صحراويون يتظاهرون أمام مقر «مينورسو» بالعيون دعما للحكم الذاتي

وقفتهم الاحتجاجية تزامنت مع مرور العاهل المغربي بجانبها وهو يقود سيارته

صحراويون يتظاهرون أمام مقر «مينورسو» بالعيون دعما للحكم الذاتي
TT

صحراويون يتظاهرون أمام مقر «مينورسو» بالعيون دعما للحكم الذاتي

صحراويون يتظاهرون أمام مقر «مينورسو» بالعيون دعما للحكم الذاتي

طالب الآلاف من سكان العيون الليلة قبل الماضية بعثة الامم المتحدة في الصحراء ( مينورسو) بالرحيل، وحددوا سقف ما يمكن ان يصل اليه الحل بشأن نزاع الصحراء الذي دام أربعة عقود، مشيرين الى انه لا بديل لغير حل الحكم الذاتي الموسع الذي عرضه المغرب عام 2006.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظموها امام مقر البعثة الأممية في العيون حيث وجهوا رسالة للمنتظم الدولي مفادها ان الجهوية الموسعة التي اقترحها المغرب هي الحل الوحيد الممكن للنزاع الذي طال أمده .هذا في وقت تتحدث فيه تسريبات عن مخطط جديد تريد ان تطرحه الامم المتحدة ومبعوثها في نزاع الصحراء كريستوفر روس يقوم على اساس حل كونفدرالي لنزاع الصحراء .
وتزامن تنظيم هذه الوقفة مع مرور الملك محمد السادس بجانبها وهو يقود سيارته. واعتاد العاهل المغربي التجول بسيارته وحيدا او مرافقا في شوارع المدن التي يزورها من دون مرافقة موكب رسمي.
واحتشد شيوخ ورجال ونساء امام مقر "مينورسو" عقب خروجهم من حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد لأقاليم الصحراء.
وقال حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون - الساقية الحمراء ان هذه الوقفة الاحتجاجية التي شاركت فيها مختلف فعاليات الجهة بمناسبة الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء، هي رسالة قوية للمنتظم الدولي للتأكيد على مغربية الصحراء ، والتمسك بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء.
وأبرز ولد الرشيد في تصريحات صحافية أن الخطاب الملكي الأخير ، هو خطاب قوي يحمل الأمل والعزة والكرامة لأبناء الأقاليم الصحراوية من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه المنطقة، واستكمال مسيرة البناء والنماء بالأقاليم الجنوبية الصحراوية.
بدوره ، قال عبد الله الصالحي، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، في تصريح مماثل "نظمنا هذه الوقفة أمام مقر بعثة (مينورسو) لنبرهن للعالم أجمع أننا متمسكون بمغربية الصحراء وبالوحدة الترابية للمملكة من طنجة إلى الكويرة".
وذكر الصالحي "إننا نجدد من خلال هذه الوقفة تمسكنا بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء"، مبرزا أن الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية سيمكن السكان من تدبير شؤونهم بأنفسهم ووضع حد لمعاناة المحتجزين بمخيمات تندوف الموجودة فوق التراب الجزائري،الذين تعتبرهم الجزائر لاجئين.
وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية من الأمم المتحدة التدخل العاجل لفك الحصار عن سكان مخيمات تندوف، ووضع حد لمعاناتهم وتمكينهم من العودة إلى وطنهم وذويهم بالأقاليم الصحراوية حتى ينعموا بالعيش الكريم من خدمات اجتماعية وصحية وتربوية، مشددين على أنه لم يعد مقبولا استغلال النساء وحرمانهن من الحق في التعليم والتربية ومن الخدمات الاجتماعية والصحية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».