توفي في ألمانيا، أمس، السياسي اليمني المخضرم، الدكتور عبد الكريم الإرياني، مستشار الرئيس اليمني، عن 82 عامًا، تقريبا، وذلك بعد صراع لسنوات مع مرض عضال.
ويمثل رحيل الإرياني خسارة كبيرة للسياسة اليمنية، فقد كان بمثابة عميد للسياسة والسياسيين في اليمن، فقد عاصر حقبا سياسية متعددة وكان مهندسا وعرابا، بامتياز، لتثبيت حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وبناء علاقاته السياسية الداخلية والدبلوماسية الخارجية، في وقت كان المخلوع عبارة عن ضابط لا يجيد القراءة والكتابة ودفعت به ظروف اليمن الصعبة، حينها، إلى سدة الحكم.
عمل الإرياني معه رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية لسنوات طويلة، وحتى عندما كان خارج المؤسسة الرسمية تفرغ بضع سنوات لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان أحد أبرز مهندسي تأسيسه، مطلع ثمانيات القرن الماضي.
الإرياني وقبل رحيله، سجل مواقف سياسية مشرفة، تضاف إلى مسيرته السياسية والدبلوماسية الضافية، فعندما احتل الحوثيون العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، فضل الإرياني ألا يكون جزءا مما يمكن وصفه بـ«الطبخة» الجديدة التي أريد لليمن أن يكون عليها، وفضل الانزواء وأعلن اعتزاله العمل السياسي، بصورة كاملة، غير أنه وعندما أتيحت له الفرصة وظهرت مواقف دول الجوار الخليجي الداعمة للشرعية في اليمن، كان الإرياني أول المؤيدين للشرعية وأول من أعطى «بطاقة حمراء» لصديقة صالح، وانضم إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي في مسيرة عودة الشرعية، حيث أعيد تعيينه مستشارا للرئيس، وحضر مع هادي مؤتمر القمة العربية الأخير في منتجع شرم الشيخ، رغم أن الإرياني يعد، بالنسبة لكثيرين، خازن أسرار الدولة اليمنية للعقود الخمسة الماضية، على أقل تقدير.
ولد عبد الكريم بن علي الإرياني، عام في 20 فبراير (شباط) عام 1935، في منطقة إريان بمحافظة إب، بوسط اليمن، لأسرة امتهنت القضاء على مدى عقود طويلة، ومن أبرز الساسة في أسرته، عمه القاضي عبد الرحمن الإرياني، الذي كان الرئيس الثاني لما كان يعرف بـ«الجمهورية العربية اليمنية» والذي أقصي بانقلاب أبيض عام 1974، بعد نحو سبع سنوات في الحكم، ودرس عبد الكريم الإرياني الثانوية العامة في مصر وتخرج عام 1958، ثم التحق لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الولايات المتحدة.
رحيل الإرياني..صندوق أسرار اليمن
عارض انقلاب الحوثيين على الشرعية
رحيل الإرياني..صندوق أسرار اليمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة