ميليشيات المتمردين تنقل شحنات أسلحة وصواريخ من صنعاء في اتجاه تعز

نساء المدينة يطالبن بمحاسبة الرئيس السابق والحوثيين على «جرائم» القتل اليومية

يمني يحمل غالونات بلاستيكية لملئها من بئر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
يمني يحمل غالونات بلاستيكية لملئها من بئر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

ميليشيات المتمردين تنقل شحنات أسلحة وصواريخ من صنعاء في اتجاه تعز

يمني يحمل غالونات بلاستيكية لملئها من بئر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
يمني يحمل غالونات بلاستيكية لملئها من بئر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)

أكد القيادي في المقاومة الشعبية في محافظة تعز أيمن المخلافي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح تعمل على نقل صواريخ بواسطة ناقلات من معسكر الدفاع الجوي بالحوبان، وهي الصواريخ التي وصلت من العاصمة صنعاء، وأخرى خرجت باتجاه شارع الستين.. كما تم إفراغ مخازن أسلحة اللواء 22 حرس جمهوري على متن شاحنات كبيرة، وتم توزيعها على عناصر الميليشيات تحت الأشجار في المعسكر ومحيطه».
وقال المخلافي إنه «لا تزال المواجهات مستمرة بين أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، من جهة أخرى، في مناطق الأقروض وصبر والمسراخ، بعد محاولة الالتفاف على مواقع المقاومة»، مشيرا إلى أن «هناك تعزيزات كبيرة للحوثيين تصل للمنطقة في محاولة منها لقطع طرق الإمداد إلى المدينة، بالإضافة إلى تواصل الاشتباكات في محيط القوات الخاصة في محاولة لتقدم الميليشيات واقتحام حي الزهراء القريبة من المعسكر».
وقال إن المقاومة والجيش الوطني يخوضان مواجهات عنيفة مع الميليشيات الانقلابية في مختلف جبهات القتال بما فيها محيط منطقة ذباب في المخا، القريبة من منطقة باب المندب، وذلك بعد محاولة ميليشيات الحوثي وصالح التسلل إليها واستعادة المواقع التي تمت السيطرة عليها من قبل المقاومة والجيش. وقد تم تحقيق تقدم في عدد من المواقع بمساعدة طيران التحالف العربي الذي يستهدف تحركات وتجمعات ومواقع الميليشيات الانقلابية.
من جهة ثانية، اجتمعت اللجنة الأمنية المنبثقة عن المجلس العسكري بعقال الأحياء السكنية في مدينة تعز، وناقشوا خلال الاجتماع آلية تنفيذ خطة أمنية تم وضعها، وكيفية التعاون مع رجال الأمن لضبط أي اختلالات أمنية في المدينة، حيث سيتم انتشار أفراد الأمن في المدينة.
في غضون ذلك، سقط العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بين قتيل وجريح في اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وكذا جراء غارات طيران التحالف، في وسط المدينة ومحيطها ومدينة المخا الساحلية، في حين استمرت المواجهات في منطقة الأقروض التي شهدت معارك عنيفة فيها وسط تقدم ميليشيات الحوثي وصالح بسبب خيانات من شخصيات بالمنطقة موالية للمخلوع علي عبد الله صالح، بحسب قول شهود محليين.
وقال مصدر في المقاومة إن طيران التحالف شن سلسلة غارات على مواقع وتجمع الميليشيات في منطقة المسراخ في جبل صبر، إضافة إلى مشاركة طائرات «الأباتشي» في القصف، بعد أن حلقت على علو منخفض في المسراخ التي قصفت فيها الميليشيات مستشفى المنطقة بقذائف الهاون وبمضادات الطيران. وأضاف: «قتل أكثر من 20 شخصا من الميليشيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 30 آخرين، على يد المقاومة والجيش، وكذا في غارات طيران التحالف، في الوقت الذي تمكنت فيه المقاومة في منطقة الضباب، الجبهة الغربية، من إحراق طقم عسكري للميليشيات في الربيعي». وقال شهود عيان في منطقة الحوبان، بشرق المدينة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن جثامين نحو 15 مسلحا حوثيا ما زالت مرمية بجوار أحد المستشفيات في الجهة الشرقية لمدينة تعز، وذلك بعد أن صدت المقاومة هجوما للميليشيات.
من جهة أخرى، نفذ عدد من نساء تعز وقفة رمزية بساحة الحرية إحياء للذكرى الرابعة لمجزرة مصلى النساء والتي ارتكبتها القوات التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، والتي قتل على أثرها عدد من النساء المشاركات في الانتفاضة الشعبية ضد المخلوع صالح.
وقال بيان صادر عن الوقفة: «إن تاريخ 11/11 أصبح ذاكرة للمجد والصمود ومنعطفا تاريخيا لنضال نساء تعز في سبيل الحرية والكرامة، وإن شهيدات ثورة 11 نوفمبر 2011 لم يعدن لوحدهن مدونات في سجل ضحايا القتل الممنهج ضد النساء، بل تشاركهن حتى الآن 184 (شهيدة) جديدة قتلن على يد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وإنه من أجل كل هذا جاءت هذه الذكرى السنوية بثوب أكثر قتامة وبدماء أنثوية جديدة منذ غزو العدوان (الحوثعفاشي) للحالمة تعز منذ 24 مارس (آذار) 2015 وحتى اللحظة».
ودعا البيان «المجتمع الدولي إلى النظر لمعاناة النساء بمدينة تعز اليمنية، لا سيما الجهات العاملة بمجال حقوق الإنسان عامة والنساء خاصة، ولجنة السيدات، والمقرر الخاص بالعنف ضد المرأة، وإيقاف القتل اليومي بحقهن، ومحاسبة صالح وقواته والحوثيين الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق نساء تعز». وبينما تشهد مدينة تعز كارثة إنسانية حقيقية وبالغة السوء جراء استمرار قصف الميليشيات الانقلابية من أماكن تمركزها بمختلف أنواع الأسلحة الأحياء السكنية بتعز مخلفة وراءها يوميا عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى استمرارها الحصار المطبق على الأهالي، وثق ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز مقتل 1.624 من المواطنين، وإصابة نحو 15.952 آخرين منذ بداية الأحداث في 18 مارس وحتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 2015، في حين وصل عدد المنازل والممتلكات الخاصة التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي إلى 3276 منزلا.
وأشار ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز في تقريره المفصل الذي أعده عن الوضع الإنساني بالمحافظة خلال الفترة من منتصف شهر مارس الماضي وحتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، إلى أن «نسبة النازحين من مناطق المواجهات بلغت 70 في المائة، فيما وصلت نسبة المنشآت والشركات الصناعية التي أغلقت إلى 90 في المائة، الأمر الذي رفع نسبة البطالة إلى 95 في المائة، وبلغت نسبة انعدام خدمتي الكهرباء والماء نحو 100 في المائة، بالإضافة إلى الانعدام التام للمشتقات النفطية في المدينة، كما وصلت نسبة المستشفيات والمراكز الصحية التي تعرضت للإغلاق إلى 95 في المائة، جراء انعدام خدمات الماء والكهرباء والمشتقات النفطية، وتعرضها للقصف المباشر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».