تتركز أنظار مانشستر يونايتد على مهاجم نيوكاسل أيوزي بيريز، ورغم أن مصلحته ربما تكمن في البقاء داخل ناديه الحالي، فإن الأرباح من وراء صفقة البيع ربما تشكل العامل الحاسم للقرار النهائي في الأمر.
ويتميز بيريز بذكاء واضح ومهارة التحرك داخل الملعب، بجانب قدرته على استخدام كلتا قدميه في اللعب، والتفكير بدرجة أسرع من خصومه. ويعكس اللاعب بعض ميزات مجموعة من اللاعبين الكبار أمثال ياري ليتمانن وديفيد سيلفا وبيتر بيردسلي ومات يانسين. ومع ذلك، فإنه بالنظر إلى أن عمره لم يتجاوز الـ22 لا يزال أمامه الكثير للغاية لتعلمه.
ورغم المتعة الحقيقية التي يشعر بها المرء لدى مشاهدته يصول ويجول بالملعب، والسرعة الكبيرة التي يتميز بها أداؤه، فإن بيريز يقدم أحيانًا على القيام بأخطر مناوراته في التوقيت الخطأ. وعليه، من الواضح أن عملية صنع القرار لديه لم تصل بعد للمستوى المناسب من الاتساق والتناغم. وتكشف المواقف التي يجد اللاعب نفسه فيها يشن هجمات لا أمل منها النقاب عن حقيقة أنه لا يزال في مرحلة التعلم واكتساب الخبرة. إلا أن الملاحظ كذلك أن عملية التعلم تلك تجري بوتيرة سريعة، خاصة أن بيريز يخوض الآن ثاني موسم له فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتدور أحاديث في الوقت الراهن حول رغبة مانشستر يونايتد في ضم بيريز بحلول يناير (كانون الثاني)، وكذلك توتنهام الذي تقدم رسميًا بطلب لشراء المهاجم رفضه نيوكاسل خلال الصيف. وفي تلك الأثناء، تشير أخبار إلى أن مانشستر سيتي وآرسنال يتحينان الفرصة المناسبة للتقدم بعرض لاقتناص اللاعب، لكن المؤكد أنه لا يزال من المبكر للغاية ترك اللاعب فريق نيوكاسل.
ورغم كل ما يتردد، تبقى الحقيقة أنه خلال الأسابيع الأخيرة فقط نجح بيريز في إقناع مدربه ستيف ماكلارين بالاعتماد عليه في التشكيلة الأساسية لنيوكاسل. وليس من قبيل المصادفة أن ازدهار مستوى اللاعب جاء في أعقاب قرار مدرب نيوكاسل نقله من مركز يضطلع فيه بدور واسع إلى آخر أكثر تركيزًا في خط الهجوم.
ويتمتع بيريز بقدرة كبيرة على التحكم بالكرة، بجانب صعوبة استخلاص الكرة منه، لكن هناك شعورًا حقيقيًا بأنه لا يزال أمامه الكثير لتعلمه في ظل توجيهات ماكلارين. بالنظر إلى الأرقام، يبدو أن بيريز حقق بالفعل مستوى جيدا من الأهداف بأهدافه العشرة على امتداد 33 مباراة في إطار الدوري الممتاز، لكن لا يزال من الصعب تحديد أفضل المراكز التي يمكنه الاندماج بها حال انتقاله إلى مانشستر يونايتد. وربما يتواءم بيريز بشكل أفضل مع توتنهام، وقد يكون أسلوب المدرب ماوريسيو بوكتشينو أكثر تواؤمًا معه عن أسلوب لويس فان غال في يونايتد، ومع ذلك سيبقى على اللاعب النضال لضمان مكان ثابت له في التشكيل الأساسي في نيوكاسل.
ولد بيريز لأب يعمل بأحد الفنادق، وترعرع في مدينة سانتا كروز بجزر الكناري. وبعد انضمامه لناد محلي، لم تمر فترة طويلة قبل أن ينتبه إليه مدرب نيوكاسل السابق آلان باردو وإلى أدائه الرائع على نحو متزايد في مباريات دوري الدرجة الثانية الإسباني.
ومثل ماكلارين، لم يكن لباردو نفوذ كبير في ما يخص صفقات ضم لاعبين جدد إلى نيوكاسل. إلا أنه مع توافر إمكانية ضم بيريز بمبلغ زهيد بلغ 1.5 مليون جنيه إسترليني، أعطى مجلس إدارة النادي الضوء الأخضر لإنجاز الصفقة.
وكان مقررًا في البداية أن يقضي الفتى الجديد عامه الأول داخل نيوكاسل بهدف تعزيز قدراته داخل صفوف فريق الشباب تحت 21 عاما الذي يتولى تدريبه النجم السابق بيتر بيردسلي. إلا أنه بمحض الصدفة نجح بيردسلي في إقناع بيريز بالتوقيع لحساب نيوكاسل، بدلا من أحد أندية الدوري الإسباني، بما في ذلك ريال مدريد وبرشلونة، لكن الأمور سارت بوتيرة أسرع من المتوقع.
وبعد البداية رديئة المستوى التي قدمها نيوكاسل الموسم الماضي، جرى ضم بيريز للفريق الأول، حيث أثبت تفوقه ولفت الأنظار إليه. ومع رحيل الشتاء ودخول الربيع، انطلق بيريز ونيوكاسل في نضالهما من أجل بقاء الفريق بالدوري الممتاز في ظل قيادة المدرب المساعد جون كريفر بعيد رحيل آلان باردو، الأمر الذي خلق حالة استنزاف بدني وذهني لبيريز. إلا أنه بحلول ذلك الوقت، كان بيريز قد قدم ما يكفي للفت الأنظار إليه داخل جميع الأماكن المناسبة. وجدير بالذكر أن ديفيد سيلفا، نجم مانشستر سيتي، المنتمي لجزيرة غران كاناريا المجاورة صديق لبيريز وهو دائم التشجيع له. أيضا، وخلال جلسة ودية بين السير أليكس فيرغسون وصديقه القديم آلان باردو اعترف الأول بأنه لو كان لا يزال مدربًا لمانشستر يونايتد ربما كان سيسعى لضم بيريز.
الواضح أنه بغض النظر عن المكان الذي سينتهي إليه بيريز فإنه من الأنسب الاعتماد عليه كمهاجم ثان، وليس كرأس حربة، وليس كلاعب خط وسط بصورة كاملة وخالصة، وليس كلاعب جناح. يذكر أنه في البداية كانت هناك رغبة في الاستعانة به ناحية اليمين أو اليسار من عنصر خط الوسط الهجومي لدى تشكيلة 4-2-3-1 الخاصة بنيوكاسل.
وقد استغرق ماكلارين بعض الوقت كي يقتنع بأن بيريز قادر على تعزيز أداء الفريق الأول، لكن بعد تحول اللاعب نحو مركز بوسط الملعب خلف ألكسندر ميتروفيتش يحمل طابعًا أكثر هجومية، أصبح المدرب سعيدًا للغاية به.
ولن يكون من المفاجئ أن تستعين إسبانيا ببيريز في منتخبها الأول بعد استئناف المباريات الدولية في مارس (آذار) المقبل.
ومع وجود لاعبين بارزين مثل موسى سيسوكو وجورجينو وينالدوم بجانبه، يبدو بيريز قادرًا على رفع مستوى أداء فريق المدرب ماكلارين بالفعل والمعاونة في الاستحواذ على الكرة وإمتاع جماهير نيوكاسل التي تشتاق للمتعة وللعصر الذهبي في ظل قيادة كيفن كيغان عندما تألق بيردسلي تحت الأضواء. ورغم الاهتمام به داخل معقلي «أولد ترافورد» و«وايت هارت لين» وتوقع مشاركة يونايتد وتوتنهام في دوري أبطال أوروبا، فإن احتمال جلوس بيريز على مقاعد البدلاء يهدد بتراجع فرص تركه لنيوكاسل.
وإذا كان بيريز بحاجة لأخذ عبرة، فعليه النظر إلى سندرلاند حيث تسببت فترة الإعارة التي مر بها آدم جونسون لمانشستر سيتي في تراجع أدائه بعد أن قدم بداية واعدة. والآن، يعجز جاك رودويل عن ضمان مكان له في التشكيل الأساسي للفريق الأول في ظل قيادة المدرب سام آلاردايس، بعد أن مر بتجربة مشابهة مع مانشستر سيتي. حتى يوهان كاباي لاعب خط الوسط الممتاز والنجم اللامع سابقًا في صفوف نيوكاسل سلك طريقًا خطأ عندما انضم إلى باريس سان جيرمان ليجلس احتياطيا. الآن، يشارك كاباي في صفوف كريستال بالاس. وربما يقدم بيريز على الرحيل عن نيوكاسل في يناير سعيًا وراء أضواء أكثر بريقًا، لكن هل ينتهي به الحال للشعور بالامتنان حيال السماح له بالانضمام مجددًا إلى أستون فيلا فريق مدربه السابق آلان باردو؟
بيريز صاحب الشخصية المحبوبة والحساسية المفرطة أكد أكثر من مرة أنه لا يزال «من المبكر للغاية» بالنسبة له الرحيل عن نيوكاسل. لذا فإن الخطر الأكبر لا يكمن في أن يبدل المهاجم الشاب رأيه، بل أن تنجح الأرباح السريعة المحتملة في إغراء مايك آشلي رئيس نيوكاسل لبيعه. من المتوقع أن يقاتل المدرب ماكلارين للاحتفاظ بمهاجمه في ظل صراع الفريق للخروج من المناطق المهددة بالهبوط، لكن تبقى الحقيقة أن لكل شخص خاصة داخل نيوكاسل ثمنه.
وإذا ما عرض آشلي مالك النادي على ماكلارين الذي سبق أن درب المنتخب الإنجليزي السابق توفير لاعب إضافي بخط الوسط رفيع المستوى الذي يسعى بدأب للحصول عليه مقابل التخلي عن بعض اللاعبين الآخرين، فإن عزيمة مدرب نيوكاسل قد تضعف ويصبح من الوارد بالنسبة له التضحية ببيريز.
وإذا وصل الأمر حد ضرورة الاختيار بين سيسوكو الذي رغم تفاوت أدائه على نحو صارخ فإنه لا يزال قادرًا على لعب دور حاسم في المباريات، وبيريز، فإن الأخير قد يبدو العنصر الأقرب للرحيل والتضحية به.
ومع ذلك، فإن آشلي لا يبيع بثمن بخس. لذا إذا كانت هناك رغبة حقيقية لدى فان غال أو بوكتشينو في ضم بيريز، أفضل لاعب تنجبه جزر الكناري منذ صعود نجم سيلفا، فإنه ربما سيطلب سعرًا يفوق المبلغ الذي دفعه والبالغ 1.5 مليون جنيه إسترليني بـ10 أضعاف على الأقل.
هل إغراء المال سيدفع نيوكاسل «المتعثر» للتخلي عن مهاجمه بيريز؟
مانشستر يونايتد وتوتنهام يرغبان في ضم اللاعب الموهوب.. ومدربه يقاتل للإبقاء عليه
هل إغراء المال سيدفع نيوكاسل «المتعثر» للتخلي عن مهاجمه بيريز؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة