تنهي مقاطعة مونتغومري الأميركية إرثها الطويل من عقد الامتحانات في نهاية العام الدراسي الحالي، ويبحث القادة المنتخبون سبل تغيير حساب درجات الطلبة في العام الدراسي المقبل بعد إلغاء الاختبارات التي كانت تستمر ساعتين.
وتدرس المقاطعة 4 خيارات رئيسية لحساب الدرجات، فيما لا يبدي المسؤولون تفضيلهم لنهج محدد. لكن في خضم المناقشات التي جرت قبل فترة في اجتماع للجنة إدارة السياسات في مجلس المنطقة التعليمية، نالت بعض الأفكار دعمًا مبكرًا، بينما قوبلت أفكار أخرى بالمعارضة والرفض.
وقال عضو مجلس المنطقة فيليب كوفمان إنه «في هذه المرحلة» يفضل مقترحًا بحساب الدرجة الإجمالية للفصل الدراسي بناء على النسب المئوية التي يحققها الطالب في كل فترة تقويم. وسوف تستغني الخطة، المدعوة الخيار 1، عن أي تصنيف يقوم على الاختبارات.
وبموجب هذا النهج، يحصل الطالب في نهاية الفصل الدراسي على نسبة تبلغ 90 في المائة، أو الدرجة «إيه»، على سبيل المثال، إذا كان قد سجل 92 في المائة في فترة التقويم الأولى و88 في المائة في فترة التقويم الثانية. وبعد عرض مفصل من جانب مديري المنطقة التعليمية، صرح كوفمان، رئيس مجلس إدارة اللجنة، عن هذا النهج قائلاً: «أعتقد أنه بلا شائبة».
وجاءت المناقشات الأخيرة فيما تسعى المنطقة إلى استطلاع رأي الجمهور حول خيارات حساب الدرجات؛ سواء عبر الإنترنت أو من خلال مجموعات التركيز. ومن المقرر أن يبت مجلس المنطقة في مسألة حساب الدرجات في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، أي بعد نحو شهرين من تصويت المجلس بإنهاء نظام الامتحانات في ختام الفصل الدراسي بعدما ساد شعور بأن هناك مبالغة في مسألة الاختبارات وضياع وقت طويل من الفترة التعليمية.
وبدءًا من العام الدراسي التالي، سيتم استبدال امتحانات نهاية العام في مونتغومري بتقييمات الفترات الدراسية، والتي يمكن أن تشمل اختبارات وحدات، ومشاريع تعليمية، ومعامل تقوم على حث الطلبة على التفكير والتصرف كالعلماء. وعندما يحدث ذلك، سيتغير نظام حساب الدرجات. والآن تسهم امتحانات نهاية العام بنسبة 25 في المائة فقط في حساب درجات الطالب في الفصل الدراسي.
وكشف مسؤولو المنطقة التعليمية أنهم في معرض دراسة سبل تقييم أداء الطلبة، راجعوا 20 نظامًا مدرسيًا آخر. وقد وجدوا أن الممارسات في هذا الإطار شديدة التباين.
ويقول سكوت ميرفي، مدير المنهج الثانوي في مونتغومري: «لدينا أنظمة تفرض امتحانات نهاية العام، وأخرى لا تفرضها.. أنظمة تمتلك امتحانات نهائية توضع مركزيًا، وأخرى توكل وضع هذه الامتحانات إلى المدرسين».
ويلجأ خيار تقويمي آخر إلى استخدام نظام الأحرف مع ربطها بقيمة محددة من النقاط لحساب درجات الطلبة. على سبيل المثال، الطالب الذي يحقق درجة «إيه» في فترة التقويم الأولى، يحصل على 4 نقاط، و«بي» في فترة التقويم الثانية، يحصل على 3 نقاط، ليصبح متوسطه في الفصل الدراسي 3.5 نقطة، أي درجة «إيه». وتمثل تلك الخطة، ومن دون أي تصنيف على أساس الاختبارات، الخيار 2.
ويقول إيريك غويرسي، عضو المجلس عن الطلاب: «يروق لي هذا الخيار.. من خلال أحاديثي الكثيرة مع الطلبة، أظن أنهم يعتقدون أن هذا الخيار مناسب تمامًا لهم، ويسهل تعديله ودمجه في النظام مقارنة بالخيارات الأخرى المطروحة».
من جهتها، قالت باتريشيا أونيل، رئيسة مجلس المنطقة، إنها لا تدعم الخيار 3، الذي يستغني عن الامتحانات ويسترشد باتجاه الدرجات، صعودًا أو هبوطًا، في فترتي تقويم الطالب.
وبموجب ذلك المقترح، يحصل الطالب الذي نال درجة «إيه» في فترة التقويم الأولى و«بي» في الفترة الثانية على درجة «بي» في الفصل الدراسي. لكن إذا حصل طالب على «بي» في فترة التقويم الأولى ثم ارتفع إلى «إيه» في الفترة الثانية، تصبح درجته في الفصل الدراسي «إيه».
وقالت أونيل: «أظن أنني أجده مثيرًا للمشكلات بعض الشيء. أعني أنه غير منصف بالتمام بالنسبة إلى الطلبة». بينما يقول غويرسي إنه سمع معارضة قوية لذلك الخيار بين الطلبة.
أما المقترح الذي يمثل الخيار 4، فيشبه نظام حساب الدرجات المعمول به حاليًا، لكنه يستبدل امتحانات نهاية العام بتقييمات نهائية يضعها المدرس.
وأعرب البعض عن خشيتهم من تباين أو دقة ما قد يعتبر تقييمًا نهائيًا. وقالت أونيل: «يتعين علي أن أقول إنني أتحفظ على هذا الخيار أيضًا».
واستقبل المسؤولون آراء الجمهور حول خيارات حساب الدرجات على موقع المنطقة على شبكة الإنترنت حتى 19 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وستجري المنطقة الاختبارات النهائية كالمعتاد في نهاية هذا العام الدراسي، فيما عدا بعض مواد المرحلة الثانوية خلال فصل الربيع الدراسي.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»