الاختيار الخطأ.. «غول» يلاحق الرائد

النادي تعاقد مع 6 مدربين و30 لاعبًا.. والنتائج «سيئة»

فريق الرائد لا يزال يقدم مستويات سيئة في الدوري السعودي ({الشرق الأوسط})
فريق الرائد لا يزال يقدم مستويات سيئة في الدوري السعودي ({الشرق الأوسط})
TT

الاختيار الخطأ.. «غول» يلاحق الرائد

فريق الرائد لا يزال يقدم مستويات سيئة في الدوري السعودي ({الشرق الأوسط})
فريق الرائد لا يزال يقدم مستويات سيئة في الدوري السعودي ({الشرق الأوسط})

رغم أن الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم لا يزال في أسبوعه السادس فإن القلق يبدو حاضرا بالنسبة إلى مسؤولي نادي الرائد جراء النتائج السيئة التي لا يزال يحققها الفريق الكروي الأول في الدوري، وهو ما جعلته موجودا في المرتبة ما قبل الأخيرة حيث يتذيل اللائحة فريق نجران.
الرائد سجل الخسارة الرابعة في مسيرته بالدوري أمام فريق الخليج، حيث جمع حتى الآن نقطتين، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مشكلات كثيرة يعاني منها هذا الفريق على الصعيد الفني والإداري والمعنوي.
عشاق النادي يتابعون فريقهم الكروي الأول حاليا بحسرة، ويتساءلون ماذا ينقصه كي يكون مثل جاره «فريق التعاون» الذي يحتل المرتبة الخامسة في لائحة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين برصيد 11 نقطة.
وكانت جماهير الرائد تترقب ظهور فريقها الجديد بحلة مختلفة، مع إطلالة الموسم الحالي، لا سيما بعد التعاقد مع 14 لاعبا محليا وثلاثة لاعبين أجانب وطاقم تدريبي جديد، بالإضافة إلى توديعه الأزمة المالية التي لازمته موسمين متتاليين، إلا أنها لم تتوقع حال فريقها أن يظهر بهذه الصورة، إذ لم يتقدم خطوة واحدة للأمام حيث ظهر خلال الجولات الست السابقة بمظهر ضعيف ونتائج خيبت آمال الجماهير والمتابعين للدوري وتذوق أربع هزائم من الشباب والاتحاد والهلال والخليج، بالإضافة إلى تعادلين أمام الفتح والقادسية.
وصبت الجماهير جام غضبها على الإدارة بعدما كانت تختلق الأعذار للإدارة في الموسمين الماضيين وتقبلها من العاملين بالنادي بسبب الديون التي عانى منها الفريق، ولكن بعد زوال الأزمة المالية وانتعاش الخزينة الرائدية وعودة الدخل من النقل التلفزيوني ورابطة دوري المحترفين وغيرها، إذ حملت الإدارة مسؤولية الإخفاق المستمر والنتائج المخيبة للآمال ولم تعد تتحمل مزيدًا من الأعذار.
السهم الأول صوبته الجماهير تجاه المدرب الجزائري السابق عبد القادر عمراني الذي أقيل وتم تحميله كامل مسؤولية النتائج السلبية، باعتباره فشل في إعداد الفريق من خلال المعسكر الإعدادي قبل انطلاقة الموسم الحالي الذي أقرته الإدارة واحتضنته تركيا لمدة 16يوما، وقررت إدارة النادي إقالته بعد نهاية الجولة الثانية، لتعلن التعاقد مع المدرب اليوناني ليمونيس، بعدها حصد الفريق نقطتين من أربع مباريات، إلا أن الفريق لم يتطور وقدم الأداء الباهت ذاته وسط معدل لياقي ضعيف وإصابات متكررة أعادت الخوف والقلق من جديد على مستقبل الفريق بعد أن تفاءلت الجماهير بتغيير الجهاز الفني.
ومنذ تولي عبد اللطيف الخضير رئاسة النادي قبل موسمين إلا أنه تعاقد مع أكثر من 30 لاعبا ما بين محلي وأجنبي، وهذا الموسم بالتحديد انتدب لفريقه 14 لاعبا محليا وثلاثة محترفين أجانب.
وفي الموسم الماضي تعاقب على تدريب فريق الرائد 4 مدربين، حين بدأ موسمه مع المقدوني كوستوف، وقاد ثلاثة لقاءات رسمية فقط فأقيل مباشرة بسبب سلبيات النتائج، ثم أوكل الأمر إلى التونسي عماد السلمي مؤقتًا، ليتسلم بعدها البلجيكي مارك بريس زمام الأمور الفنية، إلا أنه أقيل قبل ختام الدوري في خمس مباريات وتم الاستعانة بالخبير بالدوري السعودي التونسي عمار السويح. وهذا الموسم افتتح الجزائري عبد القادر عمراني تدريب الجهاز الفني ليأتي خلفًا له اليوناني تاكسيس لموينس في منصبه.
هذه الأرقام كبيرة جدًا في عالم كرة القدم، وهي مؤشر حقيقي لعدم الاستقرار والفشل الذي يعيشه الفريق الرائدي وأخطاء إدارته المتكررة وعدم استفادتها من تجربتها في الموسم الماضي أو الاستفادة من أصحاب الخبرة من أجل اختصار المسافة، كما أنه بالتأكيد أن هذه التعاقدات كلفت الخزينة مبالغ طائلة، خصوصا التعاقدات الأخيرة وبالتحديد العناصر الأجنبية.
من ناحيته، قال المدرب اليوناني لموينس إن فريقه خسر أمام الخليج بسبب سوء الحظ وعدم ترجمة مهاجميه الفرص التي سنحت لهم، مشيرًا إلى أن الرائد كان الأفضل طوال 70 دقيقة، وأكد أنه عندما يكتمل صفوف فريقه ويعود المصابون للقائمة الأساسية سيعود الرائد للانتصارات والنهوض من المراكز المتأخرة.
أما نائب الرئيس المهندس منصور الرسيني فأرجع ظروف الرائد الحالية والمخيبة للآمال والطموح لعدة أسباب، أهمها الإعداد الذي اعتبره لم يكن بالشكل المألوف والمطلوب والذي كان بتخطيط من قبل الجهاز الفني الجزائري المقال، الذي أنتح كثرة الإصابات لعدد من عناصر الفريق، السبب الثاني الذي اعتبره الرسيني أمرا في غاية الصعوبة هو افتتاح الدوري بمباريات كانت أمام فرق كبيرة فلعب أمام الشباب ثم الاتحاد فالهلال، و«تعرضنا من خلالها لنتائج سلبية، وهذه أثرت علينا حاليًا، وأيضًا لم نستفد الاستفادة الكاملة من العنصر الأجنبي مثل بقية الأندية، بسبب الإصابات التي تعرضوا لها خلال فترة الإعداد، كالتونسي أسامة الدراجي وكميل زياتي».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».