تيدي شرينغهام.. اسم كبير في عالم كرة القدم ومدرب للمرة الأولى

صاحب الثلاثية التاريخية مع مانشستر يونايتد يجازف بالإشراف على ستتيفينج وهو على مشارف الـ50

شرينغهام حصد مع بيكام الثلاثية ليونايتد عام 1999، تيدي شرينغهام مدرب ستتيفينج
شرينغهام حصد مع بيكام الثلاثية ليونايتد عام 1999، تيدي شرينغهام مدرب ستتيفينج
TT

تيدي شرينغهام.. اسم كبير في عالم كرة القدم ومدرب للمرة الأولى

شرينغهام حصد مع بيكام الثلاثية ليونايتد عام 1999، تيدي شرينغهام مدرب ستتيفينج
شرينغهام حصد مع بيكام الثلاثية ليونايتد عام 1999، تيدي شرينغهام مدرب ستتيفينج

أول ما يلفت الأنظار عندما يدلف تيدي شرينغهام إلى مكتبه بملعب ستتيفينج هو احتفاظه بهيئته ورشاقته المعتادة على الرغم من اقترابه من عتبة الخمسين. تراه يهم بمصافحة الجميع وابتسامة عريضة على شفتيه بينما يقترب من مكتبه المرتب وقد ارتسمت على وجهه علامات الارتياح في مكانه الجديد. لكن دعنا نتريث وننظر إلى الخلف قليلا وبعيدا عن إحساس الاسترخاء والثقة لدى شرينغهام، فهناك إحساس أنه لن يمكث في هذا المكان طويلا في حال فشل في قيادة دفة ستتيفينج سريعا بعيدا عن قاع مسابقة القسم الثاني من بطولة الدوري. شرينغهام مطالب بالعمل على عجل، فقد دخل مجال الإدارة مؤخرا بعدما قضى عدة سنوات في لعبة البوكر. وبعيدا عن تجربته في تدريب وستهام يونايتد الموسم الماضي، لا تزال تنقصه الخبرة، وسوف يكتم أنفاسه عندما يفكر في الفرصة التي منحه إياها فيل ولاس، مدير فريق ستتيفينج.
وحسب شرينغهام، «المغامرة كبيرة بالنسبة له»، مضيفا: «آمل أن تكلل بالنجاح، فقد سألني أحد أقربائي قائلا لماذا لا تجرب حظك في وظيفة أعلى؟ لأنك إن لم تنجح في ستتيفينج، فأين ستنجح بعد ذلك؟ بمقدورك أن تستوعب النظرية التي تقول: إذا لم تنجح هنا، فلن يقبلني فريق يلعب في دوري الأبطال «تشامبيونز ليغ» أو فريق في الدرجة الأولى. كان هذا ما فكرت فيه، لكن عندما تحدثت مع رئيس النادي وحضرت إلى هنا وشاهدت المباني والملاعب، وجدت أنه أروع مكان يمكن أن أتقن فيه مهنتي». هو يدرك أن اسمه وحده لا يكفي ليجعله يفوز بالمباريات، فسجله كلاعب يعتبر أكثر من رائع، فلم يبدِ النادي استغرابا حول ما كتب هذا الأسبوع عن عودته للملاعب في ضوء استعداد فريق ستتيفينج لاستضافة غريلينغهام في الجولة الأولى من مسابقة كأس إنجلترا. عادت بنا تلك المباراة لذكريات عام 1999 عندما اشترك شرينغهام بديلا للاعب روي كين في الدقيقة التاسعة في نهائي كأس إنجلترا ليسجل الهدف الأول لفريقه مانشستر يونايتد أمام نيوكاسل يونايتد بعد نزوله أرض الملعب بدقيقتين، وبعد ذلك بأربعة أيام سجل هدف التعادل الذي لا يقل أهمية في مباراة فريقه أمام بايرن ميونيخ في أمسية ساحرة بمدينة برشلونة.
غير أن اللاعبين العظام ليسوا بالضرورة مدربون عظام، فمثلا فريق غريلينغهيمر الذي يدربه جوستين إدنبرا، زميل سابق لشرينغهام في فريق توتنهام، يحتل المركز الثالث في دوري القسم الأول، في حين يحتل فريق ستتيفينج المركز العشرين في دوري القسم الثاني بفارق خمس نقاط فقط عن الفرق التي تواجه شبح الهبوط. وفي مباراة تحديد الفريق الذي سيتأهل الموسم الماضي، لقي فريقه هزيمة قاسية 5 - 1 أمام أكسفورد يونايتد بعدما أكمل اللقاء بتسعة لاعبين. بداية نادي ستتيفينج القوية أشبه بفيل في غرفة، وحسب شرينغهام: «هذا أجمل في هذا المستوى من مسابقة دوري كرة القدم، لو كانت تلك المباراة بدايتي في الدوري الممتاز أو دوري الأبطال (تشامبينز) لكنت ربما خسرت وظيفتي». والاس معروف بسمعته كمالك حساس، وعندما تقدم فريق ستتيفينج بعرضه، تحدث شرينغهام إلى سام الراديس، مديره في فريق وستهام العام الماضي. أفاد شرينغهام «هو يدرك الوضع المالي للنادي، ويعرف كل شيء عن المدير، ويعرف كل شيء عن إدارة النادي، وقال لي إنه ليس هناك أفضل من هذا النادي بالنسبة لي».
يسود إحساس أن لاعبي ستتيفينج بصدد التأقلم مع أسلوب جديد بعد رحيل غراهام ويسلي الذي أمضى ثمانية سنوات من الاثنا عشر عاما الماضية في النادي. ودائما ما يبدأ نادي ستتيفينج المباريات بقوة ثم ينهيها بأداء ضعيف في الشوط الثاني. وأوضح شرينغهام أنه «يقترب من معرفة اللاعبين والناس في الفريق أكثر وأكثر»، مضيفا «هم كذلك بدأوا يعرفونني، فبالنسبة لأي مدرب جديد يتطلب الأمر بعض الوقت كي يتأقلم مع الفريق، ناهيك بمدرب جديد يتولى التدريب لأول مرة وغير واثق حتى من نفسه، ومما يجب أن يفعله وما لا يجب أن يفعله في بعض الأحيان، وهم يبدون تفهما لذلك. نعم أنا اسم كبير في عالم كرة القدم، لكنني مدرب للمرة الأولى».
عندما يستيقظ مبكرا، يتسابق عقله ليلحق بترتيبات لقاء بعد ظهر يوم السبت، واكتشف أن مديريه لم يكونوا على خطأ عندما حذروه أنه يجب أن يلعب دور الأخصائي النفسي عندما يمر لاعبوه بأوقات عصيبة. كانت أول خطوة في هذا الاتجاه في رأس شرينغهام عندما كان لاعبا، ويمكن لمثل هذا النوع من الوعي أن يأخذه بعيدا، لكن في الوقت الحالي يبدو وكأن أحدا قد ضغط على زر السير للأمام وتحتم على المدرب الانطلاق بأقصى سرعة كي يستوعب كل شيء عن مهنته الجديدة التي شبهها أرسين رنجر، بالجحيم. قد يكون شرينغهام مبتدئا، لكنه مدرب صغير فقط بقياس عداد السفر بالميل المستخدم في السيارات، ولا يتفوق زملاؤه عليه سوى بعدد ساعات العمل التي أمضوها في تلك المهنة. فالمدرب إيدينبرا (45 عاما) أمضى سنوات مدربا لفرق الدوري في المسابقات الأدنى، وما زال يتطور بالتدريج ويتحسن أداؤه بوتيرة ثابتة، غير أن شرينغهام يرى أنه بالنسبة له فإن الإسراع كان ضروريا، فقد تقاعد في سن 42 واحتاج للراحة بعيدا عن كرة القدم، وساعدته ممارسة لعبة البوكر على تنشيط عقله.
وحسب شرينغهام، «بعض الناس سيبدأون مشوارهم التدريبي مدربين لفرق الشباب لمدة سنتين أو للفريق الرديف، أو كمدرب مساعد»، مضيفًا «فلو فعلت ذلك فسوف أبلغ 56 أو 57 قبل أن أصبح مدربا للفريق الأول وسوف يكون عمري كمدرب قصير بالملاعب. لكن مجيئي الآن والقفز بكلتا قدماي يعتبر خطوة جريئة في مسابقة دوري القسم الثاني، فلم يسبق لي أن أدرت أي شيء من قبل، أدرت نفسي فقط. لكني الآن أنا هنا كي أدير ناديا لكرة القدم وأدير الناس، والكل تحت قيادتي، وهذا في حد ذاته يشكل تغيرا كبيرا بالنسبة لي». كان شرينغهام محظوظا للعب تحت قيادة مدربين كبار، واستفاد من نظم إدارة جورج غراهام، وجون دوكرتي عندما كان ناشئا في فريق ميلويل في الثمانينات. تسمعه أيضا يتحدث باعتزاز عن بروس ريوك، وآلان باردو، وجيلين هودل، وسبق له اللعب تحت قيادة كلوف بنادي نوتنغهام فورست. أحب شرينغهام اللعب لفريق بلاده تحت قيادة المغامر تيري فينابلز في بطولة أمم أوروبا 1996، وفاز بـ51 بطولة، ورأى كيف أدار السير أليكس فيرغسون ناديه مانشستر يونايتد. وعندما تقدم في السن، ابتهج شرينغهام كثيرا لرغبة هيري ريدناب في السماح له بتخطي مرحلة التدريب في نادي بورتسماوث، قائلا: «حتى قبل أن انطق بكلمة واحدة أمامه، أدرك من تلقاء نفسه ما أردت قوله»، مضيفًا: «وفجأة شعرت باشتياق لمجيء يوم السبت وبرغبة ملحة في الرحيل».
لا يحب شرينغهام تقليد مدربيه، غير أنه يجد نفسه أحيانا ولا إراديا يستعير بعضا من أساليبهم، وأعطته كذلك لعبة البوكر القدرة على فهم الناس. وأوضح أنه «كلاعب بوكر، عليك أن تدرس اللاعبين أمامك»، وأن «حركات الناس وعقلياتهم وما يفعلونه، وماذا يفعلونه عندما يحاولون الخداع، وماذا يفعلون عندما يقولون الحقيقة، وكيف يتحدثون، كلها أمور تستطيع الاستعانة بها كمدرب لكرة القدم». يشبه الأمر أن تقول لأحد مثلا «أعلم أنك تكذب..» ويسرد شرينغهام قصة كيف أن لاعبا يتعمد أن يفتعل أمرا ما أثناء تمرين يوم الثلاثاء، ليحصل على يوم راحة الأربعاء ثم يدعي الإصابة صباح الخميس لكي يتجنب العلاج خلال يوم الراحة، «كنت أفعل نفس الشيء»، حسب شرينغهام، «لكن هل تعتقد أنني بهذا الغباء؟» من يدري ماذا يدور بعقل غيره، «فقد يعتقدون أن ما يقوله هذا الرجل هراء، وقد يقولون إن هذا الرجل يمزح، أو إن ما يقوله ليس له معنى». ويضيف شرينغهام قائلا: «لا أدري إن كنت محقا، الدليل سوف يتضح في النهاية بالنتائج على أرض الملعب».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».