«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ أولى معاركها ضد «داعش» قرب الحسكة شمال شرقي سوريا

القوات الروسية تقتل في شهر أكثر مما قتلته قوات التحالف الدولي في عام

«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ أولى معاركها ضد «داعش» قرب الحسكة شمال شرقي سوريا
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ أولى معاركها ضد «داعش» قرب الحسكة شمال شرقي سوريا

«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ أولى معاركها ضد «داعش» قرب الحسكة شمال شرقي سوريا

بدأت (قوات سوريا الديمقراطية) المدعومة من الولايات المتحدة، أولى عملياتها ضد أهداف تنظيم داعش، في الريف الشرقي لبلدة الهول بالحسكة شمال شرقي سوريا، بعد إعلانها، السبت، عن بدء معركة السيطرة على معاقل التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي. هذا في الوقت الذي قالت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن هجمات الطيران الروسي في سوريا، تسببت خلال شهر بمقتل 265 شخصا، مما يعني أن القوات الروسية قتلت في شهر أكثر مما قتلته قوات التحالف الدولي في عام.
وبحسب المعلومات الواردة من ريف بلدة الهول فإن «قوات سوريا الديمقراطية أحرزت تقدمًا في المنطقة وسيطرت على مزرعة وعدة نقاط أخرى، لتصبح قريبة من محيط بلدة الهول». وأوردت وكالة «آرار نيوز» الكردية السورية، أن القوات شنت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، هجمات على معاقل تنظيم داعش قرب قرية الخاتونية في ريف بلدة الهول على الحدود العراقية، وتمكنت من إلحاق خسائر بصفوف التنظيم والتقدم في المنطقة بشكل تدريجي.
وتزامنت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف الدولي ضد أهداف تنظيم داعش في المنطقة، مخلفة خسائر في صفوفه مع تدمير بعض الآليات، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
ونزح سكان بلدة الهول شرق مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، جراء الاشتباكات في ريف البلدة منذ فجر أول من أمس.
وقال ريدور خليل، الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب «YPG» التابعة للإدارة الذاتية في تصريح نشره على صفحته في موقع «فيسبوك»، صباح اليوم الأحد «إن الحملة العسكرية من قبل قوات سوريا الديمقراطية تسير على أكمل وجه وبخطى ثابتة ورصينة، فبعد التقدم في المحور الأول ليلة أمس (السبت)، انطلاقا من جنوب قرية أنطاكيا باتجاه مزرعة شجاع فارس (10 كم جنوبًا باتجاه بحرة الخاتونية)، بدأ فجر اليوم تحرك المحور الثاني على امتداد خط البترول». وتابع بقوله إن وضع الدواعش سيئ جدًا.
وتضم قوات سوريا الديمقراطية، كلا من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات الصناديد والمجلس العسكري السرياني وألوية الجزيرة وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات والتحالف العربي السوري.
في سياق آخر، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا بعنوان «القوات الروسية تقتل في شهر أكثر مما قتلته قوات التحالف الدولي في عام»، وثقت فيه عدد الضحايا الذين قتلوا بسبب الغارات الروسية.
وأوضح التقرير أن عمليات الرصد والتوثيق اليومي أظهرت أن القوات الروسية تطبق سياسة «كلهم داعش»، أي أن أي قوة عسكرية تقاتل النظام السوري فهي بمثابة «داعش» ومعرضة للاستهداف.
واعتمدت منهجية التقرير على التحقيقات والمقابلات التي أجراها فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان مع الأهالي والناشطين المحليين وشهود العيان، إضافة إلى تحليل الصور ومقاطع الفيديوهات ومقاطعة كل تلك المعلومات ومعلومات صرح بها الإعلام المحسوب على السلطات الروسية.
وبحسب التقرير فقد تم التمييز في كثير من الهجمات بين القوة التدميرية للهجمات السابقة ما قبل 30 سبتمبر (أيلول) على يد القوات الحكومية، وبين الهجمات الجديدة التي تختلف في صوت الطائرة والقوة التدميرية ونوع وصوت السلاح. ومن خلال بعض الصور والفيديوهات وشهادات الأهالي، يقول التقرير إنه تم التحقق من دخول نوعيات جديدة من الطائرات الحربية لم يشاهدها أصحاب الشهادات سابقًا.
وبحسب التقرير فقد بلغت الهجمات الروسية منذ 30 سبتمبر الماضي وحتى تاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول)، ما لا يقل عن 57 هجمة منها 52 هجمة في مناطق متفرقة تخضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، و5 هجمات في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم داعش، وتتوزع الهجمات في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة إلى 44 هجمة استهدفت أهدافا مدنية و8 هجمات استهدفت أهدافا عسكرية.
ووفق التقرير فقد تسببت هذه الهجمات بمقتل 265 يتوزعون إلى 11 من مسلحي المعارضة و254 مدنيًا، بينهم 83 طفلاً، و42 سيدة.
كما أكد التقرير على أن هذه الهجمات استهدفت أكثر من 17 مركزًا حيويًا: 4 مراكز طبية، و4 مساجد، ومدرستان، ومخبزين، وثلاث مؤسسات خدمية، وملجأ ومنشأة صناعية.
وأكد التقرير أن النظام الروسي خرق بشكل لا يقبل التشكيك، قرار مجلس الأمن رقم 2139، عبر عمليات القصف العشوائي، إضافة إلى انتهاك الكثير من بنود القانون الدولي الإنساني. واستعرض التقرير الهجمات الروسية في المدة الواقعة بين 6 أكتوبر حتى 26 منه، والتي بلغ عددها 33 هجمة، كان أكثرها في محافظتي إدلب ثم حلب، تلتها حماة وحمص واللاذقية. وأوضح التقرير أن الكثير من حوادث القصف كانت عبارة عن قصف عشوائي أو متعمد واستهدف أفرادًا مدنيين عزل، إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي، فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت فيها الأركان كافة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.