يقع هذا الاستوديو الذي بني بشكل كامل من الزجاج في حرم معهد كاناغاوا الياباني للتكنولوجيا، وهو واحد من أكثر الأبنية الزجاجية شفافية في العالم. وبعيدا عن التحدي الهندسي، فإن التحدي الأكبر كان يكمن في بناء مثل هذا المبنى الزجاجي الذي يبدو شديد الهشاشة في بلد شهير بالزلازل مثل اليابان.
والاستوديو هو عبارة عن ورشة عمل للطلاب حيث يمكنهم فيه أن يقوموا بتصميماتهم الهندسية، وهو مكون من غرفة واحدة مساحتها نحو 2000 متر مربع، وجرى تأسيسه فقط باستخدام 305 من الأعمدة الفولاذية كحوامل، التي يبلغ قطر أكثرها سمكا نحو 3.5 بوصة فقط، واستخدم الزجاج في كافة جدرانه وقواطعه.
وقام المصمم الياباني جونيا إيشيغامي بإنشاء هذا المبنى، وعلق ذات مرة على الفكرة قائلا: «أردت إنشاء مبنى مختلف عن أي قواعد على الإطلاق!». وكان إيشيغامي يطمح إلى توفير مساحة رؤية لكل الطلاب الموجودين داخل القاعة، التي تحوطها غابة كثيفة الأشجار بينما تطل على خليج طوكيو من إحدى جهاتها، في مسعى منه لرفع الجو الإبداعي؛ بدلا من أجواء الفصول التقليدية المغلقة.
ويتوسط الاستوديو حرم المعهد التكنولوجي الذي تبلغ مساحته 32 فدانا، ووفر التصميم إضاءة باهرة للطلاب، كما يتلألأ المبنى ليلا فور إضاءته وسط الأرض المحيطة المعتمة، ليتحول إلى ما يشبه الثريا.
ويستقبل المبنى يوميا مئات الطلاب إلى جانب الزوار، ويحوي بداخله مساحات مخصصة لأعمال الخزف والنجارة والأشغال المعدنية، إلى جانب أقسام للغرافيكس والتصميمات الهندسية والمعمارية. ويمر ببوابة الحرم الجامعي يوميا نحو 5000 عالم ومدرس وطالب، يمكنهم رؤية المبنى الذي يتحدى الطبيعة، منتظرا الزلزال القادم ليظهر مدى صلابته.
استوديو معهد كاناغاوا الياباني.. تحدي الزجاج في بلد الزلازل
استوديو معهد كاناغاوا الياباني.. تحدي الزجاج في بلد الزلازل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة