقاومة، خلال اليومين الماضيين، وأشار القائد العسكري إلى أن المقاومة، في جبهات قعطبة ودمت، شمال الضالع، تواصل معاركها منذ أكثر من أسبوعين وحققت انتصارات كبيرة على الميليشيات الانقلابية رغم فارق العتاد الحربي بين الطرفين، حيث تمكنت المقاومة في جبهة مريس ودمت من دحر الميليشيات المسلحة والسيطرة على مواقع متقدمة جنوب مدينة دمت، إذ تمكنت من السيطرة على معظم الجبال المهمة المطلة على مسرح العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن المواقع التي سيطرت عليها قوات الجيش والمقاومة جعلت مواقع الميليشيات في مرمى النيران، خصوصا مع اقتراب المقاومة من مدينة دمت.
في غضون ذلك، قام محافظ الضالع، جنوب البلاد، فضل محمد الجعدي، أمس، بزيارة لجبهة المقاومة الشعبية في منطقة حمك العود بمديرية قعطبة، والوقعة في تخوم محافظة إب وسط اليمن، وكان في استقباله قائد الجبهة وقائد اللواء 30 مدرع العميد الركن عبد الكريم الصيادي، حيث تفقد المحافظ مواقع الجبهة وآلياتها الحربية، كما اطلع عن كثب على الجاهزية القتالية لأفراد المقاومة الشعبية، وألقى الجعدي كلمة في قادة ومقاتلي الجبهة، حيا فيها التضحيات الجسيمة التي قدمتها المقاومة في جبهة حمك وبسالة أفرادها وحنكتهم في التصدي للميليشيا الانقلابية، مشيرا إلى الهدف السامي الذين يقاتلون من أجله.
وحث محافظ الضالع قيادة المقاومة وأفرادها على مواصلة الانتصارات التي تحققت على أرض المعركة طيلة الأسبوعين الماضيين في مريس والعود وجبن في طريق تحرير مديرية دمت بالكامل، وعبر عن ثقته الكبيرة بالمقاومة قيادة وأفرادا في مواصلة انتصاراتها وتقدمها حتى دحر ميليشيات الحوثي وصالح كليا من مناطق الضالع ومواصلة الذود عن الشرعية الوطنية والدفاع عن طموحات الشعب وأحلامه كما دأبت هذه الجبهات على مدى تاريخها، وتعهد الجعدي باستمرار دعمه للمقاومة بكل الإمكانيات المتاحة، معلنا بتبرعه للجبهة بمبلغ مليون ريال، داعيا في ذات السياق قوات التحالف العربي والحكومة الشرعية إلى دعم ومساندة جبهة حمك العود وكل جبهات المقاومة في دمت ومريس وجبن، ودعا محافظ الضالع دول التحالف والحكومة الشرعية إلى مواصلة دعم ومساندة المقاومة في جبهات القتال المختلفة في مديريات قعطبة وجبن ودمت.
من جانبه، قال قائد المقاومة الشعبية في جبهة حمك، عبد السلام الأصهب، لـ«الشرق الأوسط» إن مدفعية المقاومة قصفت ظهر أمس تجمعا وآليات للميليشيات الانقلابية في منطقة الأذرع وفي منطقة القاع بالعذارب، ملحقة بها أضرارا في الأرواح والسلاح، إذ شوهدت آليات ميليشيات الحوثي وصالح وهي تحترق جراء إصابتها بقذائف مدفعية المقاومة، وأشار الأصهب إلى أن رجال المقاومة يسيطرون ومنذ 8 أغسطس (آب) على كامل مساحة مديرية قعطبة من الجهة الشمالية، وأن وجود الميليشيات في المناطق التابعة إداريا لمحافظة إب.
على صعيد التطورات الميدانية، اندلعت صباح أمس اشتباكات عنيفة عقب هجوم نفذته المقاومة الشعبية على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح بمحافظة البيضاء جنوب شرقي اليمن، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة شنوا هجومًا على مواقع عدو لميليشيات الحوثي وصالح في جبال جميدة بمنطقة قيفة برداع، شمال منطقة الرضمة المتاخمة لمدينة دمت، واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة، وكشفت عن أن اندلاع المواجهات العنيفة بالأسلحة الثقيلة حدث عقب مهاجمة رجال المقاومة الشعبية الموالية للسلطة الشرعية، مساء أول من أمس، مواقع توجد بها الميليشيات في تبة المجاري ودار النجد ونقاط الحزام الأمني التابعة للميليشيات في المدخل الشمال الشرقي لمدينة رداع، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».