30 فصيلاً سوريًا مسلحًا يحضرون مؤتمر السعودية للمعارضة

أوباما: لا تسوية في سوريا مع بقاء الأسد.. ولافروف: بل ضروري للحل السلمي

صور مقتطعة من فيديو بثه الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، ويبدو فيه أفراد من القوات الجوية الروسية يحملون القنابل على مفجر «توبوليف 22» استعدادا لعملية قصف ضد أهداف في سوريا (أ.ب)
صور مقتطعة من فيديو بثه الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، ويبدو فيه أفراد من القوات الجوية الروسية يحملون القنابل على مفجر «توبوليف 22» استعدادا لعملية قصف ضد أهداف في سوريا (أ.ب)
TT

30 فصيلاً سوريًا مسلحًا يحضرون مؤتمر السعودية للمعارضة

صور مقتطعة من فيديو بثه الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، ويبدو فيه أفراد من القوات الجوية الروسية يحملون القنابل على مفجر «توبوليف 22» استعدادا لعملية قصف ضد أهداف في سوريا (أ.ب)
صور مقتطعة من فيديو بثه الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، ويبدو فيه أفراد من القوات الجوية الروسية يحملون القنابل على مفجر «توبوليف 22» استعدادا لعملية قصف ضد أهداف في سوريا (أ.ب)

تلقت مجموعة من فصائل المعارضة العسكرية السورية، الدعوة من السعودية لحضور مؤتمر المعارضة السورية الذي تستضيفه السعودية الشهر المقبل للخروج بوفد موحد يفاوض النظام السوري بداية العام المقبل بحسب مقررات اجتماع «فيينا- 2». في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، إنه لن يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة. هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «الرئيس السوري بشار الأسد يمثل مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ويستحيل إيجاد حل سلمي من دونه».
وأوضح محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام»، في اتصال هاتفي أمس، أنهم يثقون في السياسة والإجراءات التي اتخذتها السعودية لنصرة الشعب السوري ورفع معاناته التي تراكمت طيلة الأعوام بفعل نظام الأسد القمعي ومن ورائه إيران وحزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أن أكثر من 30 فصيلا عسكريا مسلحا سيشاركون في اللقاء المرتقب في السعودية، وفي طليعتهم جيش الإسلام وأحرار الشام وفيلق حمص وفصائل الجيش الحر وجيش اليرموك والفرقة الساحلية في جبال الأكراد والجبهة الشامية.
وذكر محمد علوش ، أن جبهة النصرة لن تكون بين الفصائل التي ستحضر للسعودية، نظرًا لامتلاكها مشروعها الخاص، مؤكدًا أن مبادئ المعارضة السورية المسلحة تتماشى مع القيم والأخلاق وتتعارض مع إرهاب «داعش»، مضيفا بالقول: «قضيتنا مع النظام وليس لنا أجندة أخرى، سواء بالتمدد خارج البلاد أو الإضرار بالشعوب الأخرى كما جرى أخيرًا في باريس من هجمات إرهابية أوقعت أكثر من 130 قتيلاً من الأبرياء».
وكان المشاركون في محادثات «فيينا- 2»، قد اتفقوا أخيرًا، على عقد لقاء جديد خلال شهر، لتقييم التقدم بشأن التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا، وبدء عملية سياسية.
وقال البيان الختامي، إن المشاركين بالمحادثات، أقروا جدولا زمنيا محددا، لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرًا.
وسيضم المؤتمر الذي يقام في أبها بالسعودية، جميع الأطراف السياسية والعسكرية التي تمثل الشعب السوري، لتوحيد الرؤى والمواقف، تمهيدا لتطبيق قرارات «جنيف- 1» التي تنص على تعيين هيئة انتقالية للحكم في سوريا تخلو من الأسد.
وفي العاصمة الفلبينية مانيلا، أمس، تحدث الرئيس أوباما، الذي يحضر القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك)، للصحافيين، فقال: «القول الفصل هو أنني لا أرى موقفا يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة.
وإن الأمر قد يتطلب بضعة شهور حتى تقبل روسيا وإيران والنخبة الحاكمة في سوريا بأنه لن تكون هناك نهاية للحرب الأهلية». وقال أوباما إن موسكو وطهران تعتبران تنظيم داعش «خطرا حقيقيا»، لكن جهود موسكو في سوريا تهدف إلى دعم الأسد. ونقلت «رويترز» عنه قوله: «ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو إدراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون، وبصراحة بعض الأعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام الحقائق التي قلتها للتو».
من جهته، قال لافروف في حديث لإذاعة «صوت روسيا» إن «البلدان الغربية أدركت بطلان تصريحاتها السابقة التي كان مفادها أن جميع قضايا سوريا ستحل تلقائيا برحيل الأسد». وأضاف: «روسيا بدأت تشعر بتعديل الموقف الغربي من الأزمة السورية منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة». فيما أعاد إلى الأذهان ما سبق وردده كثيرون ومنهم شركاء روسيا الغربيون، وكذلك بعض الدول الأخرى حول توقعاتهم بشأن سقوط الأسد قريبا، وتصريحاتهم حول أن «أيامه معدودة» طوال السنوات الأربع منذ اندلاع الأزمة السورية، قال لافروف إن «كل توقعاتهم حول اندلاع انتفاضة شعبية والإطاحة بالأسد لم تتحقق»، فيما أكد أن النتيجة المنطقية لكل ذلك تعني «أن الأسد يمثل مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ولذلك لا يمكن التوصل إلى حل سلمي من دونه».
وتعليقا على ما قاله الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون الإيطالي التي بثت أمس، حول إصراره على أن الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب، أشارت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الشرق الأوسط»، نقلا عن لافروف أمس في حديثه إلى «إذاعة صوت روسيا»، أنه «من غير الجائز التوقف عند أي شروط مسبقة، ونحن في مواجهة مثل هذه الإخطار الهائلة التي لم يسبق لها مثيل»، لكنها أضافت أيضا أن الخطوات اللاحقة يجب أن تنطلق استنادا إلى ما جرى التوصل إليه في فيينا وما سبق التوصل إليه في جنيف في 30 يونيو (حزيران) 2012.
وكان ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسية، تحدث أمس، عن أن موسكو تستقبل وليد المعلم وزير الخارجية السورية الأسبوع المقبل، وأن لقاء سوف يجمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال: «ننتظر الآن تأكيدا، نأمل أن تجري في الأسبوع المقبل مشاورات معمقة ومثمرة للغاية بين الوزيرين»، مشيرا إلى أنه خلال المشاورات سيتم بحث نتائج وآفاق «العمل المشترك في المجالين الرئيسيين: مكافحة الإرهاب والمضي بالعملية السياسية على أساس إعلان جنيف بتاريخ 30 يونيو 2012 واتفاقيات فيينا».
ومن المقرر أيضا أن يسافر وزير الخارجية الروسية إلى تركيا الأسبوع المقبل، للمشاركة في أعمال الدورة الخامسة للفريق الروسي التركي المشترك للتخطيط الاستراتيجي.
وقالت أنا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية إن «الوزير لافروف سيبحث مع الجانب التركي الأزمة السورية والتطورات على الساحة الشرق أوسطية وفي شمال أفريقيا، وغيرها من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التسوية القبرصية، وسبل الارتقاء بجدوى مكافحة الإرهاب».
في إسطنبول، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن «السبب الرئيسي للمآسي الإنسانية والأنشطة الإرهابية التي تحدث في منطقتنا هو رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي قتل 380 ألفا من مواطنيه». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عنه القول أمس الخميس، بأن «كل المنظمات الإرهابية في المنطقة تخدم نظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن تنظيم داعش يحظى بدعم من النظام السوري الذي يحصل منه على النفط مقابل المال».
وقال إن «الأسد يمارس إرهاب الدولة، ومن يدعمه يعد مشاركًا في جرائمه ويتحمّل معه المسؤولية عن الأرواح التي أزهقت».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.