إسرائيل اعتقلت منذ سنة 2000 حوالي 8500 قاصر.. 800 منهم في أكتوبر فقط

المواطنون العرب فيها يتعرضون لاعتداءات عنصرية

إسرائيل اعتقلت منذ سنة  2000 حوالي 8500 قاصر.. 800 منهم في أكتوبر فقط
TT

إسرائيل اعتقلت منذ سنة 2000 حوالي 8500 قاصر.. 800 منهم في أكتوبر فقط

إسرائيل اعتقلت منذ سنة  2000 حوالي 8500 قاصر.. 800 منهم في أكتوبر فقط

مع استمرار الهبة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتميزها في مدينة الخليل بشكل خاص، أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، عيسى قراقع، أن عدد المعتقلين القاصرين والأطفال خلال الشهر الماضي وحده بلغ معدل عدد المعتقلين في سنة كاملة، مؤكدًا أن النسبة الأكبر منهم من محافظة القدس.
وأضاف قراقع أن «حجم الاعتقالات الواسع يعتبر سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، حيث كان معدل حالات اعتقال الأطفال سنويًا يتراوح بين 700 و900 حالة اعتقال، في حين أنه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحده وصل العدد إلى 800 حالة اعتقال. واعتبر ذلك بمثابة مخطط مقصود، وقال: «اعتقال الأطفال أصبح سياسة ومنهجية إسرائيلية، يستعملها الاحتلال بهدف تدمير الأجيال الفلسطينية، وتدمير حياة الأطفال الذين هم بؤرة ومركز الهبة الشعبية الفلسطينية».
وأشار قراقع إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال تعرضوا لأساليب تعذيب وحشية وتنكيل ومعاملة لا إنسانية خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد جنود الاحتلال والمحققين من المخابرات. وعدد نوعية التنكيل على النحو التالي: الضرب الشديد منذ لحظة الاعتقال بواسطة البنادق والأرجل والدهس عليهم من قبل الجنود، إطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، استخدام القاصرين دروعًا بشرية خلال عمليات الاعتقال، التعذيب والشبح والإهانات والتهديد خلال عمليات الاستجواب، ترك الأطفال الجرحى ينزفون فترات طويلة قبل نقلهم للعلاج (علما بأن العديد من الشهداء الفلسطينيين توفوا نتيجة تركهم ينزفون)، نقل المصابين إلى مراكز التحقيق رغم سوء أوضاعهم الصحية، إجبار الأطفال على الإدلاء باعترافات تحت الضرب والتعذيب والتهديد باعتقال أفراد الأسرة، عزل الأطفال في زنازين انفرادية وحرمانهم من زيارة الأهل والمحامين، تربيط الأطفال المصابين بأسرة المستشفيات ووضعهم تحت الحراسة والمعاملة السيئة.
وكانت هيئة الأسرى والمحرّرين قد أوضحت، في بيان لها، أن استهداف الأطفال جاء وفق قوانين وتشريعات وتعليمات رسمية إسرائيلية، وتحت شعار لا حصانة للأطفال راشقي الحجارة، وأن التعليمات الإسرائيلية تجاه الأطفال تمثلت بما يلي: قنص الأطفال وإطلاق النار عليهم، فرض أحكام فعلية على الأطفال تتراوح بين 4 سنوات وعشرين سنة سجنا، فرض غرامات وكفالات مالية مرتفعة بحق الأطفال وأهاليهم في المحاكم الإسرائيلية، إصدار أحكام بإقامات منزلية أو إبعاد عن منطقة السكن خاصة في القدس، زج أطفال قاصرين في الاعتقال الإداري. وأوضحت الهيئة أن أطفالا فلسطين أصبحوا مطلوبين ومطاردين ومستهدفين من قبل حكومة الاحتلال، وأن إعدامات ميدانية جرت بحق النسبة الأكبر من الشهداء الأطفال البالغ عددهم 17 طفلا شهيدا.
المعروف أن إسرائيل تطبق منذ عام 1967 نظامين قانونيين منفصلين في الضفة الغربية، فالمستوطنون يعيشون تحت القانون المدني، بينما يخضع الفلسطينيون لقانون الأحكام العرفية. كما أنها تطبق القانون المدني على الأطفال الفلسطينيين في القدس الشرقية. وتعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال في المحاكم العسكرية، حيث تتم محاكمة ما بين 500 و700 طفل فلسطيني سنويًا في هذه المحاكم. وتقدر هيئة الأسرى أنه منذ عام 2000 اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 8500 طفل فلسطيني، وحاكمتهم أمام المحاكم العسكرية، وجهت لغالبيتهم تهمة إلقاء الحجارة.
وكانت مدينة الخليل وقضاؤها قد شهدا، أمس، أيضا، اشتباكات مع قوات الاحتلال. ففي بيت أمر، أصيب شاب بالرصاص الحي في كتفه، خلال مواجهات اندلعت صباح أمس على مثلث صافا. وقالت مصادر محلية إن الشاب أيمن أحمد حميدات، أصيب برصاصة في كتفه، وجرى نقله بواسطة سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر إلى أحد مستشفيات الخليل لتلقي العلاج. واقتحمت قوات الاحتلال ليل الاثنين الثلاثاء مقر إذاعة «الحرية» في الخليل، واعتقلت بعض الصحافيين العاملين فيها بعد مصادرة أجهزة البث، حتى لا تتمكن الإذاعة من البث مجددًا، بذريعة أن الإذاعة تحرض على العنف وتنفيذ عمليات الطعن. وادعت سلطات الاحتلال أن الإذاعة لا تكف عن التحريض ضد إسرائيل، عن طريق تمجيد الشهداء وتشجيع عمليات الطعن والدعوة لتنظيم مظاهرات تتخللها اشتباكات مع الجنود. وتعتبر هذه الإذاعة شعبية، وكانت قد تأسست في عام 2002 في قطاع غزة على يد نشطاء فتح، ونقلت إلى الخليل عام 2007 بعد اعتلاء حماس سدة الحكم في القطاع. وقامت قوات الاحتلال سابقا بإغلاقها مرتين، الأولى عام 2002 والثانية عام 2008، بادعاء التحريض وبث الأكاذيب التي تصعد الأوضاع.
ولأول مرة منذ شهر، برزت منطقة طولكرم في مواجهات مع الاحتلال، وقد أصيب أمس عدد من المواطنين بينهم قادة فصائل محلية، في مواجهات مع قوات الاحتلال في ضاحية شويكة شمال غربي طولكرم. وروى شهود عيان أن المواجهات اندلعت عقب مسيرة سلمية دعت إليها فصائل العمل الوطني في طولكرم، تضامنا مع أصحاب الأراضي المصادرة من قبل الاحتلال لصالح بناء الجدار الفاصل. فأطلقت قوات الاحتلال عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين. وقد أصيب ثلاثة من قادة فصائل العمل الوطني خلال المواجهات، وهم أمين سر حركة فتح مؤيد شعبان، الذي أصيب بالاختناق وجرى نقله إلى مستشفى ثابت ثابت لتلقي العلاج، بسبب إصابته بأزمة حادة. وأصيب أمين سر حركة فدا في طولكرم برصاص مطاطي في القدم، وأصيب خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب.
وفي منطقة جنين، اعتقلت قوّات الاحتلال المتمركزة على حاجز الجلمة شمال المدينة الفتى الفلسطيني محمد جمال المهر، البالغ من العمر 16 عامًا، بذريعة نيته تنفيذ عملية طعن على الحاجز. وادعى جيش الاحتلال أن الفتى المهر اعترف خلال التحقيق معه بأنه أراد تنفيذ عملية طعن. وذكر جيش الاحتلال أن جنديًا قام بملاحظة المهر يجري مسرعًا، فقام بإطلاق النار في الهواء ومن ثم اعتقل الفتى، وادّعى الجيش أنه وجد سكينا في حقيبته.
وفي إسرائيل، شكا مواطنون عرب عديدون من فلسطينيي 48 من اعتداءات عنصرية عليهم من دون سبب. وسجلت الشرطة شكوى من العاملة ناديا عازم، التي قالت إن شابا يهوديا متدينا في أوساط العشرينات اعتدى عليها في مدينة رعنانا وهي عائدة من العمل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.