مسلحون يخطفون 1200 من شبان الأنبار في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة

مجلس المحافظة يطالب بإطلاق معتقلين في سجون كربلاء وبابل

دبابة تابعة للجيش العراقي تتمركز في الضواحي الغربية للرمادي أول من أمس (أ.ب)
دبابة تابعة للجيش العراقي تتمركز في الضواحي الغربية للرمادي أول من أمس (أ.ب)
TT

مسلحون يخطفون 1200 من شبان الأنبار في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة

دبابة تابعة للجيش العراقي تتمركز في الضواحي الغربية للرمادي أول من أمس (أ.ب)
دبابة تابعة للجيش العراقي تتمركز في الضواحي الغربية للرمادي أول من أمس (أ.ب)

خطفت مجموعات مسلحة مجهولة مئات الشبان من أبناء محافظة الأنبار في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأمن العراقية بين الرمادي وبغداد الشهر الماضي، حسبما كشف عضو في البرلمان العراقي أمس.
وقال النائب أحمد السلماني، في مؤتمر صحافي، إن «مجاميع مسلحة مجهولة تقوم بخطف المدنيين أثناء قدومهم من مدن الأنبار إلى بغداد أو عودتهم بالعكس، وإن أكثر حالات الخطف تركزت في ناحية الرحالية ومنطقة الرزازة التي تخضع لسيطرة الحكومة، وقد تجاوز عدد المخطوفين حتى اليوم 1200 مختطف»، مضيفا أن كل المختطفين «غير مطلوبين أصلا للجهات الأمنية».
وطالب السلماني رئيس الوزراء حيدر العبادي، والوزراء الأمنيين، والقادة الميدانيين، بـ«الكشف عن الجهات التي تنفذ عمليات خطف المدنيين»، داعيا إلى «اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع اختطاف المدنيين من شبان محافظة الأنبار، والكشف عن مصير المدنيين الآخرين ممن تم اختطافهم مؤخرا».
من جهته، طلب مجلس محافظة الأنبار من الحكومة المركزية إطلاق سراح معتقلين من الأنبار في سجون محافظتي كربلاء وبابل بسبب عدم كفاية الأدلة ضدهم. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت إن «العدد الحقيقي للمعتقلين في سجون محافظات كربلاء وبابل والنجف وبغداد هو أكثر من 1300 معتقل، وإن أغلبهم لم يدانوا بشكل رسمي لعدم كفاية الأدلة، وطالبنا الحكومة المركزية والحكومات المحلية بالعمل معنا لإطلاق سراحهم ونقل المذنبين منهم إلى سجون بغداد أو محافظة الأنبار بعد تحريرها».
وأضاف كرحوت أن «المجلس طالب أيضا الحكومة الاتحادية بإطلاق الأموال المخصصة في الموازنة لا سيما الأموال المرصودة لدعم القطاعات العسكرية وشراء معدات أمنية»، مشيرا إلى «الحاجة الملحة لإطلاق الأموال المخصصة للمحافظة خصوصا بعد أن استقبلت قاعدة الحبانية العسكرية ألف مقاتل بناء على طلبات نائب القائد العام لقوات الحشد العشائري اللواء طارق عسل، الذي تولى قيادة المحور الشمالي لجبهة الرمادي، وأوضح لنا أن المقاتلين أكملوا تدريبات خاصة بحرب الشوارع على يد مدربين عراقيين مختصين، وأن المقاتلين سيشاركون في عمليات التحرير ومسك المحور الشمالي للمدينة».
من جانب آخر، قال عضو المجلس عذال الفهداوي، في تصريح أمس، إن «جدية الولايات المتحدة في قتالها وحربها لعناصر تنظيم داعش وضرورة التخلص منه وتحرير الأنبار من الإرهابيين قد تأكدت». وأوضح أن «هذه الجدية جاءت من خلال تدريب وتجهيز وتسليح أبناء العشائر»، المنخرطين في «الحشد» والقوات العراقية. وتابع الفهداوي أن «قصف طيران التحالف الدولي تكثف، واستهدف مواقع التنظيم ومقراته وتجمعاته في الرمادي ومناطق المحافظة الأخرى، وألحق خسائر مادية وبشرية كبيرة بالتنظيم».
ميدانيا، حررت القطعات الأمنية التابعة لقيادة عمليات الجزيرة والبادية 70 عائلة من عشائر البونمر كان مسلحو «داعش» يحتجزونها غرب الأنبار. وقال الناطق باسم القيادة، العميد حميد العطواني، إن «القوات الأمنية التابعة لقيادة العمليات، وبإسناد من الحشد العشائري التابع لعشائر البونمر، تمكنت من تحرير العائلات المكونة من 210 أفراد في قرى أم دبس وغزيل والبرايم».
وفي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، تمكنت القوات العراقية من الوصول إلى جميع مواقع تنظيم داعش. وأعلن مسؤولون حكوميون وقادة ميدانيون أن مواقع المسلحين في المدينة أصبحت تحت مرمى نيران القوات الأمنية التي شلت حركة المسلحين داخل الأزقة. وأكد مجلس محافظة الأنبار دخول القوات الأمنية إلى حي المهندسين. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة، فالح العيساوي، إن القوات الأمنية «تقوم الآن برفع العبوات الناسفة في المناطق المحررة من أجل الإسراع بعمليات التقدم للقطعات العسكرية نحو المربع الحكومي في وسط المدينة، مشيرا إلى أن «تنظيم داعش فخخ المدينة بالعبوات الناسفة بما في ذلك أعمدة الكهرباء والطرق والمنازل والمباني الحكومية وحتى الأشجار».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.