العقد العقاري الجديد يربك المتعاملين في العاصمة الأميركية

تنظمه لوائح جديدة.. والتعديلات في التسوية قد تصيب المستهلكين بالتوتر

العقد العقاري الجديد يربك المتعاملين في العاصمة الأميركية
العقد العقاري الجديد يربك المتعاملين في العاصمة الأميركية
TT

العقد العقاري الجديد يربك المتعاملين في العاصمة الأميركية

العقد العقاري الجديد يربك المتعاملين في العاصمة الأميركية
العقد العقاري الجديد يربك المتعاملين في العاصمة الأميركية

يهل فصل الخريف ومعه تغييرات كبرى تهم أي شخص مقبل على شراء أو بيع منزل، وتتطلب من المستهلكين والوكلاء العقاريين وأطراف أخرى، التأقلم مع أشكال وإجراءات جديدة. وسيحكم الآن عقد بيع جديد كل الصفقات العقارية المحلية في العاصمة الأميركية واشنطن، بينما تنظم التسويات لوائح فيدرالية جديدة تمامًا.
وشهدت الآونة الأخيرة تغييرًا رسميًا لعقد البيع القياسي للعقارات في واشنطن العاصمة وماريلاند وفيرجينيا. ويتشابه هذا العقد في 99 في المائة تقريبًا من مواده مع العقد القديم، لكن اختصاصه القضائي يشمل الآن فقط ماريلاند وواشنطن.
وانفصلت فيرجينيا عن عقد المبيعات المحلي في يوليو (تموز) الماضي. وإجمالاً، يحمل العقد المحلي الجديد لماريلاند وواشنطن العاصمة تعديلات طفيفة لتوضيح بعض النقاط في العقد السابق. على سبيل المثال، يستخدم العقد الجديد نسبة مئوية للدلالة على التمويل عوضًا عن الإشارة إلى رقم إجمالي. كما أصبح العقد ينص بوضوح على عدد الأيام التي ينبغي على المشترين أن يقدموا عرابينهم خلالها. وجرى إدخال هذه التغييرات الطفيفة لتوضيح شروط التعاقد بين البائع والمشتري.
ورغم أن تداعيات هذا العقد الجديد ضئيلة، فإن جميع المستهلكين في السوق ينبغي أن يتأكدوا من استخدام عقد مبيعات الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وكذلك الإفصاحات عن أي إعلانات أو عروض جديدة على الممتلكات مع وكيل عقاري من الآن فصاعدًا.
وبينما كان الانتقال إلى عقد المبيعات الجديد سلسًا نسبيًا، كان التحول إلى قانون التسويات الجديد صعبًا بعض الشيء.
دعونا نكون أمناء، فإن مجرد الحديث عن إدماج قانون إجراءات التسوية العقارية مع قانون الحقيقة في الإقراض للخروج باستمارة الإفصاح المتكامل، يصيبنا بالصداع، فإذا لم تكن بالفعل قد ارتبطت بعقد لشراء منزل أو تقدمت بطلب للحصول على قرض، فإن تلك القواعد واللوائح الجديدة ستنطبق عليك.
على مدار الشهر الماضي، جرى إرساء آليات عمل هذه القواعد الاسترشادية، بعد تدريب 80 في المائة من سماسرة العقارات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. لكن إذا تحدثنا من الناحية العملية، كيف ينبغي أن تكون استجابة السوق لتلك التغييرات؟
وإليك بعض الأفكار الرئيسية في هذا الصدد:
> حافظ على هدوئك وواصل العمل:
كنا نعلم أن تلك التغييرات قادمة لا محالة منذ فترة طويلة. وكان من المفترض أن يدخل القانون حيث التنفيذ في أغسطس (آب) الماضي، لكن جرى تأجيله حتى أكتوبر. الأنباء السارة هنا، حتى ولو كانت من الناحية اللوجستية، هي أن السوق العقارية في منطقة واشنطن العاصمة يتسم بالهدوء في فصل الشتاء. ومن شأن ذلك أن يمنح المقرض فسحة أكبر من الوقت للتأقلم مع القواعد الاسترشادية الجديدة في ظل حجم أقل من الأعمال.
> ودع بيان التسوية:
حتى لو كنت مشتريًا محنكًا، سيكون هناك منحنى «تعليمي» في صفقتك الشرائية أو البيعة المقبلة. وستخضع أي قروض تنشأ من الآن فصاعدًا إلى استمارات إفصاح الإغلاق وتقدير القروض الجديدة. وعلى المشترين الراغبين في فهم آليات الشراء والاقتراض الجديدة مراجعة بيان التسوية القديم (إتش يو دي - 1) وبيان تقدير النيات الحسنة (جي إف إي)، حيث سيطرأ عليهما تغييرات كبيرة مع استمارتي إفصاح الإغلاق وتقدير القروض.
> كن واقعيًا:
لو كنت قد قررت أن تتقدم بعرض لشراء منزل، فلا تضع توقعات غير واقعية إذا كنت مضطرًا بالتقدم بطلب للحصول على قرض، فحتى لو كان تمويلك قويًا، فإن المتوقع أن تصل مدة الإغلاق إلى 45 يومًا من تاريخ التصديق على العقد. وبالنسبة إلى المشترين، ضع ذلك في اعتبارك حتى لو كنت تعتزم التقدم بعرض من دون تمويل طارئ. واقعيًا، سيجعل ذلك العروض النقدية ذات مدد الإغلاق الأقصر أكثر جاذبية للبائع، لكن البائعين الذين سيقبلون بعرض مع تمويل طارئ ينبغي أن يتوقعوا فترة إغلاق تصل إلى 45 يومًا بغض النظر عن العرض المقدم إليهم.
> لا تتوقع استثناءات:
المقرضون مطالبون الآن بإعطاء فترة مراجعة مدتها 3 أيام بعد الموافقة النهائية على القرض، ولا توجد مطلقًا أي استثناءات لهذه القاعدة. وبينما كان يتسنى إجراء تعديلات طفيفة على بيان التسوية (إتش يو دي - 1) عند إغلاق الصفقة، ينص القانون الجديد على فترة مراجعة مدتها 3 أيام قبل إتمام الإغلاق. وإذن ماذا يعني كل هذا بالنسبة إلى المشتري؟ ببساطة، لبي متطلبات المقرض في أسرع وقت ممكن وقدم جميع المعلومات التي يحتاجها في الوقت المحدد كلما أمكن.
> عقوبات للمقرضين غير الملتزمين:
سنت هذه القواعد الجديدة لحماية المشتري. وفي حال لم يتبع المقرض القواعد الاسترشادية الجديدة، فقد يعرض نفسه لغرامات تصل إلى آلاف الدولارات من قبل مكتب الحماية المالية للمستهلكين. وبدلاً من مقاومة محاولات المقرض إغلاق القرض في أسرع وقت ممكن، يتعين على المشترين والبائعين أن يفهموا أسباب وضع هذه اللوائح الجديدة.
وفي النهاية، يحتاج المشترون والبائعون والعاملون في قطاع العقارات حاليًا إلى أن يكونوا في حالة استنفار دائم مع الكشف عن جميع تلك التغيرات.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».