حققت المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بدعم من قوات التحالف، تقدما جديدا في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء.
فبعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، باتت هذه القوات تسيطر على أجزاء من مديرية الراهدة، أولى المديريات التي تقع جنوب تعز، وشمال محافظة لحج الجنوبية، وذلك بعد سيطرة المقاومة وقوات الجيش الوطني على منطقة الشريجة، في الطريق إلى فك الحصار الذي تفرضه الميليشيات على مدينة تعز، وهو أحد أهداف العملية العسكرية الحالية في المحافظة، منذ نحو أسبوع، تحت اسم «نصر الحالمة».
ويأتي تقدم الجيش والمقاومة في تعز بعدما تمكنت من السيطرة، أول من أمس، على إدارة أمن الشريجة بعد فرار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، حيث كانت قد أعلنت في وقت سابق دخولها منطقتي حنة والمحضارة في الوازعية، مؤكدة أنها في طريقها لاستعادة مناطق أخرى في مديرية الوازعية، بوابة لحج الجنوبية، وطرد الميليشيات الانقلابية منها، في وقت أعلنت المقاومة الشعبية في مديرية التربة، عاصمة قضاء الحجرية الواسع في محافظة تعز، منع التجوال، من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا، اعتبارا من مساء أمس، وذلك تحسبا لهجمات للميليشيات على المدينة التي ما زالت تخضع لسيطرة الشرعية.
وتعليقًا على تطورات العملية العسكرية في تعز، قال رشاد الشرعبي، المسؤول الإعلامي بالمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز، لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات فك الحصار وتحرير تعز من ميليشيات الحوثي وصالح تسير بشكل جيد في أربع جبهات، تتحرك فيها قوات الجيش والمقاومة وبدعم من التحالف، وقد حققت نجاحات كبيرة باختراقها للتحصينات التي قامت بها الميليشيات لأكثر من 3 أشهر في مناطق كرش والحويمي والشريجة، وأضاف الشرعبي أن ميليشيات الحوثيين وصالح «باتت تعيش حالة ارتباك شديدة جراء تلك العمليات الناجحة التي يغطيها الطيران باحتراف وبطلعات مكثفة ومركزة ويؤكد هذا تلميحات قيادات في الميليشيات إلى رغبتها بالحل السلمي لممارسة لعبتها في المراوغة والتفاوض وإبقاء الحال على ما هو عليه على الأرض، مؤكدًا أن «الحسم العسكري وإنهاء الحصار على المدينة المكتظة بالسكان، هو الحل المناسب مع هذه الميليشيات لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية إلى كل الأراضي اليمنية».
في السياق ذاته، قال مصدر في المجلس العسكري في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، قاما الساعات الماضية بـ«عمليات تمشيط واسعة في أطراف مدينة الراهدة بحثا عن عناصر الميليشيات المتمردة التي فرت من الشريجة بعد استعادتها، بالإضافة إلى السيطرة على منطقة حاميم وعدد من الجبال المطلة على مدينة الراهدة وتدمير طاقم عسكري يتبع الحوثيين بقذيفة حرارية في الجرجوب بالراهدة»، وأضاف المصدر العسكري أن المقاومة والجيش «تمكنا من التقدم نحو الراهدة بعدما كان التقدم بطيئًا بسبب الألغام التي زرعتها الميلشيات المتمردة وأن الساعات المقبلة ستشهد عملية تطهير منطقة الراهدة والدمنة، في جنوب تعز، بشكل كامل من الميليشيات الحوثي»، لكنه أشار إلى أن «الميليشيات المتمردة تحاول إعاقة تقدم قوات التحالف في منطقة الراهدة من خلال تفجير الديناميت بالطريق الواصلة بين منطقة ثبرة والشريجة وتفخيخ الجسور والواصلة بين الشريجة ومناطق الراهدة بالألغام والديناميت».
في غضون ذلك، دعت المقاومة الشعبية في مديريات الراهدة وحيفان وخدير، المواطنين في تلك المديريات، إلى الوقوف صفا واحدا مع الشرعية والمساهمة في التصدي للانقلابيين، ودعا بيان صادر عن المقاومة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الشباب المغرر ممن جرى استغلال ظروفهم إلى ترك الميليشيات والخروج من صفوف «الشرذمة الانقلابية التي استباحت الدم والعرض»، وأوضحت المقاومة أنها، وتحت قيادة الشيخ حربي سرور الصبيحي «ستعمل سويًا في إطار الشرعية وضمن المواطن وليس بعيدًا عنه، وستتجنب الإقصاء والتهميش الذي يبعث على الحساسية ويخلق الشرخ في جدار الوطن».
ووفقًا لمصادر محلية في تعز، فقد سقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أمس، في سلسلة غارات لطائرات التحالف، استهدفت تجمعاتهم ومواقعهم وسط وفي محيط مدينة تعز، حيث تركزت الغارات في منطقة الوعرة في الراهدة، خط عدن - تعز، وتعزيزات عسكرية تابعة للميليشيات في مدينة الراهدة، وعلى مواقع للميليشيات في الجبهة الغربية بمنطقة الوازعية وذباب وتجمعات أخرى في البرح ووادي رين، وتم تدمير عدد من الآليات ومخازن أسلحة تتبع الميليشيات المتمردة.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية والمواجهات المسلحة، فإن الميليشيات الحوثية تواصل استهدافها للمدنيين في تعز، من خلال القصف العشوائي للأحياء والمناطق السكنية التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية، حيث يسقط، يوميا، قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وترجع كثير من الأوساط في تعز لجوء الميليشيات إلى قصف المدنيين، إلى الخسائر الكبيرة التي تلحق بهم على يد المقاومة وقوات الجيش وطيران التحالف.
المقاومة والجيش الوطني يقتربان من السيطرة على الراهدة.. والميليشيات تفخخ الطرقات
مجلس المقاومة: خسائر الحوثيين الميدانية تدفعهم للمناورة السياسية
المقاومة والجيش الوطني يقتربان من السيطرة على الراهدة.. والميليشيات تفخخ الطرقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة