سلاح الجو البلجيكي: لولا تدخل التحالف الدولي لصار العراق جزءًا من دولة «داعش»

قنابل موجهة بأشعة الليزر والأقمار الصناعية لضمان الدقة

سلاح الجو البلجيكي: لولا تدخل التحالف الدولي لصار العراق جزءًا من دولة «داعش»
TT

سلاح الجو البلجيكي: لولا تدخل التحالف الدولي لصار العراق جزءًا من دولة «داعش»

سلاح الجو البلجيكي: لولا تدخل التحالف الدولي لصار العراق جزءًا من دولة «داعش»

قال قائد سلاح الجو البلجيكي إن هناك معلومات تفيد باستخدام القوات الجوية الروسية حاليًا في سوريا، لقنابل غير موجهة، ولا تصيب الأهداف بدقة، وهذا عكس ما تقوم به قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وأوضح أن التحالف الدولي يستخدم قنابل موجهة بأشعة الليزر أو نظم الأقمار الصناعية، وقال القائد العسكري البلجيكي: «وهذا الأمر يضمن توجيه إصابة دقيقة للأهداف، وبالتالي تفادي الأضرار، وتجنب سقوط ضحايا من المدنيين»، حسب ما جاء على لسان قائد سلاح الجو البلجيكي فيرد فانسينا، خلال مقابلة مع صحيفة «لاليبر» البلجيكية الناطقة بالفرنسية.
وحول فعالية عمل التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، عبر الجنرال فانسينا عن قناعته بأنه لولا تدخل التحالف في العراق، لأصبح هذا البلد جزءًا من «خلافة داعش».
وردًا على سؤال يتعلق بما تقوله المعارضة السورية بأن نظام الأسد يستخدم طائرات من دون طيار لقصف مواقعها، بدا الجنرال فانسينا متحفظًا.
وأضاف أن الروس والإيرانيين يستخدمون طائرات من دون طيار، ما يشكل خطرًا على طائرات التحالف الدولي، مشددًا على أهمية التوصل إلى اتفاق أميركي – روسي لتحديد قواعد العمل لتفادي أي اشتباك جوي بين طائرات التحالف الدولي والطائرات الروسية، ما قد يساهم في زيادة تعقيد العلاقات الدولية.
ونفى الجنرال البلجيكي إمكانية وصف ما يحدث في السماء السورية حاليًا، بالعملية الجوية الدولية الواسعة النطاق».
وقال: «الأمر هنا مختلف عما حدث في البلقان عام 1999، فالقوات الجوية الروسية أصبحت حاليًا بديلاً عن سلاح الجو السوري الذي يفتقر إلى إمكانيات الاستمرار في أداء مهامه».
وأوضح قائد سلاح الجو البلجيكي أن ما يجري حاليًا في سوريا يؤكد أن روسيا تستميت من أجل الدفاع عن آخر معقل لها في الشرق الأوسط، وأنها تتصرف بمنطق الحرب الباردة، وبروح من الحنين للاتحاد السوفياتي السابق. وقد شاركت الطائرات البلجيكية في الضربات الجوية ضد عناصر التنظيم انطلاقًا من قاعدة الأزرق الجوية في الأردن، قبل أن تعود إلى قاعدة فلورين جنوب البلاد.
يذكر أن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز قد أعلن يونيو (حزيران) الماضي، عن نية بلاده إنهاء مشاركتها في التحالف الدولي، وذلك لأسباب تتعلق بالموازنة التي خصصتها حكومة رئيس الوزراء شارل ميشال لوزارة الدفاع.
وأعلنت وزارة الدفاع البلجيكية بداية شهر يونيو الماضي، أن الطائرات البلجيكية المشاركة في التحالف الدولي نفذت 726 طلعة جوية، أي قرابة 3210 ساعة تحليق. وتحدثت وسائل الإعلام وقتها عن احتمالية عودة بلجيكا للمشاركة مع مقاتلات التحالف ضد «داعش»، لكن هذه المرة بالتناوب مع هولندا التي تشارك هي الأخرى مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
ويشمل التحالف بقيادة واشنطن 60 دولة، تشارك 12 منها في قصف أهداف ومواقع تابعة لـ«داعش»، علمًا بأن الولايات المتحدة تقصف العراق منذ الـ8 من أغسطس (آب) 2014 في حين انضمت فرنسا، وبريطانيا، وهولندا، وأستراليا، وبلجيكا، وكندا، والدنمارك في شهر سبتمبر (أيلول) من العام ذاته. أما القصف على سوريا، فقد انطلق في الـ23 من سبتمبر 2014.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.