جزيرة سقطرى تحظر القات.. والسلطات تحرق طنين من المخدر

654 سلة غذائية للمتضررين من إعصاري «تشابالا» و«ميغ» بالأرخبيل

يمني يتعاطى القات في صنعاء.. ويزرع النبات على نطاق واسع في اليمن ويستخدم عادة للمضغ (غيتي)
يمني يتعاطى القات في صنعاء.. ويزرع النبات على نطاق واسع في اليمن ويستخدم عادة للمضغ (غيتي)
TT

جزيرة سقطرى تحظر القات.. والسلطات تحرق طنين من المخدر

يمني يتعاطى القات في صنعاء.. ويزرع النبات على نطاق واسع في اليمن ويستخدم عادة للمضغ (غيتي)
يمني يتعاطى القات في صنعاء.. ويزرع النبات على نطاق واسع في اليمن ويستخدم عادة للمضغ (غيتي)

قال مسؤولون يمنيون، إن السلطات في جزيرة سقطرى أحرقت طنين من مخدر القات، أول من أمس (السبت)، وهي شحنة صادرتها من مهربين حاولوا تحدي الحظر الذي فرضه محافظ الأرخبيل الأسبوع الماضي.
ويمضغ اليمنيون القات منذ قرون، ورغم شيوع استخدامه فإن البعض يراه علة اجتماعية تستنزف الإنتاجية والموارد. وتبدأ جلسات مضغ القات بعد الظهر وقد تستمر حتى المساء.
وصمدت هذه العادة خلال السنوات الأخيرة من الاضطرابات في البلد الفقير بما في ذلك خلال الحرب التي بدأت العام الماضي، والتي تضمنت قصفا جويا وقوات برية من التحالف العربي. ومن الشائع رؤية مقاتلين وجنود يمنيين وهم يمضغون القات.
ولكن محافظ أرخبيل سقطرى ذي الكثافة السكانية المنخفضة سعى الأسبوع الماضي للقضاء على هذه العادة بحظر استيراد أو مضغ القات.
ووفقا لوسائل إعلام يمنية فإن المحافظ سعيد باحقيبة فرض الحظر بسبب المخاطر الصحية والعواقب المالية لاستخدام القات.
وذكر مسؤولون محليون وفقا لوكالة «رويترز» أنهم اعترضوا طريق شحنة من طنين من القات جرى تهريبها من محافظة حضرموت في البر اليمني الرئيسي. وأحرق المسؤولون الشحنة.
وتشير استطلاعات سابقة للرأي في اليمن إلى أن 80 في المائة على الأقل من الرجال و60 في المائة من النساء وعددا متزايدا من الأطفال تحت سن العاشرة يجلسون في معظم فترات الظهيرة لمضغ القات.
من ناحية ثانية، وزعت جمعية الهلال الأحمر اليمني أمس 654 سلة غذائية مقدمة من الصليب الأحمر الألماني للمتضررين من إعصاري «تشابالا» و«ميغ» بمحافظة أرخبيل سقطرى.
وثمن مدير عام مديرية حديبو المواقف الإنسانية النبيلة للحكومة الألمانية الداعمة والمساندة للمتضررين وتقديمها المساعدات الإغاثية للتخفيف من معاناة سكان المحافظة جراء الإعصارين اللذين ضربا المحافظة وخلف أضرارًا كبيرة في الممتلكات. وأوضح المدير التنفيذي لفرع جمعية الهلال الأحمر بسقطرى أن الجمعية ستستهدف في هذه المرحلة الأسر الأكثر تضررًا من إعصاري «تشابالا» و«ميغ» في مديرية حديبو.
إلى ذلك، دشن وكيل محافظة شبوة ناصر القميشي أمس حفل توزيع الدفعة الأولى من المساعدات الإغاثية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للمتضررين من إعصار «تشابالا» في مديرية رضوم.
وثمن وكيل المحافظة الجهود التي تبذلها السعودية من خلال وقوفها ودعمها ومساندتها لأبناء الشعب اليمني، وخصوصًا المتضررين من إعصار «تشابالا» بمديرية رضوم محافظة شبوة.
كما أشاد بالمبادرات الطوعية لجمعية الإصلاح والمتمثلة في تنفيذ عمليات الإجلاء والإيواء لسكان القرى الساحلية المتضررة من الإعصار وقيامها بتوزيع المساعدات الإغاثية للأسر المستحقة في مختلف القرى.
من جانبه، أوضح ممثل جمعية الإصلاح الاجتماعية عبد الجليل قسيبة، أن مركز الملك سلمان قدم 15 ألف بطانية و700 خيمة، والتي سيستفيد منها 10 آلاف أسرة متضررة في 25 قرية بمديرية رضوم وعدد من القرى بمديرية ميفعة.
وأشار إلى أن هناك ترتيبات لاستقبال الدفعة الثانية من المساعدات الإغاثية القادمة من مركز الملك سلمان والمتمثلة في المواد الغذائية، والتي من المتوقع أن تصل خلال الأسبوع المقبل.
حضر حفل توزيع المساعدات قائد اللواء الثاني مشاة بحري اللواء عوض شبام، وأمين عام محلي رضوم هادي الخرماء، ومشرف لجنة الإغاثة بالمحافظة أحمد الشامي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».