اجتماع فيينا بدأ.. وهجمات باريس قد توحّد التنسيق الدولي لمكافحة «داعش»

سعيًا لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا

اجتماع فيينا بدأ.. وهجمات باريس قد توحّد التنسيق الدولي لمكافحة «داعش»
TT

اجتماع فيينا بدأ.. وهجمات باريس قد توحّد التنسيق الدولي لمكافحة «داعش»

اجتماع فيينا بدأ.. وهجمات باريس قد توحّد التنسيق الدولي لمكافحة «داعش»

بدأ اجتماع دولي جديد اليوم (السبت)، في العاصمة النمساوية فيينا، بحضور الولايات المتحدة وروسيا، سعيًا لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا، على خلفية اعتداءات غير مسبوقة في باريس وخلافات تتعلق بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويعقد هذا الاجتماع الدولي الثاني في خلال 15 يومًا، وبعد ساعات من هجمات استهدفت باريس وأوقعت ما لا يقل عن 127 قتيلا وتبناها تنظيم داعش في بيان، مؤكّدًا أنّ فرنسا على رأس قائمة أهدافه.
وعلّق نائب وزير الخارجية الصينى لي باو دونغ على العمل الإرهابي في باريس قائلاً: «تشعر الصين بصدمة شديدة بسبب الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة الماضية، وتسبب في خسائر فادحة.. نحن ندين بشدة هذا الهجوم الإرهابي. الصين تقف مع فرنسا».
وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد «ما نحاول القيام به اليوم هنا.. أعتقد أن الرسالة التي تخرج من اجتماعنا اليوم أقوى مما لو كانت قبل أسبوعين. ضرورة وحدة المجتمع الدولي لأن كل الدول هنا والمجتمع الدولي بأسره متساوون في مواجهة خطر الإرهاب والرد الوحيد الممكن والفعال، هو التعامل مع ذلك بالاتحاد وأن نتصدى متّحدين للصراعات التي لدينا في منطقتنا بدءًا من الحرب الرهيبة في سوريا».
ولدى وصوله إلى فيينا صرّح لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي قائلاً «إنّ أحد أهداف اجتماع اليوم في فيينا، هو تحديدًا أن نرى بشكل ملموس كيف يمكننا تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة (داعش)»، بينما اعتبر نظيره الروسي أنّ اعتداءات باريس «تبرر» ضرورة مكافحة تنظيم داعش وجبهة النصرة.
من جهته أفاد جون كيري وزير الخارجية الأميركي أنّ «الأمر الوحيد الذي يمكننا قوله لهؤلاء الأشخاص هو أنّ ما يقومون به يعزز تصميمنا جميعا على مكافحتهم»، معلنًا أنّ الاعتداءات دفعت بالدبلوماسيين المجتمعين في فيينا بشأن الأزمة السورية إلى «بذل مجهود أكبر (...) للمساعدة على حل الأزمات التي نواجهها».
وكانت مصادر مقربة من التحقيقات في هجمات باريس قد ذكرت اليوم، أنّه عُثر على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم الليلة الماضية قرب استاد فرنسا في العاصمة.



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».