تستعد الأديبة المصرية سعاد سليمان للسفر إلى القصر الملكي الإسباني بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لتسلم جائزة «متحف الكلمة» التي تتبناها مؤسسة «ثيسار إخيدو سيرّانو» لفوزها بالمركز الثاني في المسابقة الدولية الرابعة للقصة القصيرة جدًا» التي لا تتجاوز 100 كلمة، تحت شعار «مانديلا: كلمة وانسجام»، والتي تتنافس فيها قصص بأربع لغات، هي: الإسبانية والعربية والإنجليزية والعبرية، تحت شعار «الكلمة رباط الإنسانية».
تجاوز عدد المترشحين للجائزة هذا العام من 119 دولة أكثر من 22.571 كاتب، وتبلغ قيمة الجائزة الرئيسية 20 ألف دولار للقصّة الفائزة بالمركز الأول، وتمنح أيضا ثلاث جوائز قيمة كل واحدة منها ألفان دولار، ذلك لأفضل القصص من كل اللغات المعتمدة في المنافسة، والتي لم تفز بالجائزة الأولى.
وحول تلقيها نبأ فوزها، قالت صاحبة «شهوة الملائكة» لـ«الشرق الأوسط»: «شاركت بقصتين عدد كلماتهما يتراوح ما بين 20 و26 كلمة، لكن إلى الآن لم يتم إبلاغي باسم القصة الفائزة أو أية تفاصيل أخرى، لكن أتصور أن قصة بعنوان (فزع) هي التي فازت». ورغم سعادتها الغامرة وتلقيها التهاني من الوسط الثقافي المصري والعربي، كشفت أنها لن تنفق المزيد من إبداعها في القصة الومضة أو القصة الـ«تويترية»: «لم أكن أتخيل أنني سأفوز بهذه الجائزة، لأن الجوائز في مصر لم تنصفني فهي ترزح تحت وطأة (الشللية)، بالطبع كل كاتب يتمنى أن تُقدر أعماله ويفوز بجوائز، ولكن على الرغم من سعادتي إلا أنني لا أنوي تكرار تلك التجربة؛ فهي تجربة مرت لا أنوي تكرارها، كنت أتحدى إمكانياتي وقد تخطيت هذا التحدي».
وقالت صاحبة «الراقص»: «لدي مشروع أدبي لكتابة مسرحيتين و3 روايات أعكف عليها حاليا، ودائما ما أبحث عن جنس أدبي آخر أتحدى نفسي فيه؛ جمال الإبداع أنه يخرج مرة واحدة ويثير الدهشة و(تكرار المضمون غير مضمون)، فمثلا (السراب) لدى نجيب محفوظ ليس لها علاقة بـ(الحرافيش) أو (أولاد حارتنا)».
قدمت سعاد سليمان 5 تجارب إبداعية كان آخرها المجموعة القصصية «شهوة الملائكة» (2014) عن دار «روافد» وتضم بها 42 قصة. وتجسد المجموعة حالة حوارية بين 22 قصة طويلة و22 قصة ومضة، في محاولة لإيجاد شكل ومضمون مختلفين. أما مجموعتها القصصية «غير المباح» وهي رواية فانتازيا سياسية، فتضمنت 3 مستويات من الحكي والقص لأنها «تهتم بشكل الكتابة مثلما تهتم بالمضمون لكي يكسر حدة الملل».
تنتمي غالبية نصوص سعاد سليمان (49 سنة) إلى الواقعية لكنها دومًا ما تغلفها بنفحات خيالية استلهمتها من رؤيا أو حلم، كما تبرز في كتاباتها تأثيرات نشأتها في «سوهاج» بصعيد مصر واختلاطها بثقافة شمال مصر المتمثل في الإسكندرية على تناقضهما التام، فخرجت من «شرنقة الثقافة المنغلقة والعشائرية إلى تلك الثقافة المنفتحة التي اكتشفتها في مرحلة الدراسة الجامعية». تقول: «كنت أهرب للقراءة لأعيش مع عالم موازٍ غير العالم الذي أعيش فيه حيث الفقر المدقع والحياة القاسية؛ ذلك الخيال الذي منحتني إياه القراءة وطورته الكتابة».
بدأت سعاد سليمان رحلتها الأدبية عام 2001 بأول مجموعة قصصية لها «هكذا ببساطة»، لكن تجاربه الأولى تعود لمرحلة الطفولة: «بدايتي في الانجذاب للأدب كانت عبر قراءاتي للمنفلوطي (النظرات) و(ماجدولين). كنت طفلة فقيرة ولم يكن متاحًا لي سوى ما كان موجودًا في مكتبة المدرسة. والذي غير مساري للقصة القصيرة هو يوسف إدريس، الذي كانت كتابته تكتم أنفاسي حتى أنتهي منها، وخصوصا رواية (العسكري الأسود)، حينها عرفت أن الكتابة ليست كلمات منمقة متراصة بجوار بعضها».
وتشكو الكاتبة من الواقع الثقافي في مصر، إذ يعيش الأديب المصري، كما تقول، على الكفاف «فلا يتلقى نقدا منصفا موضوعيا أو مقابلا مجزيا عن كتاباته سواء في داخل أو خارج مصر، فضلا عما نجده من تجهيل للجميع. فالثقافة أصبحت آخر اهتمامات الدولة المصرية، وما زال كتاب جيل الستينات هم من يتصدرون المشهد، وأعتقد أن السبب يرجع لأنه لا توجد إجابة محددة لما تريده الدولة من الثقافة».
القاصة المصرية سعاد سليمان تحصد ثاني جوائز «متحف الكلمة» في إسبانيا
عن قصة لا تتجاوز 26 كلمة ولا تنوي تكرار التجربة مرة أخرى
القاصة المصرية سعاد سليمان تحصد ثاني جوائز «متحف الكلمة» في إسبانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة