إحالة «رسوم الأراضي» إلى «الشورى» تفقد العقار السعودي ربع حركته في أسبوع

عقاريون يحذرون من استغلال الثغرات للإفلات من دفع القيمة المقدرة

إحالة «رسوم الأراضي» إلى «الشورى» تفقد العقار السعودي ربع حركته في أسبوع
TT

إحالة «رسوم الأراضي» إلى «الشورى» تفقد العقار السعودي ربع حركته في أسبوع

إحالة «رسوم الأراضي» إلى «الشورى» تفقد العقار السعودي ربع حركته في أسبوع

فقدت حركة العقار السعودي ما يلامس ربع قيمتها، فور إحالة رسوم الأراضي إلى مجلس الشورى، في رد فعل هو الأقوى تأثيرا منذ تجاذبات الرسوم التي بدأت فكرتها في التداول عام 2011، رغم أنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى هذه اللحظة، مما يعني أن فقد هذا القدر من الحركة لمجرد الحديث عنها قد يدخل القطاع منحنيات جديدة في نقص الطلب الذي يعاني أساسا من الضمور، إلا أن ما يراهن عليه الاقتصاديون هذه المرة هو تأثيرها على قيمة العقار على المدى المتوسط بشكل تدريجي.
وأكد عدد من العقاريين أن الحركة في الوقت الحاضر انخفضت منذ إعلان إحالة القرار إلى مجلس الشورى، وهو ما أعلنته المؤشرات العقارية لوزارة العدل التي سجلت انخفاضا ملحوظا في الحركة، نتيجة نزول قيم الصفقات الإجمالية للعقار السعودي، مما يوحي بأن القطاع العقاري مقبل على مستوى جديد من النزول حتى تبدي الرسوم فعالية مماثلة على أسعار العقار تماما كما تؤثر على حجم حركته.
وكشف ريان الحجاب، الذي يمتلك العديد من الاستثمارات العقارية، أن الترويج لقرب سقوط قيمة العقار أثر بشكل كبير على حركته، وتسبب في تخبطات كبيرة للسوق العقارية، موضحا أنه من الصعوبة أن تهوي الأسعار بين ليلة وضحاها كما يعلن في بعض وسائل الإعلام، خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن النزول المتوازن الذي يختلف من سنة إلى أخرى هو ما يتوقعه الكثير من الخبراء العقاريين، لما له من تداعيات أقل بكثير على المستثمرين العقاريين الذين ستفتقدهم السوق عند انهيارها كما هو متصور، مما سيوجد نقصا في عنصر المستثمرين مستقبلا بسبب حجم الخسارة.
واستبعد الحجاب ما يروج له البعض الذين يقولون إنه لن يكون هناك انعكاس إيجابي بانخفاض وشيك في الأسعار، متحججين بأن المستثمر من المستحيل أن يكون هو المتضرر في هذا الأمر، لأن أملاكه بين يديه، وفي حال رغبته في البيع فإنه سيحمّل المشتري جميع التكاليف التي دفعها، لافتا إلى أن هذا الأمر ليس جديدا في نشر الأخبار المغلوطة للضغط على العقار، موضحا أنه من الواجب موازنة الموضوع، بحيث لا يتحمل المستثمر كامل الخسارة في حال التطبيق، ولا يحدث ضغط على المشتري بالشراء بأسعار مرتفعة، بل يجب أن يتحمل الجميع نتائج المرحلة المقبلة.
وكان مجلس الوزراء قد قرر إحالة مشروع فرض رسوم على الأراضي البيضاء إلى مجلس الشورى لدراسته، وفقا لنظامه خلال 30 يوما، مما تسبب في انخفاض إجمالي قيمة صفقات العقار الأسبوعية بنسبة 23.1 في المائة، لتستقر عند 6.6 مليار ريال، فاقدة ملياري ريال، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.
من جهته، أبان عبد العزيز العقلا، الذي يمتلك شركة «أرض الخير» العقارية، أن قانون فرض الرسوم على الأراضي البيضاء يعد من أكثر القرارات الموجهة لمحتكري الأراضي، ويضرب في الصميم، لذلك يروّج البعض وبقوة أن هذه الخطوة ستكون لها انعكاسات سلبية على الأسعار، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، نظرا لتخوفهم من دفع رسوم سنوية للدولة بملايين الريالات، تجبرهم على ضخ مخططاتهم في السوق للحفاظ على رأس المال، إلا أن الواقع وخلال أقل من عقد سيفرض قيما جديدة للقطاع تتجه نحو الانخفاض وبشكل كبير.
وزاد أن «هناك مخططات كاملة متوقفة منذ سنوات طويلة بسبب تعنّت أصحابها، مما يحرم البلد من مساحات من المفترض أن تستغل وتُبنى عليها وحدات سكنية، تمكّن المواطنين من السكن فيها بأسعار يستطيعون توفيرها أو تقسيطها، وأنه من غير الممكن أن يدفع مواطن بسيط 1.5 مليون ريال (400 ألف دولار) من أجل الاستقرار»، مبينا أن مشروع المنزل يعد من أصعب المشروعات التي تواجه المواطنين، إلا أن التوجهات الجديدة للأسعار ستسهل الموضوع إلى حد كبير وستمكن شرائح أكبر من التملك.
وجاءت نسبة الانخفاض الأكبر في جانب القطاع التجاري، الذي انخفض خلال الأسبوع بنسبة 41.8 في المائة، ليستقر عند مستوى 2.4 في المائة، فيما انخفض القطاع السكني بنسبة 6.3 في المائة، مستقرا عند مستوى 4.3 مليار ريال، رغم أن تفاصيل آليات مشروع فرض الرسوم على الأراضي البيضاء لم تتضح حتى هذه اللحظة.
وفي صلب الموضوع، قال المستشار العقاري عبد الرحمن الدخيل: «إن انخفاض الطلب لأكثر من ربع الحركة مقارنة بالأسبوع الذي استبق إحالة ملف رسوم الأراضي إلى مجلس الشورى، يوضح مدى تأثير القرار وانتظار النتائج التي يتوقع الكثيرون أنها ستكون مرحلة تاريخية في القطاع العقاري الذي يعيش انخفاضات متتالية، إلا أن الأخيرة التي تمت هذا الأسبوع ووصلت إلى ما يقارب الـ23 في المائة هي الأعلى على مستوى تاريخ القطاع، بأن يفقد كمية كبيرة خلال أسبوع واحد باعتبار أن القطاع العقاري يعتبر من أكثر القطاعات ثقلا في أدائه وقيمته سواء نحو الارتفاع أو الانخفاض».
وحذر الدخيل من احتواء القرار الجديد على ثغرات يستطيع المتحايلون استغلالها والتهرب من الرسوم، لافتا إلى أن هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على نتائج القرار، موضحا أنه يجب أن يدفع الجميع الرسوم دون استثناء.
لافتا إلى أن هناك كثيرا من السيناريوهات التي يتداولها العقاريون للتهرب من دفع هذه الرسوم كاحتسابها أراضي زراعية أو أراضي قائمة تحت الإنشاء، وأن الجهات المعنية يجب أن تكون واعية إلى حد كبير للتلاعب الذي قد يحصل مستقبلا للتهرب من دفع الرسوم، خصوصا مجال تدوير الأراضي بين التجار وهو السيناريو الأقرب إلى التطبيق، مقترحا على «الإسكان» أن تنسق مع وزارة العدل لحصر تنقلات الأراضي وإمدادها بالأسعار، لتلافي عمليات التدوير التي من المؤكد أنها ستحضر وبقوة عند تطبيق القرار.
وسجلت الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية بنهاية الأسبوع المنصرم مستوى أدنى من المتوسط الأسبوعي للعام الحالي (6.8 مليار ريال)، وهو المستوى الأدنى من المتوسط الأسبوعي لعام 2014 بنسبة 27.7 في المائة، في خضم استمرار سيطرة الركود على أداء السوق العقارية، وهو الواقع الذي تعيشه تعاملات السوق طوال الأشهر الـ18 الماضية، وجاء نتيجة وصول الأسعار السوقية للأراضي والعقارات إلى أعلى مستوياتها التاريخية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».