أقرت اللجنة الرئاسية التي شكلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، غرفة طوارئ وتدابير واحتياطات للتقليل من مخاطر إعصار «تشابالا»، تشمل تعليق الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات في أربع محافظات، متوقعة تضرر أكثر من نصف مليون شخص بسبب العاصفة التي من المتوقع أن تضرب اليمن للمرة الأولى.
وقد أثارت أنباء اقتراب الإعصار حالة من الفزع والخوف لدى سكان المناطق المتوقع أن يضربها الإعصار، ومنها محافظة حضرموت، حيث لم تعتد هذه المناطق على مثل هذه الأعاصير والعواصف المدارية القوية. وقد شرعت السلطات المحلية في مدن ساحل محافظة حضرموت، ومنها عاصمة المحافظة، مدينة المكلا، القيام باستعدادات للتخفيف من آثار الإعصار. وقال خالد بلفاس، عضو لجنة الإغاثة بحضرموت، عضو المجلس المحلي (البلدي) إن إمكانيات الدولة اليمنية في المحافظة مشلولة، بفعل سيطرة تنظيم القاعدة على المحافظة ومؤسسات الدولة كاملة. وأضاف بلفاس لـ«الشرق الأوسط» أنه «جرى تشكيل لجنة طوارئ في حضرموت شملت عددا من المكاتب الخدمية التي يمكن أن تساعد في الحد من هذا الإعصار»، وأن «الإمكانيات قد تكون معدومة تماما، بعد ما جرى للمكلا في 2 أبريل (نيسان) الماضي - تاريخ سيطرة (القاعدة) على المدينة».
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة من أن «تشابالا» تتجه نحو سلطنة عمان واليمن. وقالت المنظمة إن العاصفة ستبدأ من بحر العرب، ومن المتوقع أن تصل إلى شمال اليمن وساحل عمان المجاور منتصف ليل الاثنين، وأن هذه العاصفة قد تكون الأولى من نوعها التي تضرب اليمن. وقال اللواء عبده محمد الحذيفي، وزير الداخلية رئيس لجنة العمليات، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع الذي عقدته اللجنة أمس في الرياض بحضور الدكتور ناصر باعوم وزير الصحة، وفهد كفاين وزير الثروة السمكية، والدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت، ناقش تقريرا أوليا عن الوضع العام في محافظات المهرة، وسقطرى، وحضرموت الساحل، وشبوة، والإجراءات التي جرى اتخاذها، وضرورة قيام السلطات المحلية باتخاذ التدابير اللازمة لإبعاد السكان والمعدات عن مناطق الخطر، خاصة القريبة من السواحل والأودية؛ تفاديا للأضرار في الأرواح والمعدات.
وأضاف الوزير أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن محافظة المهرة ستكون هي الأكثر تأثرا بالإعصار، خاصة في مديريتي قشن وحصوين، ومدينة الغيظة، حيث من المتوقع أن تبلغ سرعة الإعصار 100 كيلومتر في الساعة بارتفاع 10 أمتار، ويتناقص الارتفاع إلى 6 أمتار في الغيظة، ثم المكلا».
وكشفت اللجنة الرئاسية في اجتماعها أمس عن احتمال تضرر أكثر من 500 ألف نسمة، في هذه المحافظات، وأقرت تعليق الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات فيها، ابتداء من اليوم الأحد مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 حتى إشعار آخر، والتواصل مع الجهات الداعمة والمانحة لتأمين الاحتياجات اللازمة لتلك الأعداد من السكان في حالة الحاجة (إجلاء، إيواء، تأمين غذاء، دواء، أمن)، بالتنسيق مع مؤسستي الرئاسة والحكومة اليمنية.
كما أقرت اللجنة توجيه المحافظين بشأن تفعيل غرف العمليات في كل محافظة والتواصل المستمر مع غرفة العمليات المركزية للاطلاع على المستجدات أولا بأول، على أن تتواصل اللجنة مع رئيس هيئة الأركان العامة لإصدار أمر عملياتي إلى القوات المسلحة في المناطق المتضررة، للمشاركة في جهود الإجلاء والإيواء وتسخير كل الإمكانات لديهم بما في ذلك المروحيات الموجودة لديهم.
وذكرت اللجنة، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها تواصلت مع مركز الملك سلمان للإغاثة، ومنظمة الصحة العالمية في اليمن، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، والهيئة العمانية للإغاثة، وأبدى الجميع استعداده للتدخل، مشيرة إلى أنها ستقوم بأخذ التدابير والاحتياطات للحد والتقليل من مخاطر الإعصار. ودعت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد إلى إخلاء سكان المناطق الساحلية المتوقع أن يضربها إعصار «تشابالا»، بمحافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى، مع أخذ الإجراءات الاحترازية المناسبة لتجنب أي خسائر في الأرواح. وأكدت الهيئة، في بيان صحافي، ضرورة ابتعاد السكان عن البحر مسافة لا تقل عن كيلومتر، وتجنب ركوب البحر اعتبارا من أمس السبت حتى إشعار آخر، وعدم ترك القوارب على الشواطئ ووضعها أو نقلها إلى أماكن أخرى.
وشددت الهيئة على وقف الأنشطة كافة على المناطق الساحلية في الموانئ والمطارات، والبقاء في المنازل، مع أخذ الاحتياجات الضرورية من مواد غذائية تكفي لمدة أربعة أيام على الأقل.
ودعت السكان إلى الابتعاد عن الأماكن المنخفضة ومجاري السيول لاحتمال فيضانها على المناطق المجاورة لها ودخولها إلى المساكن والمزارع، وعدم الوقوف أمام أعمدة الكهرباء أو تحت الأشجار، وعدم استخدام الهاتف الجوال أثناء العواصف الرعدية المصاحبة للحالة الجوية.
وتوقعت الهيئة أن تكون هناك أضرار كبيرة من الحالة الجوية نتيجة الأمطار الغزيرة وفيضانات الأودية والرياح القوية وتأثير مياه الأمواج البحرية ومياه البحر على المناطق الساحلية، وأن يصل ارتفاع الأمواج البحرية من 10 إلى 13 مترا.
بينما وجهت وزارة الصحة العامة والسكان أمس مكاتب الصحة العامة في محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت الساحل وشبوة وأبين وعدن برفع جاهزية الاستعداد في المنشآت الصحية إلى أقصى الدرجات. وأعلنت إبقاء الطواقم البشرية الطبية من أطباء وممرضين وإداريين تحت الطلب في أي لحظة وتجهيز سيارات وطواقم الإسعاف وبقاء المختبرات وبنوك الدم عاملة على مدار الساعة وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمحاليل الضرورية، وتفعيل دور الرعاية الصحية خاصة الترصد الوبائي ومكافحة الأمراض وتشكيل غرفة عمليات في كل من المحافظات للأهمية والرفع بأي صعوبات وبشكل عاجل.
ويصنف «تشابالا» ضمن الأعاصير اللولبية التي تختلف حسب أنواعها، وذلك حسب سلم خاص بها، يعرف باسم سلم فوجيتا الذي يصنفها وفق سرعتها وحجم الدمار والخسائر التي تسببها.
غرفة طوارئ وتعليق الدراسة في 4 محافظات.. و«تشابالا» يهدد نصف مليون شخص
السلطات تدعو سكان سقطرى والمهرة وشبوة وحضرموت للتزود بالغذاء.. والبقاء في المنازل 4 أيام
غرفة طوارئ وتعليق الدراسة في 4 محافظات.. و«تشابالا» يهدد نصف مليون شخص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة