المقاومة بالضالع تعتقل مرتزقة أفارقة يقاتلون بصفوف ميليشيا الحوثي في دمت

مصادر مطلعة: عودة الرئيس اليمني وحكومته إلى عدن قبل نهاية العام الحالي

أسيران من دولة الصومال تم ضبطهما أمس ضمن صفوف الميليشيات المسلحة («الشرق الأوسط»)
أسيران من دولة الصومال تم ضبطهما أمس ضمن صفوف الميليشيات المسلحة («الشرق الأوسط»)
TT

المقاومة بالضالع تعتقل مرتزقة أفارقة يقاتلون بصفوف ميليشيا الحوثي في دمت

أسيران من دولة الصومال تم ضبطهما أمس ضمن صفوف الميليشيات المسلحة («الشرق الأوسط»)
أسيران من دولة الصومال تم ضبطهما أمس ضمن صفوف الميليشيات المسلحة («الشرق الأوسط»)

كشفت مصادر محلية مطلعة عن عودة مرتقبة للرئاسة والحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة عدن خلال الأسابيع القادمة، مشيرا إلى أن كتيبة عسكرية من القوات الإماراتية الخاصة كنت قد وصلت إلى عدن أول من أمس الخميس تقوم بحراسة قصر «معاشيق» جنوب شرقي المدينة الذي يتخذه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مقرًا له.
وعلى صعيد تطورات المواجهات في جبهات القتال بالضالع أكدت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» مصرع 3 من عناصر ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع وصالح ومقتل مواطن آخر، في اشتباكات اندلعت بين مواطنين ونقطة أمنية تابعة لميليشيا الحوثيين وصالح في مدينة دمت، فيما أفاد سكان محليون عن قيام الميليشيات باقتحام دار عفراء لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة دمت أول من أمس والعبث بكامل محتوياتها. وفي منطقة مريس جنوب مدينة دمت، استمرت أمس الجمعة المواجهات بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح والمقاومة الشعبية، استطاعت من خلالها المقاومة، صد هجوم للميليشيات حاولت من خلاله التقدم نحو منطقة الزيلة بمريس، وكانت معارك عنيفة قد اندلعت بين الميليشيات والمقاومة أمس أسفرت عن مقتل وجرح عدد من ميليشيا الحوثيين وصالح، وتمكنت المقاومة الشعبية من تدمير طقمين للميليشيات وأسر 7 من عناصر الميليشيا ببينهم «أفارقة».
وقال الصحافي علي الأسمر رئيس تحرير موقع «الضالع نيوز» الإخباري إن المقاومة الشعبية بمنطقة مريس بمحافظة الضالع أسرت 7 من مسلحي ميليشيا الحوثي وصالح أثناء محاولتهم التقدم صوب منطقة الزيلة بمريس على متن طقم عسكري، مشيرا إلى أن من بين الأسرى 2 يحملان الجنسية الصومالية.
ويرى الأسمر في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن عملية استقطاب المرتزقة الأفارقة تمت في معسكرات خاصة في منطقتي الحديدة والبيضاء، بحسب مصادر، حيث تقيم هناك الميليشيات معسكرات لتجنيد الأفارقة وتدريبهم للقتال في صفوف الميليشيات، على حد قوله.
واعتبر الأسمر ذلك دليلا على مدى ما وصلت إليه الميليشيات من إفلاس، وحالة انهيار جراء الضربات التي تلقتها على يد رجال المقاومة وقوات التحالف في عدد من المحافظات اليمنية والتي فقدت فيها الميليشيات عددًا كبيرا من مقاتليها فباتت تعوض النقص بتجنيد الأفارقة لقتال الشعب اليمني، كما يفيد بذلك. من جهة ثانية قال الشيخ محمد عبد القوي الحميقاني القيادي في المقاومة الجنوبية بجبهة الزاهر بالبيضاء بأن جبهة الزاهر هي الجبهة الوحيدة التي تقاتل وتتصدى للميليشيات منذ 7 أشهر رغم شحة الإمكانات والفرق الكبير بين ميليشيا مدججة بمختلف أنواع الأسلحة ومقاومة شعبية من رجال القبائل تقاوم بسلاحها الشخصي إلا أنها لم تسمح للميليشيات باختراق مدينتهم للان.
وأبان الشيخ الحميقاني في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح حشدت خلال الأيام الماضية قوة عسكرية كبيرة من محور الزاهر الجهة الشمالية والغربية باتجاه منطقة الزاهر في محاولة لاقتحامها إلا أن محاولاتها منيت بالفشل أمام صمود واستبسال رجال القبائل من آل الحميقاني حد قوله.
وأوضح محمد عبد القوي الحميقاني بأن المقاومة الشعبية بالزاهر أحبطت هجوم الميليشيات وتمكنت من تدمير مدرعتين ومصفحة بي إم بي واغتنام مدرعة وأسلحة متنوعة وذخائر، مشيرًا إلى أن المقاومة تمكنت من قتل وجرح أكثر من 165 من عناصر الميليشيات وسقط حينها من آل الحميقاني عشرات الشهداء مما أجبر الميليشيات العودة من حيث أتت. وقال الحميقاني لـ«الشرق الأوسط» إن جبهات المعارك مستمرة ومتقطعة في منطقة الزاهر وسط خذلان لها ولرجال القبائل من آل الحميقاني من الشرعية والجميع، مضيفًا أن رجال القبائل والمقاومة صامدون في وجه ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح والبعض منا باع سيارته وممتلكاته لدعم الجبهة والمقاتلين ومستعدون أن نبيع كل ما نملك في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض.
وناشد الشيخ الحميقاني الحكومة الشرعية إلى مناصرة ودعم ومساندة المقاومة الشعبية ورجال قبائل آل الحميقاني في جبهة الزاهر في البيضاء في معركتهم الشرسة مع ميليشيا الحوثيين وصالح للدفاع عن الأرض والدين والعرض، قائلاً بأن جبهة الزاهر ستبقى هي العظم الحديدي في وجه الميليشيات المدعومة من إيران حد قوله.
وأوضحت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» أن التجهيزات وعمليات الترميم تجري على قدم وساق من أجل التجهيز السريع للسكن الرئاسي في إشارة إلى عودة قريبة محتملة للرئيس والحكومة اليمنية إلى عدن قبل نهاية العام الحالي في الوقت الذي تقوم فيه قوة عسكرية من القوات الإماراتية الخاصة لحماية القصر الرئاسي «معاشيق» الكائن بمدينة صيرة «عدن القديمة» ولم تتطرق المصادر إلى معلومات أوضح حول ذلك.
على صعيد آخر شب حريق هائل أمس الجمعة في فيلا سكنية بحي ريمي بمدينة المنصورة وسط عدن، وأوضح شهود عيان وسكان محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن انفجارات سمع دويها إلى أنحاء متفرقة من مدينة المنصورة ومناطق مجاورة أعقبت الحريق الكبير، في حين أرجع آخرون ما حدث إلى احتمال انتقال النيران إلى مستودعات للمشتقات النفطية والذخائر بمبنى ملاصق للفيلا وهو ما أدى إلى الحريق والانفجارات الهائلة التي تسبب بحالة من الهلع والخوف بين أوساط المواطنين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.