رفع الجاهزية القتالية في تعز.. وهيئة العلماء تدين «مجازر» الحوثيين

قائد عسكري يمني: القتال مستمر في المدينة.. وطهرنا 80 % من الجبهة الغربية

رفع الجاهزية القتالية في تعز.. وهيئة العلماء تدين «مجازر» الحوثيين
TT

رفع الجاهزية القتالية في تعز.. وهيئة العلماء تدين «مجازر» الحوثيين

رفع الجاهزية القتالية في تعز.. وهيئة العلماء تدين «مجازر» الحوثيين

تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة والشعبية في محافظة تعز تقدمها الكبير وتحقيق نتائج ميدانية عسكرية إيجابية، على صعيد المواجهات مع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، حيث تمكنت من السيطرة على مواقع وتباب أخرى في الجبهة الغربية، وجبهة الضباب، بما فيها التبة السوداء، وهي منطقة استراتيجية تطل على طريق تعز – الحديدة، وذلك بعد أن تمت السيطرة على تبة الجزار، وتبة غبار، وتبة ذارح، والحرمين، ومنطقة ميلات بالكامل، وتبة المنعم، وتبة سرور التي كانت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وقال العميد الركن عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، قائد معركة تطهير جبهة الضباب لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم تطهير 30 في المائة من مناطق جبهة الضباب التابعة لجبهة القتال الغربية، واستعادة الكثير من المواقع التي كانت بيد الميليشيات، بدءا من منطقة بئر باشا وحتى منطقة الضباب، مؤكدا أن عددا من المناطق ما زالت تحت سيطرة الميليشيات في منطقة السجن المركزي ومنطقة الربيعي، إضافة إلى منطقة السمن والصابون، وأضاف العميد الحمادي أنه تم تطهير ما نسبته 80 في المائة من الجبهة الغربية، التي تمتد من منطقة صبر وحتى باب المندب.
وذكر القائد العسكري اليمني لـ«الشرق الأوسط» أنه إلى جانب السيطرة على مواقع عسكرية مهمة، فقد «استسلم ما لا يقل عن 16 مسلحا من ميليشيات الحوثي في جبهة الضباب»، مشيرا إلى المتمردين الذين استسلموا طلبوا «منا إشراكهم في القتال ضد الميليشيات، لكننا رفضنا الطلب وسمحنا لهم بالعودة إلى منازلهم، وهم من المتحوثين، من أبناء المناطق التي شهدت القتال».
وأشار العميد الحمادي إلى استمرار القتال في جبهة الضباب واستمرار سقوط قتلى وجرحى، وإلى أن قذائف الميليشيات الحوثية ما زالت تسقط على منازل المواطنين، كما أشار إلى استمرار القتال في جبهة مدينة تعز، حيث ما زالت المواجهات عنيفة في المنطقة الشرقية حول معسكر القوات الخاصة، الأمن المركزي (سابقا) والقصر الجمهوري وأماكن أخرى تشهد مواجهات خفيفة بما فيها الزنقل والدحي.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك ترتيبات وخطط جاهزة من قبل التحالف العربي والمقاومة والجيش الوطني لدحر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خاصة بعدما حققت عناصر المقاومة والجيش الوطني تقدما في جبهات القتال الشرقية الغربية بمساعدة طيران التحالف العربي الذي كثف من غاراته المركزة على مواقع وتجمعات الميليشيات، وبأن التحرك بدا فعليا.
في سياق متصل، أعلنت حالة رفع الجاهزية القتالية في محافظة تعز، وذلك عقب اجتماع مشترك للعميد الركن صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري في المحافظة، والشيخ حمود سعيد المخلافي، قائد المقاومة الشعبية، بمشاركة أعضاء المجلس العسكري واللجنة الأمنية، حيث جرى إقرار «رفع الجاهزية القتالية في جبهات القتال في المناطق الشرقية والغربية، من أجل تطهير تعز من الميليشيات الانقلابية». وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع أقر، أيضًا «خطة أمنية تتضمن ترتيب الوضع الأمني في كل المناطق التي تسيطر عليها المقاومة والجيش، وإعادة توزيع النقاط الأمنية». وذكرت المصادر أن ميليشيات الحوثيين وصالح تعيش «حالة من الانهيار والتراجع أمام بطولات أفراد المقاومة الشعبية والجيش الوطني».
وفي التطورات الميدانية الأخرى في تعز، لقي العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، مصرعهم، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في قصف لطائرات التحالف، استهدف المواقع التي يتمركزون فيها ومخازن الأسلحة التي تتبعهم في مدينة تعز، وبحسب مصادر محلية، فقد تركزت الغارات الجوية على مواقع للميليشيات في الجحملية العليا وحي قريش جوار مدرسة النجاح، ومنطقة صالة وإدارة الأمن بمديرية الوازعية، التي تستخدمها الميليشيات مقرا لها، وتجمعات أخرى في ساحل وميناء المخا التابعة لتعز، في وقت واصلت فيه الميليشيات الحوثية قصفها العنيف بالكاتيوشا والمدفعية للأحياء السكنية في تعز من مواقعها في جبل أومان بمنطقة الحوبان ومن مواقع في شارع الخمسين ومنطقة التحرير ومنطقة جامعة تعز، ويستهدف ذلك القصف مناطق منها حي المسبح وجبل جرة وحي الروضة وحي القرشي وبشكل عنيف في منطقة كلابة، وغيرها.
وتستمر هذه التطورات الميدانية والعسكرية، في وقت تواصل الميليشيات منع دخول الأدوية والغذاء ومياه الشرب والخضراوات والفواكه وغيرها من احتياجات المواطنين، وقد اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود» الحوثيين باحتجاز شاحنتين مساعدات طبية على أبواب تعز، كانت محملة بمواد طبية مرسلة إلى مستشفى في تعز.
من ناحية ثانية، اعتبرت هيئة علماء اليمن، أن «ما تقوم به ميليشيا الحوثي ومن ناصرها ومن ساندها من خراب ودمار وهجوم على أبناء اليمن إلى ديارهم ومحافظاهم وفي تعز خاصة، وفي اليمن عامة، بغي وعدوان وخصومة في باطل لا يقره شرع ولا عرف ولا قانون وليس له أي مبرر، كما لا يجوز لأي مسلم مناصرة هذه الميليشيات الحوثية وأنصارها وحلفائها أو الوقوف معها بأي حال من الأحوال لا بالنفس ولا بالمال ولا بالكلمة ولا بالتوقيع». ودعت الهيئة، في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية إلى القيام بواجبها في رفع المشقة عن أبناء تعز خاصة، وفك الحصار الظالم عنهم وإغاثة الناس في بقية المناطق وتقديم سائر أنواع الدعم والمعونات، وحماية الناس من البغي والعدوان الذي دهم الناس إلى ديارهم واستباح حرماتهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».