جنوب سيناء.. غرف الفنادق شاغرة وإجراءات أمنية مشددة

هروب متزايد للسياح من شرم الشيخ إلى القاهرة بحثًا عن طائرة

جانب من حافلات السياح الأجانب المتجهين من شرم الشيخ إلى القاهرة بحثا عن طائرات تعيدهم إلى بلادهم ({الشرق الأوسط})
جانب من حافلات السياح الأجانب المتجهين من شرم الشيخ إلى القاهرة بحثا عن طائرات تعيدهم إلى بلادهم ({الشرق الأوسط})
TT

جنوب سيناء.. غرف الفنادق شاغرة وإجراءات أمنية مشددة

جانب من حافلات السياح الأجانب المتجهين من شرم الشيخ إلى القاهرة بحثا عن طائرات تعيدهم إلى بلادهم ({الشرق الأوسط})
جانب من حافلات السياح الأجانب المتجهين من شرم الشيخ إلى القاهرة بحثا عن طائرات تعيدهم إلى بلادهم ({الشرق الأوسط})

«هل تريد غرفة شاغرة في أحد فنادق منتجع شرم الشيخ؟ تعالَ، فغالبية غرف الفنادق أصبحت شاغرة». هكذا جاء الرد مساء أمس حين بدأ التحضير لزيارة المدينة التي يفد إليها ألوف السياح من مختلف دول العالم. ومنذ سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، ومقتل كل من فيها وعددهم 224 بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، يوم السبت الماضي، انقلبت الدنيا رأسا على عقب، بسبب تصريحات متضاربة عن سبب سقوط الطائرة والتعليمات المتخبطة بشأن إجلاء آلاف من السياح الأجانب من جنوب سيناء إلى دولهم.
ساد الاعتقاد بين السياح، خصوصا البريطانيين، أن من يتوجه منهم إلى مطار شرم الشيخ سيجد مقعدا في طائرة تعود به إلى بلده بناء على ما شاع في وسائل الإعلام نقلا عن مسؤولين غربيين. لكن هذا لم يكن صحيحا، كما يقول جوناثان، وهو مهندس متقاعد من لندن اضطر بعد عشرين ساعة من الانتظار في مطار المدينة إلى ركوب حافلة مع سياح آخرين، من شرم الشيخ، ليقطع مسافة نحو 550 كيلومترا للوصول إلى مطار القاهرة الدولي بحثا عن طائرة متجهة إلى بريطانيا.
ومن خلال رحلة برية عبر الطريق من العاصمة المصرية إلى المنتجع الأشهر على البحر الأحمر، رصدت «الشرق الأوسط» ما لا يقل عن ثلاثين حافلة محملة بسياح غربيين يأملون في العثور على مقاعد في طائرات تقلع إلى بلادهم انطلاقا من مطار القاهرة، مثل جوناثان الذي كان يهدئ من روع زوجته وهو يشتري قوارير مياه من استراحة على جانب الطريق مكتوب عليها «واحة آدم» قرب مدينة «سدر».
ويتطلب العبور بين جنوب سيناء والقاهرة المرور من نفق «أحمد حمدي» من تحت قناة السويس. وشددت السلطات المصرية من إجراءات التفتيش والرقابة على النفق، ما تسبب في تكدس مئات السيارات والشاحنات والحافلات. ويقول مسؤول أمني على بوابة النفق إن زيادة التأمين بدأت عقب سقوط الطائرة الروسية واحتمال أن تكون «عملية إرهابية». وعلى طول الطريق نشرت السلطات العشرات من الدوريات الثابتة والمتحركة من قوات الشرطة والجيش.
وفي نقطة الأمن المعروفة باسم «عيون موسى» كانت هناك حافلتان تقلان سياحا غربيين قادمين من شرم الشيخ، وتقفان وسط سلسلة من شاحنات النقل والسيارات الخاصة. وبسبب طول الانتظار والضجر نزل بعض السياح، لكن أحد ضباط الأمن منعهم من التقاط صور للموقع. وطلب من السائق المصري إعادتهم مرة أخرى إلى داخل الحافلة. ويقدر عدد السياح الإنجليز فقط في مصر بنحو عشرين ألفا، معظمهم في منتجعات جنوب سيناء.
وفي كافيتريا «المغربي» التي تقع على بعد 100 كيلومتر من شرم الشيخ، توقفت حافلة تضم خليطا من السياح الغربيين. وتحدث أحدهم بالألمانية طالبا قهوة. وكان سبب توقف الحافلة إصابة عجوز ألمانية بنوبة سكر. ويقول سائق الحافلة ويدعى أحمد سالم إن هناك عشرات الحافلات في الطريق.
واضطر كثير من السائحين إلى إنهاء حجوزاتهم في فنادق شرم الشيخ، وحملوا حقائبهم وتوجهوا إلى مطار شرم الشيخ، بناء على نصائح من حكومات بلدانهم، لكن لم يكن في المطار ما يكفي من طائرات. كما أن التعليمات تضمنت عدم اصطحاب حقائبهم معهم والاكتفاء بالحقائب الصغيرة فقط. وسادت حالة من الهرج والفوضى.
ويقول مسؤول أمني إن طاقة المطار لها حد أقصى في استيعاب الطائرات، ومسألة سفر كل هؤلاء الناس مرة واحدة لا يمكن تحقيقها.
وبينما تراجعت حركة قدوم الطائرات التي تقل الزوار إلى شرم الشيخ بنسبة نحو 30 في المائة وفقا للمسؤول نفسه، إلا أن المدينة ما زالت تحتفظ بالحياة بمن بقي فيها من السياح، خصوصا الروس والإسبان والإسرائيليين وبعض الآسيويين وجماعات من الإنجليز معظمهم شبان. لكنّ كثيرا من غرف الفنادق كانت مظلمة على غير العادة بعد أن هجرها أصحابها عائدين إلى بلادهم، أو ينتظرون في المطار أو يقطعون الطريق البري إلى القاهرة في حافلة.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.