مطعم الاسبوع: «لا بيتيت ميزون».. معشوق العرب في لندن

مطعم فرنسي لا يختلف اثنان على روعة أطباقه

مأكولات تعتمد على المكون والنكهة الطازجة  -  مطبخ مفتوح أشبه بخلية نحل
مأكولات تعتمد على المكون والنكهة الطازجة - مطبخ مفتوح أشبه بخلية نحل
TT

مطعم الاسبوع: «لا بيتيت ميزون».. معشوق العرب في لندن

مأكولات تعتمد على المكون والنكهة الطازجة  -  مطبخ مفتوح أشبه بخلية نحل
مأكولات تعتمد على المكون والنكهة الطازجة - مطبخ مفتوح أشبه بخلية نحل

هناك عدة أنواع من المطاعم، منها التي تركز على الديكور، ومنها التي تركز على الأكل، وهناك مطاعم تركز على نوعية الزبائن، وعلى الموقع في أحياء راقية. وقلة من المطاعم التي تركز على العناصر التي ذكرناها كلها، ومن بين هذه المطاعم «لا بيتيت ميزون» بفرعه اللندني، الذي يعشقه العرب لأسباب كثيرة، أولا موقعه في قلب منطقة مايفير، مباشرة خلف فندق كلاريدجز، وهذه المنطقة قريبة من أماكن وجود العرب، والسبب الثاني هو الأكل، فالأطباق التي يقدمها المطعم لا يمكن أن يختلف اثنان على مذاقها الفرنسي والمتوسطي الرائع، كما أن هذا المطعم هو ملتقى المشاهير والأثرياء والسياسيين، وفي الوقت نفسه ملتقى العرب الذين يوجدون في لندن في الفترة نفسها.
«لا بيتيت ميزون» بدأ قصته في الفرع الأساسي له في مدينة نيس الفرنسية ومن بعدها توسعت الشركة، وافتتحت فرعا في لندن وبعدها في دبي وبيروت وميامي وإسطنبول، ولكن هناك شبه إجماع أن الفرع الأفضل خارج فرنسا هو الفرع اللندني.
لنبدأ بالديكور، لا تتوقع زخرفة وبهرجة وألوان وديكورات خارجة عن المعقول، فالمطعم عبارة عن مساحة مفتوحة متوسطة الحجم على شكل مثلث، يتمتع المطعم بجلسات خارجية مدفأة ولكن ما أن تصل إليه تعرف أنك وصلت إلى مطعم فرنسي على طريقة «البيسترو»، باب خارجي تدخل منه لتجد ستارة من المخمل، وطاولات خشبية تغطيها مفارش بيضاء، فالتركيز واضح على البساطة وعلى تجسيد روح المطاعم الفرنسية.
الخدمة أكثر من جيدة، الندُل يعرفون لائحة الطعام عن ظهر قلب ويقدمون النصيحة للزبائن.
أما بالنسبة للطعام فحدث ولا حرج، فالطعام فرنسي ولكن مع نفحة متوسطية يستعير من المطبخ الإيطالي النيوكي وجبن البوراتا، ومن المطعم الياباني الأسماك النيئة مثل كارباتشيو التونة، مع استخدام مفرط لليمون في شتى الأطباق، لدرجة أن قطعة من الليمون وقطعتين من الطماطم تزين وسط الطاولة ويمكن استعمالها.
ينصح الندل في «لا بيتيت ميزون» باختيار 4 إلى 5 أطباق أولية لشخصين، والجميل هو أن الأطباق مناسبة للمشاركة على طريقة التاباس، لأن حجمها صغير، وهناك أطباق تستغرق نحو الساعة لتحضيرها في وقتها على طريقة A la minute منها طبق الدجاج مع كبدة الإوز، فأنصح دائما بطلب مثل هذه الأطباق عند الوصول إلى المطعم مباشرة أو عند إجراء الحجز المسبق، لأنك لن تستطيع الحصول على طاولة شاغرة إلا عن طريق الحجز قبل يومين على الأقل.
من الأطباق المميزة في «لا بيتيت ميزون» سلطة نيسواز Salade Nicoise وجبن البوراتا مع الطماطم Burrata Et Tomates وكارباتشيو التونة Carpaccio De Thon والجمبري الساخن مع زيت الزيتون Crevettes Tiedes a L’huile D’olive، وCalamars Frits.
ومن الأطباق الرئيسية اللذيذة أيضا طبق الريزيتو Risotto De Courge Et Cepes، ولمحبي الأسماك توجد عدة أنواع من الأسماك بطرق طهي مختلفة من السمك السي بريم Dorade Au Citron.
ولا بد أن تترك مجالا في معدتك لتناول طبق الحلوى من اللائحة التي تضم 7 أصناف، وستحتار كيف تختار من بينها، ولكن يبقى طبق الكريم البروليه هو سيد لائحة الحلوى Crème Brulee A la Vanille، ويعتبر من ألذ ما يمكن أن تتناوله في المطعم، إضافة إلى أطباق أخرى مثلMousse Au Chocolat وProfiteroles.
كما ذكرنا الحجز المسبق ضروري على أن تترك الطاولة بعد ساعتين. www.lpmlondon.com



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».