كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن توصلها لاتفاق مع الحكومة السودانية لتوصيل الأمصال للمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين، وعن عزمها القيام بجهود لإقناع الحركة الشعبية - الشمال، والتي تسيطر على تلك المناطق، للسماح بتوصيل الأمصال والطعوم للمواطنين هناك. وفي الوقت نفسه، أعلنت المنظمة عن عجز في تمويل برنامجها في السودان قدره 60 في المائة من حاجتها، يضاف إلى ميزانيتها السنوية البالغة 130 مليون دولار.
وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسيف عمر عبدي، الذي زار السودان لثلاثة أيام في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن زيارته للبلاد والتي التقى خلالها كبار المسؤولين، بمن فيهم النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح، تهدف لمناقشة التعاون بين المنظمة والحكومة السودانية لإنفاذ التزامات الأخيرة بالسعي لرفاهية الأطفال، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإبداء استعداد منظمته لدعم حكومة السودان وشعبه وأطفاله، في المجالات المختلفة، فضلا عن بحث عقد الاجتماع الإقليمي لممثلي اليونيسيف في الشرق الأوسط وأفريقيا في السودان خلال الفترة المقبلة.
وكشف عبدي عن عجز كبير يقدر بمئات الملايين من الدولارات يواجه عمل منظمته في السودان، إذ لا تغطي ميزانية مكتب الخرطوم البالغة 130 مليون دولار سوى 40 في المائة من حاجة الأطفال السودانيين الفعلية. وأوضح عبدي أنه زار مناطق النزاعات في ولاية شمال دارفور، وبعض معسكرات النازحين، وأن الزيارة كشفت عما سماه «تقدما جيّدا» في مستوى رفاهية الأطفال، أدى لتراجع وفيات الأطفال دون الخامسة من 83 طفلا إلى 68 من بين كل 1000 طفل، وزيادة معدلات تسجيل الأطفال في المدارس، وتقارب نسب الجنسين في التعليم تقارب، وتطور خدمات مياه الشرب والصرف الصحي.
وأبدى المسؤول الأممي الرفيع قلقه البالغ من زيادة وفيات الأطفال دون الخامسة في ولاية شمال دارفور، وزيادة معدلات سوء التغذية وانخفاض الوزن، مشيرا إلى وجود تفاوت كبير في رفاهية الأطفال في أنحاء البلاد المختلفة خصوصا مناطق النزاعات وشرق البلاد، وفي الوقت ذاته أبدى أسفه للنسب العالية لتسرب الأطفال من المدارس. وأوضح أن زهاء 6 في المائة من أطفال السودان، لا سيما في مناطق النزاعات، يموتون بسبب أمراض يمكن تجنبها، مما يستدعي إحكام التنسيق بين الحكومة واليونيسيف والحركات المسلحة لتوصيل تغطية التطعيم لكل أنحاء البلاد.
وأرجع عبدي أسباب موت الأطفال إلى تفشي مرض الحصبة في بعض المناطق، بالإضافة إلى الملاريا وأمراض الجهاز التنفسي والإسهالات، وسوء التغذية، وقال: «هذه أسباب يمكن تجنبها، وإن موت 68 طفلا من بين كل ألف نسبة عالية رغم التحسن الذي حدث بعد أن كانت 83».
من جهته، قال ممثل وزير الخارجية السوداني، السفير سراج الدين حامد، إن حكومته تولي اهتماما كبيرا بمخرجات زيارة المسؤول الأممي، وتعكس مستوى التعاون بينها واليونيسيف.
الخرطوم والأمم المتحدة تتفقان على نقل الأمصال لمناطق سيطرة التمرد
نائب المدير التنفيذي لليونيسيف: نعاني عجزًا قدره 60 % في السودان
الخرطوم والأمم المتحدة تتفقان على نقل الأمصال لمناطق سيطرة التمرد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة