إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين في القدس وأبو ديس.. وتعتقل آخرين

توقيف أكثر من 40 فلسطينيا في الضفة الغربية و4 أطفال بتهمة رشق الحجارة

إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين في القدس وأبو ديس.. وتعتقل آخرين
TT

إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين في القدس وأبو ديس.. وتعتقل آخرين

إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين في القدس وأبو ديس.. وتعتقل آخرين

عادت مدينة القدس إلى واجهة الأحداث، أمس، حين قتلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيا وأصابت اثنين آخرين، بعد اتهامهما بمحاولة تنفيذ عمليات طعن، أدت إلى إصابة رجل أمن إسرائيلي في مستوطنة بيسغات زئيف، على طريق القطار الخفيف في المدينة.
في البداية، أصاب حراس أمن إسرائيليون، يقومون بحماية «القطار الخفيف»، معاوية علقم (13 عاما) بجروح خطيرة، بزعم أنه نجح مع ابن عمه علي علقم (12 عاما)، وكلاهما من مخيم شعفاط شمال القدس، في طعن أحد الحراس وإصابته بجروح بين المتوسطة والخطيرة. وقد جرى اعتقال علي الذي أصيب بجروح طفيفة.
ولم تمر سوى دقائق معدودة، حتى أطلق جندي من حرس الحدود الإسرائيلي، أكثر من 9 طلقات على الشاب المقدسي محمد نمر، البالغ من العمر 37 عاما، من بلدة العيسوية شرقي القدس، بزعم أنه حاول طعن جندي في منطقة باب العامود في القدس الشرقية، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة توفي على أثرها لاحقا. وقد اقتحمت قوة إسرائيلية كبيرة منزل الشاب نمر، في حي أبو ريالة بالعيساوية، وقامت بعملية تفتيش واسعة، وسط اعتداء الجنود على أهل الشاب، قبل أن تقوم باعتقال عدد منهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، إن فلسطينيين اثنين عمرهما 12 و13 عاما، طعنا حارس أمن في «ترام» بمنطقة بيسغات زئيف، وهي مستوطنة يهودية تقع شمال القدس. ورد الحارس بإطلاق النار عليهما. وقال راديو إسرائيل، إن الركاب ساعدوا في التغلب على الاثنين.
وقالت السمري إنه بعد بضع دقائق أطلق حارسا أمن النار على فلسطيني عمره 37 عاما، كان يمسك سكينا ويركض نحوهما. وقال المستشفى الذي نقل إليه، إنه توفي في وقت لاحق، متأثرا بجروحه. وأضافت السمري أن أحد المارة الفلسطينيين أصيب في إطلاق الرصاص. وبعد ساعات من الهدوء، قتل مجموعة من الجنود الإسرائيليين المتمركزين على حاجز «الكونتينر» بين بيت لحم وأبو ديس القريبة من القدس، «طارق غربية» (17 عاما)، من بلدة صانور جنوب جنين، بادعاء أنه كان يحمل سكينا وحاول تنفيذ عملية طعن.
والحاجز المذكور أشبه بمعبر يحرسه كثير من الجنود، الذين يتحكمون في خط سير الفلسطينيين من جنوب الضفة الغربية وإليه.
وبهذا يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قضوا منذ بداية الأحداث، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى «82 شهيدًا؛ من بينهم 17 طفلاً، و4 سيدات»، بحسب بيان لوزارة الصحة؛ 63 منهم في الضفة الغربية، و18 في قطاع غزة، وشاب واحد من النقب.
عمليات القدس جاءت بعد أسابيع من الهدوء، الذي أعقب تحويل إسرائيل المدينة إلى ثكنة عسكرية.
ويعتقد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن التصعيد المفاجئ، جاء رد فعل من الفلسطينيين على الفيديو المسرب للطفل أحمد المناصرة، خلال التحقيق الذي أجراه معه ضباط إسرائيليون، ويظهر فيه مناصرة خاضعا لضغط شديد ويتلقى كثيرا من الإهانات والصراخ والتهديد والشتم.
إضافة إلى ذلك، زعم ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أنه جرى إحباط 3 عمليات طعن أخرى، إحداها قرب مدينة قلقيلية، والأخرى على مدخل بلدة العيساوية، وثالثة قرب بلدة الرام، وأن قواته تمكنت من العثور على عبوات ناسفة محلية الصنع وبنادق مصنعة محليا وذخيرة، في منازل فلسطينيين قرب مبنى المحكمة المركزية بالقدس، واعتقال شخصين على علاقة بالحادث.
وواصلت إسرائيل حملة اعتقالاتها، واعتقلت أكثر من 40 فلسطينيا في الضفة الغربية، و4 أطفال في مدينة القدس، بتهمة رشق الحجارة قرب بلدة الرام التي شهدت مواجهات محدودة.
وكانت الضفة الغربية شهدت مواجهات محدودة مع جنود الاحتلال قرب حاجز بيت إيل المجاور لمحافظة البيرة، أدت إلى إصابة عدد من الشبان بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز. فيما نصب مجموعة من جنود الاحتلال كمينا لطفلين كانا يشاركان في المواجهات قرب الحاجز، واعتقلوهما، فيما أصيب حارس أمن إسرائيلي في مستوطنة بسغوت القريبة من رام الله بجروح متوسطة، جراء إلقاء الحجارة عليه بكثافة. كما شهد مخيم عايدة شمال بيت لحم، مواجهات محدودة كما جرت العادة في الأيام الأخيرة. واندلعت مواجهات عنيفة في منطقة باب الزاوية في الخليل، أصيب خلالها العشرات من الشبان بالرصاص المطاطي والاختناق، جراء إلقاء الاحتلال قنابل الغاز تجاه شبان كانوا يشاركون في مسيرة جماهيرية حاشدة دعت إليها الفصائل الفلسطينية وذوو الشهداء، للمطالبة باسترداد جثامين «الشهداء» المحتجزين لدى الاحتلال الإسرائيلي ويبلغ عددهم نحو 14.
وحاصرت سيارات جيب عسكرية إسرائيلية مدرستين للفتيات في مخيم العروب شمال الخليل، وسط إلقاء قنابل الغاز، مما أدى إلى إصابة عشرات الطالبات وشابين بالرصاص المطاطي. كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، تعرض القطار الخفيف الذي يمر قرب بلدة شعفاط شمال القدس، للرشق بالحجارة من قبل الشبان الفلسطينيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».