مباراة الدنمارك فرصة أخيرة للاعبين الإنجليز للحاق بتشكيلة المونديال

ألمانيا تختبر مجموعة من الوجوه الجديدة أمام تشيلي غدا استعدادا لكأس العالم

ستيرلنغ أحد الوجوه الشابة يستعرض بالكرة في تدريبات منتخب إنجلترا أمس قبل مباراة الدنمارك (رويترز)
ستيرلنغ أحد الوجوه الشابة يستعرض بالكرة في تدريبات منتخب إنجلترا أمس قبل مباراة الدنمارك (رويترز)
TT

مباراة الدنمارك فرصة أخيرة للاعبين الإنجليز للحاق بتشكيلة المونديال

ستيرلنغ أحد الوجوه الشابة يستعرض بالكرة في تدريبات منتخب إنجلترا أمس قبل مباراة الدنمارك (رويترز)
ستيرلنغ أحد الوجوه الشابة يستعرض بالكرة في تدريبات منتخب إنجلترا أمس قبل مباراة الدنمارك (رويترز)

ربما تكون مباراة منتخبي إنجلترا والدنمارك الودية المقررة غدا مجرد مواجهة ربيعية دون معنى بالنسبة لكثيرين، ولكنها من ناحية أخرى تعد تجربة الأداء الأخيرة بالنسبة للاعبين الذين يرغبون في شق طريقهم للفريق الإنجليزي المشارك في نهائيات كأس العالم بالبرازيل هذا الصيف تحت قيادة المدرب روي هودجسون.
وتأتي أهمية اللقاء لأن المنتخب الإنجليزي لن يخوض بعدها أي مباريات أخرى قبل اختيار هودجسون القائمة الأولية لمونديال البرازيل التي ستضم 30 لاعبا، لذا، ففي الوقت الذي أكد فيه المدرب أن الباب ما زال مفتوحا أمام الجميع، فمن المرجح أن يساعد الأداء الجيد أمام الدنمارك على الوصول فعلا إلى هذه القائمة الأولية.
وفي حالة هزيمة إنجلترا، فسيصبح هودجسون بذلك أول مدرب تتلقى إنجلترا تحت قيادته ثلاث هزائم متتالية على أرضها. ورغم ذلك، فإن هودجسون أشار إلى أن بعض اللاعبين الذين لديهم إصابات والذين يرى المدرب أنه لا حاجة لهم لإثبات قدراتهم للانضمام إلى منتخب إنجلترا، قد لا يلعبون ضمن التشكيل الأساسي للفريق غدا.
وقال هودجسون: «تتركز أهمية مباراة الدنمارك بالنسبة لي على كونها فرصة لإجراء التجارب التي أحتاجها.. إذا ضممنا ستيفن جيرارد مثلا للفريق، فهل لاعب مثله يحتاج حقا للعب أمام الدنمارك ليثبت لي أنه يجب أن يلعب أمام إيطاليا (في مباراة إنجلترا الأولى بمونديال البرازيل)؟». وأضاف: «ألا يجدر بي إذن الدفع بلاعب آخر مكانه لأنني أعرف قدرات جيرارد جيدا؟ لقد خاض اللاعب 103 مباريات دولية. ويجب تصنيف روني أيضا مثل جيرارد، وكذلك الأمر مع جو هارت».
وتعكس ثقة هودجسون في هارت التطور الكبير الذي شهده حارس مرمى مانشستر سيتي في أدائه أخيرا بعد تذبذب مستواه بشكل كبير في الخريف الماضي مما دفع ناديه وقتها لاستبعاده من تشكيله الأساسي.
وقال هودجسون: «إنني سعيد للغاية من أجل هارت.. فقد ارتكب بضعة أخطاء في المباريات وقرر مدربه استبعاده، ولكن من حسن الحظ أنه عاد ولعب جيدا».
ومن المرجح أن يبدأ دانييل ستاريدج مباراة الدنمارك، حيث يبدو أن هودجسون سيعتمد في خطة المباراة على مهاجم ليفربول المتألق حاليا.
وقال هودجسون: «لم يلعب ستاريدج لإنجلترا سوى نادرا.. ومنذ انضمامه إلى ليفربول ظهر بمستوى مذهل، ولكن عادة ما يصادفنا سوء الحظ بإصابته في الأوقات التي نحتاجه فيها». وأضاف: «خلال مبارياتي الـ25 السابقة في قيادة إنجلترا، لم يلعب دانييل بالكثافة التي أردتها على الإطلاق. والآن آمل أن يظهر كثيرا في مبارياتي الـ25 التالية مع الفريق».
وتابع هودجسون: «أعتقد أن مستوى أدائه هذا العام استثنائي حقا. وأصبحت مواصلة هذا الأداء ضرورة ملحة بالنسبة له الآن بما أنه سيلعب بقميص المنتخب الإنجليزي».
ويضم منتخب إنجلترا الحالي أربعة لاعبين آخرين إلى جانب ستاريدج من ليفربول.. حيث يبدو من المؤكد انضمام جيرارد وجلين جونسون إلى منتخب كأس العالم، بينما توجد فرصة قوية أمام جوردان هيندرسون ورحيم ستيرلينج للانضمام إلى الفريق.
ويرجح غياب كايل واكر الظهير الأيمن لتوتنهام عن مباراة الأربعاء رغم عودته إلى التدريبات بعد تعافيه من الإصابة في فخذه.
وكما هو الوضع في إنجلترا يأمل، يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أن تساعده المباراة الودية المرتقبة أمام منتخب تشيلي في مدينة شتوتغارت غدا في اكتشاف بعض البدائل الجديدة التي قد يستعين ببعضها عند اختيار القائمة المشاركة في كأس العالم.
وفي ظل قلقه من الإصابات التي طالت عددا من لاعبيه البارزين، استدعى لوف أربعة وجوه جديدة لقائمة الفريق، وقال إنه يهدف ويخطط لتجربتهم «والاستعداد لأي طوارئ».
وأوضح لوف أمس: «على الورق، لدينا فريق رائع. ولكن الحقيقة أن الأوضاع ليست بهذا القدر من الجودة الآن».
واستدعى لوف للمرة الأولى إلى صفوف الفريق كلا من المهاجم بيير ميشال لاسوغا المعار من هيرتا برلين لهامبورغ، ولاعب الوسط المهاجم أندريه هان (أوجسبورغ)، والمدافعين ماتياس جينتر (فرايبورغ) وشكودرن مصطفى (سمبدوريا الإيطالي).
كما أعاد لوف لاعب الوسط كيفن جروسكروتز لقائمة الفريق بعد غياب لأكثر من ثلاثة أعوام حيث يتألق اللاعب حاليا في صفوف بوروسيا دورتموند.
ودفعت إصابة كل من سامي خضيرة وإلكاي جيوندوجان المدرب لوف إلى نقل فيليب لام قائد المنتخب الألماني من مركز الظهير الأيمن إلى خط الوسط في المباراة أمام تشيلي على أن يلعب جروسكروتز في الجانب الأيمن وهو ما قد يمنح الأخير فرصة للمشاركة في كأس العالم
2014 في البرازيل
ولعب لام دورا بارزا في خط وسط فريقه بايرن ميونيخ تحت قيادة مديره الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، ولكنه خاض ثلاث مباريات فقط في خط الوسط من 104 مباريات دولية خاضها مع المنتخب الألماني حتى الآن.
وغاب عن القائمة التي أعلنها لوف لمباراة تشيلي عدد من اللاعبين الأساسيين في المنتخب الألماني، حيث عانى بعضهم من الإصابة حديثا، ولكن هذا يبدو مؤشرا أيضا على أن الصراع على الانضمام لقائمة المونديال سيشتعل بشكل أكبر.
وقال لوف، بشأن اختيار قائمته للمونديال البرازيلي: «يجب أن أجرح بعض اللاعبين، في ظل تفكيرنا في كأس العالم، لن نجري أي تسويات».
وينتظر أن تكون المباراة أمام منتخب تشيلي اختبارا صعبا للألمان لأن المنافس يحتل المركز الرابع عشر في تصنيف الفيفا، كما تأتي المباراة بعد بعض النتائج الجيدة لمنتخب تشيلي ومنها التعادل 2 - 2 مع نظيره الإسباني بطل العالم وأوروبا والفوز على المنتخب الإنجليزي 2 - صفر.
وقال لوف: «منتخب تشيلي سيكون متحفزا بشكل كبير أمامنا. يدمج هذا الفريق أسلوب لعب أميركا الجنوبية مع السرعة ومهارات اللعب المباشر»، وأضاف: «يضم منتخب تشيلي لاعبين أقوياء بدنيا يكافحون بحماس وسيضعون لاعبينا تحت ضغط. ومن هنا، يمثل هذا الفريق منافسا عنيدا وصعبا
لنبدأ أمامه مبارياتنا في عام كأس العالم».
وفاز منتخب ألمانيا أربع مرات وخسر مباراتين فقط في مبارياته السابقة أمام تشيلي، علما بأن آخر مواجهة سابقة بينهما كانت في كأس العالم 1982 بإسبانيا عندما فاز المنتخب الألماني 4 - 1.
ويبحث منتخب تشيلي عن مواجهة قوية لتكون وسيلة جيدة للاستعداد قبل أشهر قليلة من مشاركته في المونديال البرازيلي الذي يخوض دوره الأول ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات إسبانيا وهولندا وأستراليا.
وأوضح الأرجنتيني خورخي سامباولي المدير الفني لمنتخب تشيلي أنه سيبدأ المباراة الودية أمام ألمانيا بأفضل تشكيلة لديه، وبرر هذا قائلا: «لأننا لا نخوض العديد من المباريات أمام مثل هؤلاء المنافسين البارزين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».