في وقت أشارت فيه التقارير إلى انطلاق الخطوات العملية لمهام «لقاءات فيينا» المزمع عقدها يوم غد السبت من خلال ما وصفت بـ«لجان التفاوض»، لا تزال مهمة «وضع قائمة التنظيمات الإرهابية» تواجه عوائق عدّة، كما سجّل وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ«القضية الثانوية»، وادعى «بالنسبة لنا، في سوريا الأولوية هي مكافحة الإرهاب».
مصدر دبلوماسي غربي كان قد أفاد وكالة الصحافة الفرنسية عن أن المقرر هو تقديم كل بلد مشارك في لقاءات فيينا لائحة أسماء، يصار بعدها إلى خفضها لعشرين أو 25 اسما سيتوزّع أصحابها على لجنتين: الأولى للإصلاح السياسي والثانية للأمن، على أن تعمل اللجنتان بإشراف موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مضيفًا: «لكن لن يتم الانتهاء من الموضوع السبت. سيستغرق الأمر وقتًا».
وفي هذا الإطار، رفض عضو «الائتلاف الوطني السوري»، ميشيل كيلو أن تتولّى جهات أو دول أجنبية وضع أسماء المعارضين السوريين، موضحا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «تحديد الأسماء وممثلي المعارضة يجب أن يتم من قبل الائتلاف المعترف به دوليًا، مع تأكيدنا أنّنا سنعمل على تشكيل وفد وطني يمثل كل السوريين، وعندها قد نشارك في اللجان التي يتكلمون عنها إذا انطلقت من مقررات جنيف التي لا نزال نتمسك بها ولا نرى أي حل للأزمة السورية من دونها». وأكّد كيلو أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي قدّمت لغاية الآن أسماء المعارضين، عدد كبير منهم على تواصل معها وكانوا قد حضروا اجتماعات موسكو، بينما العدد الآخر، وهو منهم، لا علاقة لهم مع الروس.
من جهته، قال عضو «الائتلاف» سمير نشار لوكالة الصحافة الفرنسية إن «كل الدول تبعث مندوبيها باسم المعارضة السورية للتوصّل إلى اتفاق إقليمي ودولي.. ومن المؤسف أن هذه التصنيفات لا تمثل مصلحة السوريين ولن تجد طريقها إلى حل واقعي للأزمة السورية». ويرى فاروق طيفور ممثل «الإخوان» في «الائتلاف» أن «الائتلاف يشكل المرجع الصالح لتحديد وفد المعارضة». وكانت التقارير قد أشارت إلى أن روسيا بالفعل قدمت لائحة بأسماء 38 شخصا بينهم رؤساء «الائتلاف» السابقين والحالي، خالد خوجا وأحمد الجربا وهادي البحرة وأحمد معاذ الخطيب، إضافة إلى ممثلين عن معارضة الداخل بينهم أعضاء في «هيئة التنسيق الوطنية». وبين الأسماء المقترحة أيضا ممثلون عن معارضة الداخل المقبولة من النظام السوري وممثلان عن القوى الإسلامية هما فاروق طيفور (الإخوان) وعضو مجلس الشعب السابق محمد حبش. كما تضم اللائحة معارضين تقليديين في سوريا على غرار ميشيل كيلو وعارف دليلة.
هذا، وسيجري التخلي عن «فرق العمل» الأربعة التي اقترحها دي ميستورا لصالح هاتين اللجنتين، وفق المصدر الدبلوماسي الغربي، الذي لفت إلى أنّ «فرق العمل الأربعة ستكلف طرح الأفكار من دون القدرة على اتخاذ القرار، في حين أن المفاوضات الحقيقية ستجري ضمن هاتين اللجنتين».
وكان دي ميستورا قد اقترح في 29 يوليو (تموز) خطة للسلام تتضمن تأليف أربعة «فرق عمل» بين السوريين لبحث المسائل الأكثر تعقيدا، والمتمثلة بـ«السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الأعمار».
في المقابل، يبدو أنّ «مهمة تصنيف التنظيمات الإرهابية» التي تؤكد كل من روسيا وإيران على أولوية البحث بهما تواجه مشاكل عدّة، في ظل اعتبار إيران والنظام السوري كل من هو معارض إرهابيا، وإن أبدت موسكو أخيرًا استعدادها للحوار مع «الجيش الحر» بعدما كانت قد اعتبرته ضمن المجموعات الإرهابية. أما «الائتلاف» فقد طالب بإدراج «حزب الله» والميليشيات الإيرانية ضمن قوائم الإرهاب، كذلك تؤكد تركيا على ضرورة وضع ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية ضمن اللائحة وهو ما ترفضه موسكو وواشنطن اللتان تقومان بالتنسيق عسكريا معها.
وفي هذا الإطار، قال المستشار القانوني في «الجيش السوري الحر»، أسامة أبو زيد، أنّ «الحر» رفض البحث بهذا الموضوع «على اعتبار أن هذا الأمر يجب أن ينطلق من الطرف الآخر الذي يقاتل إلى جانبه ميليشيات شيعية متعددة الجنسيات بعضها موضوعة على لائحة الإرهاب العالمية، في وقت تصرّ فيه روسيا على وضع «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» ضمن القائمة».
وبينما اعتبر أبو زيد «أنّ الروس والأميركيين التقوا في إنشاء ما اتفقوا على تسميته (قوات سوريا الديمقراطية)، التي تتألف بشكل أساسي من الأكراد، لا تزال موسكو تحاول التواصل مع بعض فصائل مع الجيش الحرّ ومع شخصيات سبق لها أن انشقت عن النظام ولم تنضم إلى المعارضة في محاولة منها لإيجاد ما».
على صعيد آخر، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس أن الأولوية في سوريا هي مكافحة الإرهاب وقال روحاني في تصريحات لصحيفة «كورييري ديللا سيرا» الإيطالية إن «هناك فرصة جديدة، ونحن نؤمن بأن لا حل عسكريًا للأزمة السورية، بل سياسي». وتابع أما «القضايا الأخرى فهي ثانوية، وأيا كان قرار الحكومة ومستقبل سوريا، فالأمر متروك للشعب السوري، وينبغي للبلدان والقوى الأخرى ألا تتدخل، في هذا الشأن، بل أن تمهد الطريق لإجراء انتخابات حرة في البلاد، وسنحترم أي شخص يتم انتخابه» في سوريا.
«الائتلاف» يرفض أن تحدد جهات أجنبية ممثليه إلى «لجان فيينا»
كيلو: سنشكل وفدا يمثل كل السوريين إذا انطلقت المباحثات من مقررات جنيف.. وروحاني: مصير الأسد قضية ثانوية
«الائتلاف» يرفض أن تحدد جهات أجنبية ممثليه إلى «لجان فيينا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة