النساء الانتحاريات سلاح التنظيمات الإرهابية

دراسة: يشكلن 15 % من إجمالي الانتحاريين

قوات الأمن الفرنسية تجلي سكان ضاحية سان دوني شمال باريس أمس (رويترز)
قوات الأمن الفرنسية تجلي سكان ضاحية سان دوني شمال باريس أمس (رويترز)
TT

النساء الانتحاريات سلاح التنظيمات الإرهابية

قوات الأمن الفرنسية تجلي سكان ضاحية سان دوني شمال باريس أمس (رويترز)
قوات الأمن الفرنسية تجلي سكان ضاحية سان دوني شمال باريس أمس (رويترز)

فجرت المرأة التي كانت ضمن الإرهابيين، صباح أمس في سان دوني شمال باريس، نفسها حتى لا تقع في قبضة عناصر شرطة النخبة الفرنسية في الشقة التي كانت فيها مع أربعة رجال، في سابقة في فرنسا.
وقالت فاطمة لحنيات الباحثة وصاحبة كتاب «نساء انتحاريات.. الجهاد النسائي»، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الشحن والتعبئة بلغا حدا جعلها تفضل الموت على الاعتقال». وأضافت: «إنها بذلك تعتبر أنها تشارك في الكفاح، وهنا لا أهمية لكونها امرأة، رغم أن ذلك يضاعف أثر فعلتها على المجتمع».
ومع أن كثيرا من النساء انضممن في العامين الأخيرين إلى «أرض الجهاد» في سوريا والعراق، فإن عدد من اخترن الانتحار قليل جدا، وبينهن ميريال ديغوك البلجيكية التي فجرت نفسها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 في العراق لدى مرور قافلة أميركية.
وأضافت الباحثة أن مشاركة نساء في مجازر والتسبب في آلام مدمرة كان يثير دائما ذهول واشمئزاز واهتمام الرأي العام، متسائلة: «كيف يمكن فهم رغبة الموت لدى هؤلاء النسوة اللاتي يطمحن إلى الموت وأيضًا إلى القتل؟!». وتابعت: «الدين الإسلامي يدين الانتحار، ولدى المسلمين الأمر موضع إدانة أيضًا كونه مخالفا لدورهن المتوقع (..). لكن ذلك التحريم تم تجاهله، خصوصا من قبل لبنانيين وفلسطينيين و(القاعدة) ومجموعات شيشانية».
واستهدفت أوائل النساء الانتحاريات قوات احتلال، كما حصل في 1985، عندما قادت اللبنانية سناء المحيدلي (16 عاما) سيارتها المفخخة باتجاه قافلة إسرائيلية وقتلت جنديين. وبعدها نفّذت نساء عمليات انتحارية في العراق وباكستان وتركيا وأوزباكستان والشيشان وإسرائيل. وبين الانتحاريات نجد العراقية ساجدة الريشاوي، التي حاولت في نوفمبر 2005 تفجير نفسها في عرس فلسطيني في فندق بعمان.
ومنذ ذلك الحين وحتى 2006، أقدمت أكثر من 220 امرأة على الانتحار، ليشكلن 15 في المائة من إجمالي الانتحاريين، بحسب الباحثة.
وحاليا، فإن تنظيم «بوكو حرام» هو الأكثر استخداما للانتحاريات، إذ إنه يرسل إلى أسواق مزدحمة فتيات بلغ عمر إحداهن سبع سنوات، وبعضهن معاقات ذهنيا أو مخدرات. وفي هذه الحالات، يبقي القادة جهاز التحكم بأيديهم وهم الذين يفجرون الشحنة التي تحملها الانتحاريات عن بعد.
من جهته، قال مارك أنطون بيروس دو مونكلو، الباحث في معهد بحوث التنمية، إنه في مادغويري بشمال نيجيريا: «الاعتداءات الانتحارية يومية (..) وينفذها خصوصا نساء أو فتيان أو فتيات، انتقاما لمقتل أزواجهن أو آبائهن في معارك مع الجيش النيجيري». وعادة ما يكون الانتقام لفقدان قريب هو دافع الانتحاريات الشيشانيات، وضمنهن «الأرامل السوداوات» اللواتي أوقعن عشرات الضحايا. لكن لسن كلهن جهاديات، فهناك نمور التاميل في سريلانكا، أو حزب العمال الكردستاني، الذي يقدم نموذجا لتحرر المرأة وحصنا أمام تنظيم داعش، وقد لجأ التنظيمان إلى انتحاريات.
وبينما لا يعد المتطرفون والإرهابيون الانتحاريات بنعيم الجنة وبحورياتها، فإنهم يعدونهن بالالتقاء مجددا بشخص غالٍ، كزوج راحل مثلا، أو ابن أو أخ.



برلين: سوريا تظهر خطورة وضع الدول التي تعتمد على روسيا

بائع متجول يقف بجانب أعلام المعارضة السورية المعروضة للبيع في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
بائع متجول يقف بجانب أعلام المعارضة السورية المعروضة للبيع في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

برلين: سوريا تظهر خطورة وضع الدول التي تعتمد على روسيا

بائع متجول يقف بجانب أعلام المعارضة السورية المعروضة للبيع في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
بائع متجول يقف بجانب أعلام المعارضة السورية المعروضة للبيع في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم الأربعاء، أن التطورات في سوريا تظهر أن الدول المرتبطة بشراكة استراتيجية مع روسيا لا يمكنها الاعتماد على موسكو إلا إذا كانت ذات فائدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب «رويترز».

وخلال زيارة سريعة للأردن توقف بيستوريوس في قاعدة الأزرق الجوية في طريقه إلى بغداد حيث سيناقش سبل المساعدة في استقرار المنطقة على خلفية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ولم يحدد الوزير ما تعنيه التطورات بالنسبة لما تقوم به ألمانيا في المنطقة، لكنه قال إن من الأفضل تكثيف المهام العسكرية في الشرق الأوسط، حيث يوجد نحو 600 جندي ألماني، بدلا من تقليصها.

وكجزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم نحو 70 دولة، تنشر ألمانيا قوات في العراق منذ عام 2015 لمساعدة القوات المحلية في محاولة منع عودة تنظيم «داعش» الذي استولى في عام 2014 على مناطق شاسعة من العراق وسوريا لكن تم صده فيما بعد.

وتُستخدم قاعدة الأزرق الأردنية مركزا لوجيستيا للمهمة، كما تطلق القوات الجوية الألمانية مهام للتزود بالوقود جوا من هذه القاعدة.

ونشرت ألمانيا أيضا نحو 300 جندي ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تراقب الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وهي منطقة شهدت أعمالا قتالية لأكثر من عام بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران بالتوازي مع حرب غزة.